القدس / عبد الرؤوف أرناؤوط/ الأناضول

يعود الإسرائيليون إلى صناديق الاقتراع، الثلاثاء، في انتخابات هي الخامسة خلال أقل من 4 سنوات لاختيار أعضاء الكنيست (البرلمان) الـ 25 منذ تأسيس الدولة.

وكما هو الحال في الانتخابات الأربعة الماضية، فإن استطلاعات الرأي أشارت إلى عدم امتلاك حزب الأغلبية المطلوبة لتشكيل حكومة وهي 61 مقعدا من مقاعد الكنيست الـ 120.

ويفتح غياب الحسم الباب أمام احتمال إقامة تحالفات بين الأحزاب المتنافسة، بل حتى إمكانية العودة إلى صناديق الاقتراع في انتخابات سادسة.

وسيختار الإسرائيليون 120 نائبا من بين 40 قائمة تتنافس في الانتخابات.

وتتوقع استطلاعات الرأي العام أن تتخطى 11 قائمة نسبة الحسم التي تبلغ 3.25 بالمئة من عدد الأصوات الصحيحة، لتصل الى مقاعد الكنيست.

وتبدأ النتائج الأولية بالظهور تباعا بدءا من فجر الأربعاء المقبل، ويلي ذلك مشاورات يجريها الرئيس مع الأحزاب الفائزة لتحديد الشخصية التي يكلفها بتشكيل الحكومة.

ولم يسبق لحزب إسرائيلي واحد أن حصل بمفرده على 61 صوتا المطلوبة لتشكيل حكومة ما يفرض تكوين ائتلافات لتشكيل الحكومة.

وتعرض الأناضول فيما يلي تسلسل زمني للجولات الانتخابية الأخيرة الماضية:

** 9 أبريل/ نيسان 2019

فاز حزب "الليكود" بزعامة بنيامين نتنياهو بـ 35 مقعدا من أصل 120 هم إجمالي عدد مقاعد البرلمان.

وحصل منافسه الرئيسي تحالف "أزرق أبيض" برئاسة بيني غانتس وشريكه يائير لابيد على 35 مقعدا أيضا.

غير أن كلا الحزبين فشلا في تشكيل حكومة، فتمّ حل الكنيست والدعوة إلى انتخابات مبكرة.

** 17 سبتمبر/ أيلول 2019

عاد الإسرائيليون لصناديق الاقتراع لمرة ثانية خلال عام واحد، لكن الجمود بقي قائما فحصل تحالف "أزرق أبيض" بزعامة غانتس ولابيد على 33 مقعدا، والليكود على 32.

غير أن كلا الحزبين فشلا مجددا في تشكيل حكومة في الموعد المحدد، فتمّ حل الكنيست والدعوة إلى انتخابات مبكرة.

** 2 مارس/ آذار 2020

عاد الإسرائيليون إلى صناديق الاقتراع مرة ثالثة في غضون عام واحد، بفوز "الليكود" بأكبر عدد من المقاعد (36 مقعدا)، وحصل منافسه تحالف "أزرق أبيض" على 33 مقعدا.

في البداية، فشل كلا الحزبين في تشكيل حكومة، لكن نتنياهو وغانتس اتفقا لاحقا على تشكيل حكومة بالتناوب في ظل أزمة جائحة كورونا.

لم تصمد الحكومة كثيرا جراء عدم القدرة على إقرار الميزانية والخلافات بين نتنياهو وغانتس، وتم حلّ الكنيست في ديسمبر/ كانون الأول، وتمت الدعوة لانتخابات مبكرة.

** 23 مارس 2021

عاد الإسرائيليون مجددا لمرة رابعة في غضون عامين للإدلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع، ففاز الليكود بأعلى الأصوات (30 مقعدا)، وتفكك تحالف "أزرق أبيض" بين لابيد وغانتس، لكن نتنياهو فشل في تشكيل حكومة.

وفي المقابل، أسفر اتفاق بين 8 أحزاب - مناهضة لاستمرار ولاية نتنياهو رئيسا للوزراء - عن إعلان الائتلاف الحكومي الأخير، في 13 يونيو/ حزيران 2021، بعد مصادقة الكنيست عليه بالأغلبية.

ونص الاتفاق الائتلافي على أن يتم التناوب على رئاسة الوزراء بين لابيد زعيم حزب "هناك مستقبل" الوسطي، ونفتالي بينيت زعيم حزب "يمينا"، اليميني، على أن يبدأ الأخير أولا حتى سبتمبر 2023.

وتكوّن الائتلاف من أحزاب غير متجانسة، جمعها حسب مراقبين، الرغبة في إزاحة نتنياهو من السلطة، وهي "يمينا" (يمين) بقيادة بينيت و"هناك مستقبل" (وسط) بقيادة لابيد، و"أمل جديد" (يمين) بقيادة جدعون ساعر، و"إسرائيل بيتنا" (يمين قومي معادي للمتدينين اليهود) بقيادة أفيغدور ليبرمان.

كما ضم الائتلاف أحزاب "أزرق أبيض" (وسط) بقيادة بيني غانتس، و"العمل" (وسط) بقيادة ميراف ميخائيلي و"ميرتس" (يسار)، بقيادة نيتسان هيروفيتس، إضافة إلى القائمة العربية الموحدة بقيادة منصور عباس داعما للحكومة من الخارج.

ورغم تعرض الائتلاف للكثير من المصاعب إلا أنه في 7 يونيو 2022 أدى عدم القدرة على تمديد العمل بقانون أنظمة الطوارئ الذي يعامِل المستوطنين بالضفة معاملة الإسرائيليين، إلى الإطاحة بالحكومة والدعوة لانتخابات جديدة.

ومع حل الكنيست الإسرائيلي رسميا ترأس يائير لابيد حكومة تسيير الأعمال لحين تشكيل حكومة جديدة ما بعد الانتخابات.

** 1 نوفمبر/ تشرين الثاني 2022

من المقرر أن يعود الناخبون الإسرائيليون للإدلاء بأصواتهم في جولة انتخابية هي الخامسة في غضون أقل من 4 سنوات.

وتتوجه الأنظار إلى المقاعد التي ستحصل عليها الأحزاب الكبيرة والصغيرة على السواء، إذ ليس بإمكان أي من الكبار تشكيل حكومة إلا بالائتلاف مع الصغار.

وما لم يتمكن أي من المرشحين من تشكيل حكومة خلال الأسابيع المقبلة، فإن الإسرائيليين سيعودون على الأرجح مرة أخرى خلال أشهر قليلة للإدلاء بأصواتهم في انتخابات سادسة.