حماس تتهم إسرائيل بخرق اتفاق وقف النار وملاحقة مقاتليها برفح
الحركة قالت إنها قدمت مبادرات على مدار أكتوبر الماضي إلا أن اسرائيل نسفتها
Istanbul
إسطنبول/ الأناضول
قالت حركة "حماس"، الأربعاء، إن ملاحقة الجيش الإسرائيلي لمقاتليها المحاصرين داخل أنفاق في رفح جنوبي قطاع غزة، تمثل جريمة وحشية وخرقا فاضحا لاتفاق وقف إطلاق النار.
وأكدت الحركة أنها بذلت جهودا كبيرة وقدمت مبادرات لمعالجة القضية، إلا أن إسرائيل نسفتها.
جاء ذلك في بيان تعقيبا على إعلان الجيش الإسرائيلي في وقت سابق اليوم، قتل 4 فلسطينيين من بين 6 قال إنه استهدفهم بدعوى خروجهم "من مسار نفق" داخل منطقة بمدينة رفح، التي لا يزال يحتلها.
وأضافت حماس، أن الجريمة الوحشية التي يرتكبها الاحتلال عبر ملاحقة وتصفية واعتقال مقاتليها المحاصَرين في أنفاق رفح "تعد خرقا فاضحا لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ودليلا دامغًا على المحاولات المستمرة لتقويض هذا الاتفاق وتدميره".
وأوضحت أنها بذلت جهودا كبيرة طوال أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مع مختلف القيادات السياسية والوسطاء لحل مشكلة المقاتلين وعودتهم إلى بيوتهم.
وتابعت: "قدمنا أفكارا وآليات محدّدة لمعالجة هذه المشكلة، في تواصل كامل مع الوسطاء والإدارة الأمريكية، بصفتها أحد ضامني اتفاق وقف إطلاق النار، غير أن الاحتلال نسف كل هذه الجهود".
وأكدت حماس، أن "الاحتلال غلّب لغة القتل والإجرام والملاحقة والاعتقال، في إجهاض لجهود الوسطاء الذين بذلوا جهدا كبيرا مع مختلف الأطراف الدولية لوضع حد لمعاناة هؤلاء المقاتلين الأبطال".
ومدينة رفح توجد ضمن المناطق التي لا يزال الجيش الإسرائيلي يحتلها داخل قطاع غزة، ضمن اتفاق وقف إطلاق النار.
وتوصلت حماس وإسرائيل لاتفاق وقف إطلاق نار بوساطة مصر وقطر وتركيا ورعاية أمريكية، ودخلت مرحلته الأولى حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وحمّلت الحركة إسرائيل المسؤولية الكاملة عن حياة مقاتليها المحاصرين، داعية الوسطاء للتحرك العاجل والضغط على تل أبيب للسماح لهم بالعودة إلى بيوتهم.
وقالت في بيانها إن هؤلاء المقاتلين "نموذج فريد في التضحية والبطولة والصبر، وعنوانا لكرامة وحرية الشعب الفلسطيني".
وتقول وسائل إعلام عبرية إن نحو 200 من مقاتلي حركة حماس عالقين في نفق برفح، ولم تستجب تل أبيب حتى اللحظة لمطالب حماس والوسطاء بالسماح لهم بمرور آمن إلى مناطق سيطرة الحركة في القطاع.
من جهة ثانية، ذكر الجيش الإسرائيلي في وقت سابق الأربعاء، أنه قتل خلال الأسبوع الأخير أكثر من 20 فلسطينيا مدعيا أنهم "مسلحون"، واعتقل ثمانية آخرين "حاولوا الهروب من النفق في المنطقة".
وتفجرت قضية مقاتلي حماس العالقين برفح، جراء حدثين أمنيين عقب التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، الأول في 19 أكتوبر الماضي، والثاني في 28 من ذات الشهر، ادعت فيهما إسرائيل وقوع اشتباكات مع فلسطينيين، واتهمت حماس بخرق الاتفاق.
إلا أن "كتائب القسام" الجناح المسلح لحركة حماس، قالت في أول تعقيب لها على الاشتباكات إن "الاتصال مقطوع مع من تبقى من مجموعاتها في رفح منذ عودة الحرب في مارس/ آذار الماضي".
وسبق أن أفاد تقرير نشرته قناة "القاهرة الإخبارية" المصرية، بأن إسرائيل تحاول استغلال هذه الأزمة لإفشال اتفاق وقف إطلاق النار.
ويدعو مسؤولون إسرائيليون إلى استسلام هؤلاء المقاتلين، ونقلهم إلى إسرائيل للتحقيق، أو قتلهم في حال رفضوا الاستسلام.
بينما أكدت "كتائب القسام"، أنه "لا يوجد في قاموسها مبدأ الاستسلام أو تسليم النفس للعدو"، محملة إسرائيل المسؤولية عن أي اشتباك يقع مع عناصرها العالقين برفح.
ولمدة سنتين منذ 8 أكتوبر 2023، ارتكبت إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في قطاع غزة، خلفت أكثر من 69 ألف قتيل، ونحو 171 ألف مصاب، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة لدمار هائل طال 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية في القطاع.
