بجدارية في بيروت.. رسامة مكسيكية تخلد صداقة بلادها مع لبنان (تقرير)
- الجدارية تصور وجهين متقابلين يرمز أحدهما إلى لبنان والآخر إلى المكسيك ويتوسطهما الأرز اللبناني والصبار المكسيكي
Lebanon
بيروت/ وسيم سيف الدين/ الأناضول
- الجدارية تصور وجهين متقابلين يرمز أحدهما إلى لبنان والآخر إلى المكسيك ويتوسطهما الأرز اللبناني والصبار المكسيكي- الرسامة بولا دلفين مددت إقامتها في لبنان للتعمق في ثقافته وجداريتها تتزامن مع الذكرى الثمانين لتأسيس العلاقات بين البلدين
احتفاءً بالروابط التاريخية والثقافية بين بلدها ولبنان، أنجزت الرسامة المكسيكية الشهيرة بولا دلفين لوحة جدارية ضخمة في بلدية جونية شمال العاصمة بيروت.
هذه الخطوة الفنية اللافتة تتزامن مع الذكرى الثمانين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين المكسيك ولبنان عام 1945.
وتصور الجدارية وجهين متقابلين، يرمز أحدهما إلى لبنان والآخر إلى المكسيك.
وتتوسطهما رموز نباتية تعبّر عن بيئة كل بلد: الأرز اللبناني والصبار المكسيكي، ما يعكس التبادل الثقافي بين شعبين "يتشابهان في كل شيء تقريبا".
** جسر الفن
وعن جداريتها قالت دلفين، وهي رسامة وفنانة جداريات، للأناضول إن "الفن جسر قوي لتشكيل هوية وتاريخ الأمم".

وأضافت أن وجودها في لبنان امتد لنحو نصف عام، بعد أن جاءت في البداية بنية البقاء لأسبوع واحد فقط.
وتابعت: "خططي تغيرت وقررت البقاء لفترة أطول للقيام ببعض الأعمال الفنية، ولأتعلم المزيد عن هذا البلد الذي يعجبني حقا".
** قصة صمود وأمل
دلفين قالت إن جداريتها نتاج تعاون مشترك مع السفارة المكسيكية وبلدية جونيا، ومستوحاة من الصلة التاريخية بين البلدين.
وأردفت: "أرى الكثير من أوجه التشابه والاهتمام المتبادل بين اللبنانيين والمكسيكيين. أردت أن أقدم تكريما لهذه الروابط وقصة بلدينا وعلاقتنا والتقارب بيننا".
والجدارية تحتفل بمرور 80 عاما على العلاقات، بحسب دلفين.

واستدركت: "لكن القصة الرئيسية التي أرويها هنا هي قصة المهاجرين اللبنانيين الأوائل الذين ذهبوا إلى المكسيك، أول دولة وصلوا إليها في أمريكا اللاتينية".
وزادت بأنها سعت لإنشاء ما يشبه "المرآة" المستوحاة من إحدى لوحات مواطنتها الفنانة العالمية فريدا كاهلو، وهي "قصة عن صمود وأمل".
و"بعد أن قضيت هذه الأشهر هنا، أرى أوجه التشابه بوضوح"، كما أردفت دلفين.
وأوضحت: "نحن متشابهون في كل شيء تقريبا: في طريقة نظرتنا للحياة، وقدرتنا على الصمود رغم الصعوبات والأوضاع السياسية، ولكن الأهم في قيم العائلة".
** قوة للتغيير
وشددت دلفين على أهمية الفن كقوة دافعة للتغيير الاجتماعي.
ومستذكرةً التجربة المكسيكية قالت: "تعلمت من قصة بلدي وحركة الرسم الجداري المكسيكية كيف يمكن للفن أن يغير المجتمعات بأكملها".
واستطردت: "وإذا مزجنا ثقافات وفنون دولتين، يمكننا أن نصنع شيئا قويا جدا بيننا".
ووصفت جداريتها بالقول: "هي محاولتي لتوسيع رؤية الصمود والأمل هنا وفي جميع البلدان حول لبنان".
وتابعت: "وذلك من خلال إحضار إرث فن الرسم الجداري المكسيكي، الذي رأيت كيف حول بلدي بعد الثورة (1910)، ومحاولة جلب هذا الجزء من تاريخي إلى هذا البلد (لبنان) الذي أرى أنه ينهض دائما على الرغم من كل الظروف".
** مشروع في الجنوب
دلفين كشفت عن أن لديها خططا للعيش بين المكسيك ولبنان، وإنجاز مشروع فني أصغر في جنوب لبنان وتحديدا في النبطية.
وزادت بقولها: "أحترم روح الشعب اللبناني والشرق الأوسط كثيرا، وأشعر بالأمل لأتمكن من الاستمرار في جلب هذه القصص إلى هذا الجزء من العالم بصوت فنانة مكسيكية”.
السفارة المكسيكية من جانبها قالت في بيان إن دلفين أنجزت جدارية ضخمة ضمن مشروع مشترك مع السفارة وبلدية جونية، تحت عنوان "من المكسيك إلى لبنان: جدارية من أجل السلام".
ووصفت الجدارية بأنها "هدية من الشعب المكسيكي إلى الشعب اللبناني"، في وقت يحتاج فيه اللبنانيون إلى "مساحات أمل وتعبير إيجابي وسط التحديات المتواصلة".
ويعاني لبنان من أوضاع اقتصادية صعبة زادتها سوءا تداعيات الحرب الإسرائيلية الأخيرة على البلد العربي بين أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ونوفمبر/ تشرين الثاني 2024.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
