إسطنبول / الأناضول

قال المؤرخ الأمريكي من أصل فلسطيني رشيد الخالدي، الخميس، إن قضية فلسطين تتعرض لحملة تضليل مكثفة منذ العام 1918.

جاء ذلك في حديثه خلال مشاركته بحفل تقديم كتاب "فلسطين من الأعلى" الذي أقيم في "مركز أبحاث حضارات الأناضول" التابع لجامعة قوتش بمدينة إسطنبول.

يذكر أن الكتاب صدر في معرض "فلسطين من الأعلى" الذي أُقيم أول مرة بين سبتمبر/ أيلول 2021 ويناير/ كانون الثاني 2022 في "مؤسسة عبد المحسن القطان" بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية، وفتح أبوابه أمام الزوار في إسطنبول مارس/ آذار الماضي.

وقال الخالدي: "إننا نرتكب خطأً عندما نحاول سرد التاريخ بالكلمات فقط"، مبينا بالقول: "علينا أن نُظهر التاريخ أن نغوص أعمق، ولهذا السبب هذا المعرض مهم، لأنه يجعلك تقول: لا، فلسطين لم تكن صحراء فارغة".

وأوضح أن الحقائق المتعلقة بفلسطين "لطالما تعرضت لتشويه عبر الأساطير والمعلومات المضللة والبروباغندا (..) لا نواجه فقط الأكاذيب الحديثة بل ما زلنا نقاوم الأكاذيب القديمة".

واستدرك بالقول: "اليوم نشهد انهيار الخطاب الكاذب الذي بنته إسرائيل حول فلسطين. من المهم أن ندرك أن هذه الأكاذيب قائمة في الأصل على أكاذيب أقدم منها".

وأكد أن التطورات خلال العامين الماضيين قلبت رأسا على عقب السردية الكاذبة التي هيمنت على قضية فلسطين لأكثر من قرن.

وأردف: "الصور التي نراها اليوم أسقطت الأكاذيب التي نشرها الاستعمار الغربي، والصهيونية، ووسائل الإعلام الغربية السائدة".

وأوضح أن صور الإبادة التي نقلها الشباب الفلسطيني الشجعان من كل مكان بقطاع غزة وعلى مدار الساعة، كان لها تأثير على الرأي العام العالمي يفوق كل ما كُتب عن فلسطين.

وأكمل: "خلال عامين فقط قُتل 240 صحفيا. لماذا؟ لأن إسرائيل تدرك جيدا مدى قوة مشاهد الحرب. لقد قُتلوا فقط لأنهم أوصلوا هذه الصور إلى العالم".

يًشار أن معرض "فلسطين من الأعلى" سيبقى مفتوحا للزوار في "مركز أبحاث حضارات الأناضول" بإسطنبول حتى 25 يناير 2026.

جدير بالذكر أن المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، أعلن أواخر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي أن 256 صحفيا فلسطينيا قتلوا خلال الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل.

وبدأت تل أبيب بارتكاب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين بقطاع غزة في 8 أكتوبر 2023 بدعم أمريكي، واستمرت لعامين، وخلفت 68 ألفا و875 قتيلا فلسطينيا، وما يزيد على 170 ألف جريح.