الكوميديان الأمريكيان رامي يوسف ومو عامر ضيفان بمهرجان الدوحة السينمائي
الذي تنظمه هذا العام مؤسسة الدوحة للأفلام
Ad Dawhah
الدوحة/ الأناضول
حلّ الكوميديان الأمريكيان رامي يوسف، وصاحب الاسم الفني "مو" محمد عامر، ضيفين على النسخة الأولى من مهرجان الدوحة السينمائي الذي تنظمه هذا العام مؤسسة الدوحة للأفلام.
وخلال جلسة عُقدت في متحف مشيرب "بيت بن جلمود"، تحدث الثنائي تحت عنوان "القصص التي نحكيها لأنفسنا" بإدارة الصحفي أيمن محيي الدين.
وتناول الضيفان كيف تسهم الكوميديا في تشكيل الوعي، والتوتر القائم بين الظهور والخصوصية، إلى جانب الجهود المبذولة لبناء مسيرة عالمية مع التمسك بالواقع والهوية.
وقال رامي يوسف، وهو ممثل ومنتج ومخرج وكوميدي أمريكي من أصول مصرية يُعد من أبرز الأسماء في عالم الكوميديا، إن نظرة الجمهور إلى فلسطين باتت تشهد تغيرا كبيرا، الأمر الذي يسمح للفنانين بالتركيز مباشرة على سرد القصص دون الحاجة للدفاع عن أنفسهم أو تقديم شروحات تعليمية.
وأضاف يوسف، أن مهرجان الدوحة السينمائي يوفر لصنّاع الأفلام فرصة إنتاج قصص أصيلة دون الاضطرار لتقديم تبريرات.
وقال: "ما يحمسني هو أننا سنشهد أعمالا ستُحدث تغييرا جذريا في المشهد الإبداعي في المنطقة. هنا لا يوجد ذلك الشعور المستمر بضرورة شرح كل شيء كما هو الحال في أمريكا. لذلك أتطلع حقا لرؤية أعمال تكسر القوالب".
وتحدث يوسف، عن التحديات المرتبطة بإنتاج المحتوى للمنصات الرقمية، قائلاً: "عادة ما تقول المنصات الرقمية: (نحن نمول العمل، لذلك يجب أخذ رؤيتنا في الاعتبار). ويعتاد بعض المنتجين على قبول هذا الضغط. لكن أعظم ما يمكن أن نقدمه للعالم هو أسلوب حياتنا وقيمنا".
وأردف: "العالم يعيش اليوم حالة من الفردية والارتباك. أما هنا فهناك نموذج قوي قائم على المجتمع. يمكننا أن نقدم للناس الكثير خارج حدود المال. الذين يأتون إلى هنا يقولون: (أنا أشعر بشيء لم أشعر به في منزلي). وهذا برأيي قيمة كبيرة وتصدير ثقافي مهم".
وتابع يوسف: "اليوم أن تكون نفسك وأن تتحلى بأقصى قدر من الصدق أهم من أي وقت مضى".
من جانبه، أكد الكاتب والكوميدي الأمريكي من أصول فلسطينية محمد مصطفى عامر، أن سرد القصص بات يتطلب اليوم الكثير من الجهد، قائلاً: "علينا أن نروي قصصنا بقوة أكبر بكثير. هناك الكثير مما نستطيع فعله عبر التلفزيون أو السينما لمواجهة الصور السلبية التي فُرضت علينا في الغرب خلال القرن الماضي".
وأشار عامر، إلى أن التاريخ الإسلامي ليس غنياً فقط من ناحية الرواية، بل أيضاً في مجالات العلم والتكنولوجيا.
وأوضح: "يمكننا إنتاج عدد لا يُحصى من القصص عن شخصيات ملهمة من فترات مختلفة من الحضارة الإسلامية. إعادة إحياء هذه الشخصيات مهم جدا لإظهار مدى تنوع ثقافتنا وتأثيرها. لدينا ماضٍ وضع معايير في مجالات كثيرة حول العالم، لكنه غالبا ما يغض الطرف عنه. لهذا يجب أن نبذل جهدا أكبر لسرد هذه القصص وتثقيف الناس في الوقت نفسه".
وقال عامر، إنه يشعر حاليا بقدر أكبر من الحرية كفلسطيني يعيش في الولايات المتحدة.
وأضاف: "منذ وقت طويل وأنا أحاول أن أحكي هذه القصة في عروض الستاند أب (الوقوف على المسرح أمام الجمهور)، لكن بعض الناس ما زالوا ينكرون الحقيقة. لذلك فأن تصبح على حقيقتك والتصرف بصدق قدر الإمكان أصبح اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى".
وتابع عامر: "أثناء العمل على الموسم الثاني من مسلسل (مو)، ورغم الضغط الفني الذي شعرت به، أدركت أن هذا مجرد واجب مقارنة بما يعيشه أهلنا. نقل هذه القصة إلى منصة عالمية يساعد الناس على فهم حقيقة لا يعرفها الكثيرون. أثناء تصوير المسلسل شعرت وكأنني رائد فضاء ذاهب إلى الفضاء، ضغط هائل وتوتر كبير، لكن رغم كل ذلك شعرت أنني أحقق هدف حياتي".
وأشاد عامر، بدور مهرجان الدوحة السينمائي في دعم الفنانين الواعدين عبر تبادل الخبرات والمعرفة، ما يتيح للقصص الأصيلة والقيّمة في المنطقة أن تصل ليس فقط للجمهور المحلي، بل للعالم بأسره.
يُذكر أن رامي يوسف، قدم أول أداء طويل له في فيلم "أشياء فقيرة" للمخرج يورغوس لانثيموس، الحائز على جائزة الأوسكار، إلى جانب إيما ستون، ومارك روفالو، وويلم دافو.
أما محمد عامر، فأدى دور البطولة وتولى الإنتاج والإخراج في الموسم الثاني من مسلسل "مو" على نتفليكس، الذي شارك في كتابته مع رامي يوسف. وحصد المسلسل جائزة غوثام، وجائزة بيبودي لعام 2023، وجائزة AFI الشرفية، وتقديرا من أكاديمية التلفزيون الأمريكية.
