الجيش الإسرائيلي يكثف إبادة غزة بعدوان بري شمالا وجنوبا
عملية تطلق عليها تل أبيب "عربات جدعون" وهي تسمية ذات دلالات دينية وتاريخية وعسكرية

Istanbul
اسطنبول/ الأناضول
أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، تكثيف الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة عبر بدء عملية عسكرية برية في مناطق عدة بالشمال والجنوب.
وقال متحدث الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، عبر "إكس" إن قوات الجيش "على مدار الـ24 ساعة الماضية، بدأت عملية برية واسعة في أنحاء شمال وجنوب قطاع غزة، ضمن افتتاح عملية عربات جدعون".
وأضاف أدرعي، أن "سلاح الجو بدأ خلال الأسبوع الماضي ضربة افتتاحية" هاجم خلالها ما ادعى أنه "أكثر من 670 هدفا لحماس في أنحاء قطاع غزة".
كما ادعى "استهداف" ما سماها "مستودعات أسلحة وعناصر إرهابية ومسارات أنفاق تحت الأرض إلى جانب مواقع إطلاق قذائف مضادة للدروع"، وفق تعبيراته.
وأفاد أن القوات الإسرائيلية قضت على عشرات المقاتلين و"استولت (احتلت) على مناطق استراتيجية في أنحاء قطاع غزة"، وفق ادعائه.
ومطلع مايو/أيار الجاري، أقر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) خطة عملية "عربات جدعون"، وشرعت الحكومة لاحقا بالإعداد لها عبر استدعاء عشرات آلاف جنود الاحتياط.
ويحمل اسم العملية دلالات دينية وتاريخية وعسكرية، إذ سمت إسرائيل إحدى عملياتها الدموية في "نكبة 1948" باسم "عملية جدعون"، وهدفت إلى احتلال منطقة بيسان الفلسطينية وتهجير سكانها.
وإطلاق اسم "عربات جدعون" على توسيع الإبادة في غزة يشير إلى طابع الاحتلال المزمع تنفيذه في القطاع.
ووفق هيئة البث العبرية (رسمية) فإن هذه العملية من المرجح أن تستمر لأشهر.
وتتضمن "الإخلاء الشامل لسكان غزة بالكامل من مناطق القتال، بما في ذلك شمال غزة، إلى مناطق في جنوب القطاع"، و"سيبقى" الجيش في أي منطقة "يحتلها"، وفق الهيئة.
وتزامنا مع مفاوضات بالدوحة، ادعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، استعداده لإنهاء حرب الإبادة "بشروط"، وذلك بعد إصراره لشهور طويلة على استمرارها حتى تحقيق ما يسميه "النصر المطلق".
وقال مكتب نتنياهو في بيان إن "فريق التفاوض في الدوحة يعمل على استنفاد كل الفرص للتوصل إلى صفقة، سواء وفق مخطط ويتكوف، أو في إطار وقف القتال، بما يشمل إطلاق سراح جميع المختطفين، ونفي مقاتلي حماس، ونزع سلاح القطاع".
ومنتصف مارس/ آذار الماضي، طرح مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف مقترحا للتفاوض، بعد أن تنصل نتنياهو من بدء المرحلة الثانية من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى.
ويقضي المقترح بأن تطلق حركة حماس من غزة سراح 10 أسرى إسرائيليين أحياء ونصف الأسرى القتلى، مقابل بدء مفاوضات لوقف إطلاق النار لمدة 45 يوما، دون تعهد بإنهاء الحرب، وهو ما ترفضه حماس.
وحسب مراقبين فإن التزامن بين ادعاء نتنياهو استعداده لإنهاء الإبادة وتكثيفها في الوقت ذاته يبدو عملية بحث عن صورة نصر زائف لحفظ ماء الوجه، في حال التوصل إلى اتفاق بالفعل، إذا تعجز إسرائيل عن تحقيق الأهداف المعلنة للحرب.
وتعد أبرز هذه الأهداف؛ إعادة الأسرى الإسرائيليين من غزة، والقضاء تماما على قدرات حماس العسكرية، وهو ما لم تحققه تل أبيب سواء بالإبادة أو التفاوض.
وتقدر تل أبيب وجود 58 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 174 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، فضلا عن مئات آلاف النازحين.