أفريقيا, التقارير

بحفر الآبار.. الهلال الأحمر التركي يروي ظمأ إفريقيا (تقرير)

تعد إفريقيا أكثر قارات العالم جفافاً بعد أستراليا، بالرغم من امتلاكها موارد مائية مهمة من حيث الحجم والإمكانيات، مثل أنهار الكونغو، وزامبيزي، والنيجر، والنيل، وبحيرة فيكتوريا.

25.03.2021 - محدث : 26.03.2021
بحفر الآبار.. الهلال الأحمر التركي يروي ظمأ إفريقيا (تقرير)

Dakar

داكار/ فاطمة أرسلان/ الأناضول

- إفريقيا من أكثر قارات العالم جفافاً بعد أستراليا، رغم امتلاكها موارد مائية مهمة
- تُظهر بيانات الأمم المتحدة أن أكثر من نصف الأراضي الصالحة للزراعة في إفريقيا ستتعرض للدمار بحلول عام 2050؛ بسبب نقص المياه.
** رئيس بعثة الهلال الأحمر التركي في السنغال، عبد الله قايا:
- الهلال الأحمر التركي تمكن من حفر 27 بئرا للمياه في أوغندا، والسنغال، وتشاد، والنيجر، والصومال، العام الماضي
- الآبار التي يجري حفرها ستكون قادرة على توفير المياه النظيفة للسكان المحليين لمدة 10 سنوات

يروي الهلال الأحمر التركي ظمأ سكان إفريقيا، من خلال آبار مياه يحفرها في القارة السمراء التي تعاني من مشاكل خطيرة في توفير مياه الشرب، رغم احتوائها على العديد من الموارد المائية.

وتعد إفريقيا أكثر قارات العالم جفافاً بعد أستراليا، بالرغم من امتلاكها موارد مائية مهمة من حيث الحجم والإمكانيات، مثل أنهار الكونغو، وزامبيزي، والنيجر، والنيل، وبحيرة فيكتوريا.

وعلى الرغم من وجود 60 نهرًا عابرًا للحدود و5 بحيرات كبيرة في إفريقيا، لكن المشكلات الناجمة عن إدارة المياه والبنية التحتية، دفعت بالقارة إلى أزمات خطيرة تتعلق بنقص المياه والجفاف.

وتُظهر بيانات الأمم المتحدة أن أكثر من نصف الأراضي الصالحة للزراعة في إفريقيا ستتعرض للدمار بحلول عام 2050؛ بسبب مشكلة نقص المياه التي تواجه القارة السمراء المتوقع أن يصل عدد سكانها إلى نحو ملياري نسمة بحلول عام 2050.

وفي إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث يعيش ما يقرب من 680 مليون نسمة من سكان القارة، لا يستطيع سوى 60 بالمئة منهم الوصول إلى موارد مياه نظيفة، كما تعاني الأجزاء الداخلية من السنغال ومناطق غرب إفريقيا المطلة على المحيط الأطلسي من مشكلة نقص المياه النظيفة.

** جهود متواصلة للهلال الأحمر التركي

بمناسبة اليوم العالمي للمياه (22 مارس/آذار)، أجرى رئيس بعثة الهلال الأحمر التركي في السنغال، عبد الله قايا، زيارة إلى قرية "كور بكاري سار" التابعة لمدينة "تييس" السنغالية (غرب)، حيث يقوم الهلال الأحمر التركي بحفر بئر مياه لسكان المنطقة، واستمع إلى المشاكل التي يعاني منها أبناء المنطقة.

وتحدث قايا للأناضول عن معاناة سكان المنطقة، قائلا إنهم "لا يستطيعون الوصول إلى المياه النظيفة، لاسيما مع تلوث المياه السطحية في المنطقة بسبب المخلفات التي تطرحها المصانع المجاورة".

وأضاف أن "الأهالي حاولوا جلب الماء بعربات الخيول من عدة آبار على بعد 2 إلى 6 كيلومترات"، لافتا إلى أن "الهلال الأحمر التركي علم بهذا الوضع، فسارع لإطلاق مبادرة بالتعاون مع الصليب الأحمر السنغالي من أجل توفير المياه النظيفة للسكان المحليين".

وأوضح قايا أنه "سيتم افتتاح أولى الآبار في المنطقة نهاية الشهر الجاري، بحيث يتم تلبية الاحتياجات المائية لنحو 4 آلاف نسمة في 10 قرى".

وأشار إلى أن "آبار المياه التي يجري حفرها في مناطق عديدة من إفريقيا تعمل بواسطة الألواح الشمسية".

وتابع: "بفضل هذه الألواح الشمسية، يتم تخزين 12 طنًا من المياه في غضون 3-4 ساعات".

وأكد أن "الآبار التي يجري حفرها ستكون قادرة على توفير المياه النظيفة للسكان المحليين لمدة 10 سنوات".

وأفاد: "نحن لا نهدف فقط إلى حفر آبار المياه في أفريقيا، ولكن أيضًا لبناء شبكات توزيع المياه وإيصالها إلى المنازل".

** سعادة لا يمكن وصفها

وذكر قايا أن الهلال الأحمر التركي يقوم حاليًا بحفر بئر مياه أخرى في قرية "بوبوريل" التابعة لمدينة توبا (شمال غرب)، ثاني أكبر مدن السنغال، وأن المشروع المذكور قد أوشك على الانتهاء، مشيرًا إلى أن "البئر ستوفر المياه النظيفة لما يقرب من 10 آلاف نسمة".

وتابع: "تمكن الهلال الأحمر التركي من حفر 27 بئرا للمياه في أوغندا، والسنغال، وتشاد، والنيجر، والصومال العام الماضي، وفي عام 2021، من المقرر افتتاح 22 بئراً، 10 منها في السنغال".

وأكد قايا أن مسؤولي الهلال الأحمر التركي "يجرون زيارات تفقدية مستمرة على الآبار ويستمعون في كل زيارة إلى أبرز المشاكل التي يعاني منها أهالي المنطقة".

واستطرد: "من المستحيل بالنسبة لي أن أصف الفرحة في عيون السكان المحليين في كل مرة ننتهي فيها من حفر بئر مياه، هذا الإنجاز يجعلنا نشعر بسعادة عارمة، أود أن أشكر جميع المانحين الذين يساهمون في حفر الآبار والفرحة بإنجازها".

من جهتها، قالت خديجة هادي، إحدى سكان قرية "كور بكاري سار"، للأناضول إنها تقضي الليل بأكمله تقريبًا مستيقظة من أجل الوصول إلى الماء وتوفيره لمنزلها.

وأضافت: "نحن بحاجة للماء من أجل الشرب والاستخدام المنزلي والتنظيف والطبخ، عند منتصف الليل، أخرج بواسطة عربات تجرها خيول لإحضار الماء من بضعة آبار قريبة".

وأضافت: "الآبار تكون دائمًا مزدحمة فيما يطول الانتظار في الطوابير، أعود إلى المنزل معظم الوقت في الصباح، عندما سمعت أن الأتراك سيحفرون آبارًا للمياه هنا، شعرت بسعادة كبيرة، بعد افتتاح البئر في قريتنا أعتقد أنه سيكون بإمكاني النوم ليلًا قريرة العين".

أما مختار قرية "كور بكاري سار"، بابسار سار، فقدم الشكر عبر الأناضول للحكومة التركية والهلال الأحمر التركي نيابة عن سكان قريته.

وشدد على أن افتتاح البئر في القرية سوف يخلصهم من أكبر مشكلة كانوا يعانون منها لسنوات؛ وهي توفير المياه.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.