وزير السياحة الفلسطيني: إسرائيل دمرت 316 موقعا أثريا خلال الإبادة (مقابلة)
الانتهاكات الإسرائيلية تشكل تهديدا مباشرا للهوية والتراث الثقافي الفلسطيني
Ramallah
بيت لحم/ قيس أبو سمرة/ الأناضول
الوزير هاني الحايك:- الانتهاكات الإسرائيلية تشكل تهديدا مباشرا للهوية والتراث الثقافي الفلسطيني
- بلدة سبسطية تشهد مصادرة آلاف الدونمات من أراضيها الأثرية، في مؤشر على مخاطر متصاعدة للتراث
- الوزارة تقدمت بطلب لوضع سبسطية على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر
- عيد الميلاد هذا العام يحمل رمزية خاصة مع عودة بيت لحم لزينة العيد بعد عامين
قال وزير السياحة والآثار الفلسطيني هاني الحايك، إن إسرائيل دمرت كليا أو جزئيا أكثر من 316 موقعا أثريا في قطاع غزة والضفة الغربية خلال حرب الإبادة على القطاع، محذرا مما وصفه بـ"استهداف ممنهج" يطال المواقع التاريخية الفلسطينية.
وفي مقابلة خاصة مع الأناضول في مكتبه بمدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية، أوضح الحايك أن "الاحتلال يضع يده على المواقع التاريخية بشكل ممنهج"، ما أدى إلى تدمير أجزاء واسعة منها ومصادرة أراض أثرية.
وأشار إلى أمثلة من بينها موقع سبسطية شمالي الضفة الغربية، فضلا عن تدمير مواقع بارزة في غزة، مثل المسجد العمري الكبير.
وأضاف الحايك أن 316 موقعا تعرضت للتدمير الكامل أو الجزئي خلال الحرب، معتبرا أن ما جرى يشكل "جرائم حرب تستهدف محو التاريخ الفلسطيني".
ولفت إلى أن الوزارة باشرت تنفيذ مشاريع لإعادة تأهيل بعض المواقع المتضررة، أبرزها المسجد العمري الكبير في غزة، بالتنسيق مع الدول المانحة والشركاء الدوليين، "في خطوة تهدف إلى إعادة إنعاش القطاع السياحي وحماية التراث الثقافي".
وخلفت الحرب الإسرائيلية دمارا واسعا في المباني والمواقع التاريخية، قبل أن ينهي اتفاق وقف النار في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي عامين من القصف والدمار منذ 8 أكتوبر 2023، ما أسفر عن مقتل أكثر من 70 ألف فلسطيني وإصابة نحو 171 ألفًا آخرين.
ويعد المسجد العمري الكبير من أبرز المعالم الأثرية التي طالها القصف، إذ يقع في قلب المدينة القديمة بغزة، وتبلغ مساحته نحو 1600 متر مربع، ويرتكز على 38 عمودا رخاميا تعكس طرازا معماريا فريدا.
و"العمري" هو أكبر وأقدم مساجد غزة، ويعد ثالث أكبر مسجد في فلسطين بعد المسجد الأقصى ومسجد أحمد باشا الجزار في عكا، ويوازيه مسجد المحمودية في يافا من حيث المساحة.
**تهديد مباشر للهوية
من جهة أخرى، أكد الحايك أن الانتهاكات الإسرائيلية تشكل "تهديدا مباشرا" لهوية الفلسطينيين وتراثهم وتاريخهم.
ودعا إلى تدخل دولي عاجل لحماية المواقع الأثرية، وإدراجها على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر لمنع مزيد من التدمير.
وأوضح أن إسرائيل تفرض سيطرتها على المناطق المصنفة "ج" في الضفة الغربية، وتنفذ فيها عمليات عسكرية تتضمن مصادرة مواقع تاريخية.
وأشار إلى أن بلدة سبسطية شمالي نابلس تشهد "مصادرة واسعة" تصل إلى آلاف الدونمات من أراضيها الأثرية، ما يعكس حجم التهديد الذي يواجهه التراث الفلسطيني.
وأضاف أن الوزارة تقدمت بطلب لإدراج سبسطية على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر بالتعاون مع المجتمع الدولي، لحماية الموقع من "التدمير المستمر".
وتعمل إسرائيل، بحسب صحيفة "هآرتس"، على الاستيلاء على نحو 1800 دونم شمالي الضفة بحجة تطوير موقع أثري، في خطوة تشمل أراضي قريبة من سبسطية التي يعتمد سكانها على السياحة كمصدر رئيس للدخل.
ويعود تاريخ المنطقة الأثرية في سبسطية، وفق وزارة السياحة الفلسطينية، إلى العصر البرونزي (3200 ق.م)، وتضم آثارا عربية وكنعانية ورومانية وبيزنطية وفينيقية وإسلامية.
وفي يوليو/ تموز 2024، أقر الكنيست الإسرائيلي(البرلمان) مشروع قانون يتيح لسلطة الآثار الإسرائيلية فرض صلاحياتها على المواقع الأثرية في كامل الضفة الغربية، وفق المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار".
** رمزية خاصة للميلاد
وفي جانب آخر، قال الحايك إن عيد الميلاد هذا العام يحمل "رمزية خاصة"، بعد عودة بيت لحم لتزيين شوارعها للمرة الأولى منذ عامين، مشيرا إلى أن الاحتفالات تحمل "طابعا دينيا ووطنيا".
وأوضح أن التحضيرات جرت بالتعاون بين البلديات والمحافظة والقطاع الخاص، بهدف تعزيز أجواء العيد وتنشيط الحركة السياحية.
وأضاف أن عيد الميلاد يعزز حضور الزوار من داخل فلسطين وخارجها، ويعيد الأمل إلى المدينة رغم الظروف الصعبة.
وتابع: "لا يمكن أن نتقوقع، علينا أن نعيش ونستمر، فالحياة والاستمرار هما أساس وجودنا".
وشدد على أن رسالة العيد تتمثل في "المحبة والسلام"، متمنيا أن تتوقف الانتهاكات الإسرائيلية بحق المدنيين في جنين وطولكرم وطوباس.
وأشار إلى أن قطاع السياحة في بيت لحم تكبد خسائر كبيرة خلال العامين الماضيين، مع إغلاق فنادق ومحال حرفية وتضرر الأسواق التقليدية.
وأكد أن "هذه الخسائر أثرت على آلاف العاملين في القطاع داخل المحافظة والمناطق المحيطة مثل أريحا ورام الله".
** عودة تدريجية للحركة
وأكد الحايك أن هناك "مؤشرات جيدة" على انتعاش النشاط السياحي مع اقتراب أعياد الميلاد، مع ازدياد حركة الزوار من الداخل والخارج.
وأضاف أن الجهود تنصب على دعم العاملين في القطاع وتمكينهم اقتصاديا، واستعادة النشاط الطبيعي للمدينة رغم التحديات.
وأشار إلى أن الوزارة تعمل على مشاريع لإعادة تأهيل المواقع التاريخية والمرافق التراثية، بالتعاون مع المؤسسات المحلية والدولية، لضمان استمرار النشاط الثقافي والسياحي.
ويحج المسيحيون من مختلف أنحاء العالم إلى بيت لحم في ديسمبر/ كانون الأول لزيارة كنيسة المهد واقتناء التحف المصنوعة من خشب الزيتون.
وتحتفل الطوائف المسيحية التي تعتمد التقويم الغربي بعيد الميلاد ليلة 24–25 ديسمبر، فيما تحتفل الطوائف الشرقية في 7 يناير.
وشهدت المدينة خلال الأسابيع الأخيرة مؤشرات على عودة تدريجية للنشاط السياحي بعد عامين من الحرب الإسرائيلية التي تسببت في إغلاق معظم الفنادق وركود قطاعات واسعة مرتبطة بالسياحة.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
