إسرائيل.. بن غفير في مهب الانتقادات (تقرير إخباري)
تسبب الأسير الإسرائيلي المحرر إيلي شرعابي بتفجير موجة انتقادات بوجه وزير الأمن القومي المستقيل إيتمار بن غفير بسبب سياساته الوحشية ضد الأسرى الفلسطينيين وانعكاساتها على الأسرى الإسرائيليين المحتجزين بغزة.

Quds
القدس / عبد الرؤوف أرناؤوط / الأناضول
- بعد اكتشاف أن سياساته ضد الأسرى الفلسطينيين أثرت سلبا على الأسرى الإسرائيليين بغزة- ميخال بيلان: أتساءل عما إذا كان هذا الشخص لديه القدرة على الشعور بالندم والذنب والعار
- جوش برينر: حذر الجميع هذا المهرج الخطير ولكن من أجل الإعجابات، واصل سياسته
- يؤاف ديكل: يعتبر قرار تعيينه وزيرا هو القرار الأكثر تهوراً في تاريخ إسرائيل
- أمير تيبون: هذا بالطبع خطأ بن غفير ولكن الأهم من ذلك أنه خطأ نتنياهو
تسبب الأسير الإسرائيلي المحرر إيلي شرعابي بتفجير موجة انتقادات بوجه وزير الأمن القومي المستقيل إيتمار بن غفير بسبب سياساته الوحشية ضد الأسرى الفلسطينيين وانعكاساتها على الأسرى الإسرائيليين المحتجزين بغزة.
وشرعابي تحرر مؤخرا من قطاع غزة بموجب صفقة تبادل مع حركة "حماس"، في إطار اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل الساري منذ 19 يناير/كانون الثاني الماضي.
وفي حديث لقناة 12 العبرية، مساء الخميس، قال شرعابي إن سياسات وتصريحات المسؤولين الإسرائيليين تضر بالأسرى المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية وتعرضهم للخطر، محملا القيادة الإسرائيلية مسؤولية سلامتهم.
وقال إن "تصريحاتهم (المسؤولين) بوسائل الإعلام تتمتع بقدر كبير من القوة، وحماس تستمع إليها باستمرار، أي تصريح غير مسؤول، فنحن (يقصد الأسرى الإسرائيليين) أول من يتأثر"، على حد تعبيره.
وتابع "لهذا السبب فإن القيادة مسؤولة".
ومثال على ذلك، أضاف: "إنهم (حماس) يأتون إلينا ويقولون لنا: إذا لم تقدموا لسجنائنا الطعام فلن تأكلوا. وإذا ضربتم سجناءنا فسوف نضربكم. وإذا لم تسمحوا لهم بالاستحمام فلن تحصلوا على حمام"، وفق تعبيره.
جدير بالذكر أن حركة "حماس" و الفصائل الفلسطينية أعلنت مرارا أنها تحسن معاملة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لديها بقطاع غزة، وتعاملهم وفق تعاليم وقيم الدين الإسلامي.
وكان بن غفير تباهى على مدى أشهر بإساءة معاملة الأسرى الفلسطينيين في السجون وتشجيع سجنهم في ظروف قاسية وقطع الطعام عنهم.
ونشر بن غفير على مدى أشهر مقاطع فيديو من السجون الإسرائيلية تظهر إساءة معاملة الفلسطينيين بما في ذلك اعتقالهم في زنازين تحت الأرض وإجبارهم على الاستماع الى النشيد الوطني الإسرائيلي بصوت مرتفع وبشكل متكرر.
ويقول أسرى فلسطينيون أُطلق سراحهم في الأشهر الماضية إنهم ونتيجة لسياسة بن غفير فقدوا الكثير من أوزانهم وأصيبوا بالأمراض.
وتعليقا على تصريحات شرعابي أشارت الصحفية في القناة 12 الإسرائيلية ميخال بيلان، إلى العواقب المباشرة لتصريحات وسلوك بن غفير.
وتساءلت: "هل يتصل (بن غفير) بإيلي شرعابي ويطلب منه السماح والعفو؟ هل تغير شيء في سلوكه؟ وهل لديه القدرة على الشعور بالندم والذنب والعار!"؟
من جانبه، كتب الصحفي بجريدة "هآرتس" جوش برينر على منصة إكس، الجمعة: "اليوم أصبح واضحا للجميع أن بن غفير وضع الرهائن في خطر، سلوكه المتهور أضر بالرهائن، جسديا وعقليا".
وأضاف في إشارة إلى بن غفير: "حذر الجميع هذا المهرج الخطير، ولكن من أجل الإعجابات (التي يحرص بن غفير على نيلها من المتفاعلين عبر وسائل التواصل الاجتماعي) واصل لأنه هذا كل ما يهمه. ولو كان الأمر متروكا له، لكانوا جميعا (الأسرى) هناك، يقبعون في أنفاق حماس".
وتابع: "أتذكرون توزيع بن غفير فيديو من استخبارات مصلحة السجون يتحدث فيه سجين أمني عن المجاعة وتدهور ظروف السجن. إنها دعاية أضرت بشكل مباشر برهائننا اليوم. لقد تم تجويعهم وإساءة معاملتهم".
وأردف: "من المستفيد؟ ومن ساهم في نشر المقالات الترويجية العديدة عن بن غفير وخدمة السجون والكلاب التي تنبح على الفلسطينيين المكبلين؟ اسألوا ايلي شرعابي".
بدوره، هاجم الإسرائيلي يؤاف ديكل على منصة "إكس" الوزير بن غفير، واعتبره "الأكثر انحلالا في الحكومة الإسرائيلية".
كما اعتبر قرار تعيينه وزيرا "القرار الأكثر تهورا في تاريخ إسرائيل".
وكتب الناشط السياسي اليساري يريف أوبنهايمر على منصة إكس، الخميس: "من أجل الإعجابات فإن بن غفير أضر بالرهائن".
الصحفية في القناة 13 العبرية مايا أيدان، قالت من جانبها، الخميس: "يقول أحد العائدين إن تصريح الوزير بن غفير بشأن السجناء الأمنيين أدى في الواقع إلى معاقبة رهائننا من خلال تدهور الظروف والإساءة، وما إلى ذلك، في أعقاب أشياء يقولها الوزير بن غفير عن السجناء الأمنيين ومعاملتهم في السجون".
ومن جهته، كتب الصحفي في "هآرتس" أمير تيبون على "إكس"، أمس: "أكد إيلي شرعابي هذا المساء في برنامج "عوفدا" إن إيتمار بن غفير أدى إلى تفاقم معاناة الرهائن وعرض حياتهم للخطر".
وأضاف: "هذا بالطبع خطأ بن غفير، ولكن الأهم من ذلك أنه خطأ نتنياهو، لأن نتنياهو كان يعلم ما هي العواقب التي ستترتب على تصرفات بن غفير وتصريحاته تجاه المختطفين، وترك الأمر يحدث فقط".
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أطلقت حركة "حماس" سراح الأسير إيلي شرعابي، في إطار المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل.
وفي 19 يناير الماضي، بدأ اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، تضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، ويتم خلال الأولى التفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
وبينما كان من المفترض أن تبدأ في اليوم 16 من المرحلة الأولى للاتفاق (3 فبراير/ شباط الجاري) مفاوضات المرحلة الثانية منه، عرقل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ذلك، إذ يريد تمديد المرحلة الأولى بهدف المساهمة في إطلاق سراح أكبر عدد من أسرى بلاده بغزة.
وبحسب المعطيات الإسرائيلية، لا يزال هناك 59 أسيرا إسرائيليا في غزة، يُعتقد أن نصفهم على الأقل على قيد الحياة.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.