بإضراب عن الطعام.. فلسطينيات يطالبن إسرائيل بالإفراج عن جثمان (تقرير)
منذ 5 أيام تواصل 70 سيدة فلسطينية في قرية "أم الخير" جنوب الضفة الغربية المحتلة، إضرابا مفتوحا عن الطعام لمطالبة إسرائيل بالإفراج عن معتقلين فلسطينيين وإطلاق جثمان الناشط عودة الهذالين.

Ramallah
الخليل / قيس أبو سمرة / الأناضول
** خليل الهذالين، رئيس مجلس قروي أم الخير، شقيق الناشط عودة الذي قتل برصاص مستوطن:- مستوطن قتل عودة وإسرائيل احتجزت الجثمان واعتقلت مواطنين وتواصل التجريف للاستيطان
- المستوطن الذي قتل عودة يتجول بين الآليات العسكرية في تحد واستفزاز للمواطنين الفلسطينيين
- نرفض الشروط الإسرائيلية ونتمسك بحقنا في استلام الجثمان ودفنه وإقامة عزاء
** خضرة الهذالين، والدة الناشط عودة:
- المستوطن القاتل حر والضحية في السجن ومن حقنا تسلم الجثمان ودفنه بالطريقة والمكان الذي نريده
- لا مكان ولا أرض لنا غير أم الخير، ولن نخرج منها إلى القبور فقط
منذ 5 أيام تواصل 70 سيدة فلسطينية في قرية "أم الخير" جنوب الضفة الغربية المحتلة، إضرابا مفتوحا عن الطعام لمطالبة إسرائيل بالإفراج عن معتقلين فلسطينيين وإطلاق جثمان الناشط عودة الهذالين.
الناشط الهذالين (31 عاما) قتل برصاص مستوطن إسرائيلي قبل أسبوع، لكن السلطات الإسرائيلية ترفض تسليم جثمانه إلى عائلته، وتشترط عليها عدم إقامة خيمة عزاء بالقرية، ودفنه بمدينة يطا المجاورة، وفق صحفية "هآرتس" العبرية.
وتشمل الشروط أيضا "تحديد عدد المشاركين في الجنازة بـ 15 شخصا"، وفق الصحيفة التي أوضحت أن العائلة ترفض تلك الشروط.
والهذالين هو أحد المشاركين في إنتاج فيلم "لا أرض أخرى" No Other Land الفائز بجائزة أوسكار لأفضل وثائقي طويل عام 2025.
ويركز الفيلم على التهجير القسري الذي تفرضه إسرائيل على الفلسطينيين من منطقة مسافر يطا، وما يرافقه من عمليات هدم منازل.
** ملابسات الحادثة
وفي 28 يوليو/ تموز الماضي قال تلفزيون فلسطين إن الهذالين قتل برصاص مستوطن إسرائيلي خلال اعتداء الأخير على قرية أم الخير بمنطقة مسافر يطا جنوب الخليل جنوب الضفة الغربية.
وأظهر مقطع مصور نشرته منظمة "بتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية في حينه، مستوطنا يدعى ينون ليفي وهو يطلق من مسدسه النار على الهذالين.
ورغم ذلك، قررت محكمة الصلح بالقدس إطلاق سراح ليفي، ووضعه تحت الإقامة الجبرية بمنزله، حسب "هآرتس".
وأضافت الصحيفة أن "الشرطة نسبت إليه جريمتي القتل غير العمد وإطلاق النار من سلاح ناري".
وأمام المحكمة، ادعى ممثل الشرطة الإسرائيلية أن ليفي ومستوطنا آخر "تعرضا لهجوم من مثيري شغب رشقوهما بالحجارة، ويبدو أن حياتهما كانت في خطر".
وسبق أن فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عقوبات على ليفي بسبب ممارسته العنف والتهجير بحق مواطنين فلسطينيين.
** إضراب مفتوح
خليل الهذالين، رئيس مجلس قروي أم الخير، شقيق الناشط عودة، قال للأناضول إن "70 سيدة يخضن إضرابا مفتوحا عن الطعام لليوم الخامس، في خطوة للفت أنظار العالم عما يجري في القرية".
وأضاف: "قُتل عودة واعتُقل عدد من سكان القرية، ولا يزال الاحتلال الإسرائيلي يواصل أعمال التجريف الاستيطانية".
وأوضح أن "قاتل الشهيد عودة اليوم يتجول بين الآليات العسكرية في تحد واستفزاز للمواطنين" الفلسطينيين.
وأكد رئيس مجلس القرية رفضه والمواطنين لكل الشروط الإسرائيلية وتمسكهم بحقهم في استلام الجثمان ودفنه وإقامة عزاء.
وتساءل مستنكرا: "لماذا هذه الشروط! عودة ناشط سلمي يوثق الاعتداءات، ولم يرتكب أي جريمة ليقتل ويعاقب بعد قتله!" بحجز الجثمان.
** "القاتل حر والضحية مسجون"
خضرة الهذالين، والدة عودة، قالت للأناضول إنها تواصل الإضراب عن الطعام للمطالبة بالإفراج عن جثمان نجلها، والإفراج عن عدد من أبناء القرية بينهم أشقاء الناشط.
وأضافت باستهجان: "المستوطن القاتل حر، والضحية في السجن"، في إشارة إلى المعتقلين.
وترفض الهذالين الشروط الإسرائيلية قائلة: "من حقنا تسلم الجثمان ودفنه بالطريقة والمكان الذي نريده"، واتهمت السلطات الإسرائيلية بانتهاك العدالة.
ورغم استمرار الانتهاكات الإسرائيلية بالقرية، إلا أن السيدة الفلسطينية كما بقية المواطنين ترفض التهجير وتتمسك بأرضها، حيث تقول: "لا مكان ولا أرض لنا غير أم الخير، ولن نخرج منها إلى القبور فقط".
وقرية أم الخير إحدى التجمعات السكانية في منطقة مسافر يطا، وبيوتها مصنوعة من الخيام والصفيح والحجارة والطين.
** 1821 اعتداء في شهر
هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية قالت إن الجيش الإسرائيلي والمستوطنين نفذوا خلال يوليو/ تموز الماضي ألفا و821 اعتداء في الضفة الغربية المحتلة بما فيها مدينة القدس الشرقية.
وأضافت الهيئة (رسمية) في بيان أن "الجيش الإسرائيلي نفذ خلال تلك الفترة ألفا و355 اعتداء، فيما ارتكب المستوطنون 466 اعتداء".
وراوحت الاعتداءات بين "هجمات مسلحة على قرى فلسطينية، وفرض وقائع على الأرض، وإعدامات ميدانية، وتخريب وتجريف أراض، واقتلاع أشجار، والاستيلاء على ممتلكات، إلى جانب تنفيذ إغلاقات، ونصب حواجز تقطع أواصر الجغرافيا الفلسطينية".
ونقل البيان عن رئيس الهيئة مؤيد شعبان، قوله، إن هجمات المستوطنين في تلك الفترة، أسفرت عن مقتل 4 فلسطينيين في بلدات سلواد والمزرعة الشرقية بمحافظة رام الله (وسط)، وقرية أم الخير.
وترتكب إسرائيل إبادة جماعية في غزة منذ 7 أكتوبر 2023، خلفت أكثر من 211 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
وبموازاة الإبادة بقطاع غزة، صعد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 1013 فلسطينيا، وإصابة نحو 7 آلاف، إضافة إلى اعتقال أكثر من 18 ألفا و500 ، وفق معطيات فلسطينية.