إضافة لاستهداف الفلسطينيين.. مستوطنون يهاجمون الجيش الإسرائيلي (تقرير إخباري)
كادوش: لو كان مشعلو النار بمنازل الفلسطينيين اعتقلوا لما استمر الإرهابيون بأعمالهم ضد الجيش

Quds
القدس / الأناضول
- كادوش: لو كان مشعلو النار بمنازل الفلسطينيين اعتقلوا لما استمر الإرهابيون بأعمالهم ضد الجيش- سموتريتش: العنف ضد الجيش والشرطة أمر مرفوض وتجاوز للخطوط الحمراء
- ليبرمان: يجب معاقبة مثيري الشغب الذين أشعلوا النار بمنشأة أمنية بأقصى عقوبة
- غولان: هؤلاء ليسوا جماعة هامشية بل جناح مسلح وعنيف يعمل بشرعية الحكومة
- غانتس: الحدث يُضاف لسلسلة أحداث تبدأ برياح تهب من وزراء وتدفع نحو إرهاب يهودي
لم يكتف المستوطنون الإسرائيليون بمهاجمة المدنيين الفلسطينيين بالضفة الغربية المحتلة، بل وسعوا اعتداءاتهم مؤخرا لتشمل جنود وعناصر شرطة إسرائيليين.
وعادةً لا تبدي تل أبيب أي اهتمام لهجمات المستوطنين على الفلسطينيين، غير أن مهاجمتهم جنودا وعناصر شرطة إسرائيليين خلال الأيام الماضية وإحراق موقع أمني وسط الضفة الغربية خلال ساعات الليل، أشغل جميع السياسيين في إسرائيل.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان الاثنين: "خلال الليل (الأحد إلى الاثنين)، أشعل إسرائيليون النار بموقع أمني يحتوي على أنظمة تساعد في إحباط الهجمات والحفاظ على الأمن في منطقة لواء بنيامين (وسط الضفة)".
وأضاف أن "الإضرار بالموقع يُشكل خطرا على أمن السكان".
والسبت، هاجم مستوطنون ضابطا وجنود إسرائيليين قرب قرية المغير شمال رام الله وسط الضفة، ما أدى لإصابتهم بجروح طفيفة، و"جرى اعتقال ستة مشتبهين، بينهم قاصران"، وفق هيئة البث الإسرائيلية.
واكتفى قادة اليمين الإسرائيلي المتطرف بإدانة هجوم المستوطنين، لكن المعارضة وصفت المهاجمين بأنهم "مليشيات" وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش.
ووصف اليمين الإسرائيلي ما جرى بأنه "عنف"، إلا أن قادة المعارضة وصفوه بأنه "إرهاب يهودي".
وكان المستوطنون صعدوا منذ تسلم الحكومة الحالية مهامها نهاية العام 2022 من هجماتهم على الفلسطينيين، ما دفع العديد من الدول الغربية، بينها الاتحاد الأوروبي، إلى فرض عقوبات على مستوطنين، في إجراء أدانته الحكومة الإسرائيلية.
** "أعمال إرهابية"
وقال دورون كادوش، المحلل بإذاعة الجيش الإسرائيلي: "ما بدأ بحرق منازل الفلسطينيين استمر بإحراق مركبات عسكرية، ثم تطور إلى محاولات دهس وخنق جنود، واستمر الليلة بإحراق منشأة أمنية عملياتية تابعة للجيش الإسرائيلي".
وأضاف: "ولهذا السبب تحديدا، تُعدّ الاعتقالات الإدارية ضرورية، فلو كان مثيرو الشغب الذين أشعلوا النار في منازل ومركبات الفلسطينيين في قرية كفر مالك الفلسطينية (وسط الضفة الغربية) قد اعتقلوا إداريا الأسبوع الماضي، لما استمر هؤلاء الإرهابيون في تنفيذ المزيد من الأعمال الإرهابية واستهداف قوات الجيش الإسرائيلي".
وكان وزير الدفاع يسرائيل كاتس، ألغى مطلع العام الجاري الاعتقال الإداري (يجري استنادا لمعلومات سرية ودون اتهامات) ضد المستوطنين وأبقاه على الفلسطينيين فقط.
وقال كادوش: "الاعتقال الإداري ليس لتصفية الحسابات بل لمنع الإرهاب في المستقبل، وعندما تُسحب هذه الأداة من المنظومة الأمنية، تضعف القدرة على إحباط الإرهاب".
وتساءل: "هل يُعيد وزير الدفاع كاتس النظر ويسمح بالاعتقال الإداري لليهود لمنع الأعمال الإرهابية القادمة؟".
ونشر الجيش الإسرائيلي على منصة "إكس" صور آثار الحريق الذي أضرمه مستوطنون خلال الليل بمنشأة أمنية إسرائيلية وسط الضفة الغربية.
وقال كادوش معلقا: "صور مروعة للمنشأة الأمنية التي أُضرمت فيها النيران في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)".
وأضاف: "ما عجز عنه الإيرانيون بصواريخهم، وما عجز عنه حزب الله وحماس بصواريخهما، وما عجز عنه المسلحون الفلسطينيون في يهودا والسامرة، فعله الإرهابيون اليهود الليلة".
وأشار إلى أن "يهودا خطّوا شعاراتٍ بغيضةً على سيارة شرطة، وكتبوا عليها: الانتقام واليهودي لا يُطلق النار على اليهودي"، في إشارة إلى الاعتداء خلال ساعات الليل.
** "تجاوز للخطوط الحمراء"
قادة اليمين الإسرائيلي المتطرف من جهتهم أدانوا هجوم المستوطنين على الجنود والشرطة ولكن ليس إلى حد وصفه بـ"الإرهاب".
وقال وزير المالية زعيم حزب "الصهيونية الدينية" بتسلئيل سموتريتش بمنشور على منصة إكس: "المجرمون مجرمون في كل مكان في البلاد".
وأضاف سموتريتش، وهو أيضا مستوطن: "العنف ضد جنود الجيش الأعزاء ورجال الشرطة الإسرائيليين وتخريب الممتلكات مرفوض ويشكل تجاوزا للخطوط الحمراء".
وتابع: "أدعو شرطة إسرائيل إلى التحقيق في الأحداث بحزم وتقديم المسؤولين للعدالة".
أما وزير الأمن القومي زعيم حزب "القوة اليهودية" إيتمار بن غفير، وهو أيضا مستوطن، فقال بمنشور: "الاعتداء على قوات الأمن والمنشآت الأمنية وجنود الجيش الإسرائيلي إخواننا وحماتنا خط أحمر، ويجب التعامل معه بأقصى درجات الشدة".
** دعوة لمعاقبة المستوطنين
بدوره، قال وزير الدفاع الأسبق زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المعارض أفيغدور ليبرمان، بمنشور على إكس: "يجب معاقبة مثيري الشغب الذين أشعلوا النار بمنشأة أمنية الليلة الماضية بأقصى عقوبة ينص عليها القانون".
وأضاف ليبرمان، وهو أيضا مستوطن بالضفة الغربية: "أي مساس بجنود الجيش هو مساس خطير بدولة إسرائيل وقيمها، أدعو سلطات إنفاذ القانون إلى التصرف بحزم وتقديم المسؤولين عن هذه الأعمال الشنيعة للعدالة".
** "جناح مسلح بشرعية الحكومة"
وقال النائب الأسبق لرئيس أركان الجيش زعيم حزب "الديمقراطيين" المعارض يائير غولان: "ما زلنا نسمع اليوم عن مستوطنين مسلحين يهاجمون جنود الجيش الإسرائيلي".
وأضاف بمنشور: "سيستمر البعض في وصفهم بالأعشاب الضارة وفتيان التلال وأقلية متطرفة، لكن هذه لم تعد جماعة هامشية، إنها جناح مسلح وعنيف يعمل بشرعية الحكومة".
وتابع: "هؤلاء هم مليشيات بن غفير وسموتريتش، الذين يرون في القانون والجيش الإسرائيلي عقبة غير ضرورية في طريقهم نحو الضم (الضفة الغربية) ولم يعودوا يكتفون بالعنف ضد الفلسطينيين".
ومن جهته، قال وزير الدفاع الأسبق زعيم حزب "معسكر الدولة" المعارض بيني غانتس: "الحدث الذي شهدناه الليلة، الذي يُضاف إلى سلسلة أحداث خطيرة أخرى، يبدأ برياح عاتية تدفع نحو العنف والإرهاب اليهودي، تهب تحديدا من وزراء الحكومة".
وأضاف: "لن تُوقف الإدانات الضعيفة العنف، بل ستُوقفه الأفعال فقط".
وفي السياق، قالت هيئة البث الإسرائيلية، الاثنين، إن "مستوطنين متطرفين أضرموا النار مساء أمس في منشأة أمنية حيوية في الضفة الغربية".
وأوضحت أن "الحادثة جاءت مع تصاعد التوتر في الضفة مؤخرًا، حيث تجمهر عشرات الإسرائيليين عند مدخل مقر لواء بنيامين، وقام بعضهم بالبصق على الجنود، ورشّ غاز الفلفل على عناصر الشرطة، وتخريب ثلاث مركبات عسكرية".
وأضافت أن "آخرين حاولوا اقتحام القاعدة بالقوة، ورفعوا لافتات تتهم قائد اللواء بالخيانة وتطالب بسجنه"، وبينت أن "قوات الشرطة وحرس الحدود قاموا بتفريق المتجمهرين باستخدام وسائل تفريق المظاهرات".
وتقدر حركة "السلام الآن" الإسرائيلية المختصة بشؤون الاستيطان أعداد المستوطنين في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، بأكثر من 700 ألف.
هجمات المستوطنين ضد جنود وضباط بالجيش، تترافق مع تصعيدهم ضد الفلسطينيين بالضفة، حيث قتل 986 فلسطينيا على الأقل، وأصيب نحو 7 آلاف آخرين منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وفق معطيات فلسطينية، جراء هجمات المستوطنين والجيش الإسرائيلي.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.