تركيا, التقارير

"محطة تاريخية".. تركيا تستضيف أكبر تجمع فضائي عالمي في 2026 (مقابلة)

- تستعد تركيا لاستضافة أعمال الدورة الـ77 لمؤتمر الفضاء الدولي، بمشاركة آلاف الخبراء والمتخصصين من أنحاء العالم

Tezcan Ekizler, Hişam Sabanlıoğlu  | 27.12.2025 - محدث : 27.12.2025
"محطة تاريخية".. تركيا تستضيف أكبر تجمع فضائي عالمي في 2026 (مقابلة)

Izmir

إزمير (تركيا)/ تزجان إكيزلر/ الأناضول

**رئيس وكالة الفضاء التركية يوسف قيراج للأناضول:
- المؤتمر سيمثل محطة تاريخية في مسيرة تركيا الفضائية ويتوقع أن يشارك فيه أكثر من 10 آلاف شخص بينهم نحو 50 رائد فضاء
- تركيا تسعى إلى نقل النجاح الذي حققته في قطاع الصناعات الدفاعية خلال العقدين الأخيرين إلى مجال الفضاء
- تركيا شرعت في بناء ميناء فضائي بدولة أخرى في إطار خطة طويلة الأمد لتعزيز قدراتها في مجال الإطلاق الفضائي
- استضافة تركيا للمؤتمر تمثل فرصة استراتيجية لتعزيز حضورها العلمي والتقني على الساحة الدولية وترسيخ مكانتها كفاعل رئيسي في مستقبل الفضاء
 

تستعد تركيا لاستضافة واحد من أكبر الأحداث العالمية في مجال علوم وتكنولوجيا الفضاء، إذ من المقرر أن تحتضن مدينة أنطاليا، خلال الفترة من 5 إلى 9 أكتوبر/ تشرين الأول 2026، أعمال الدورة الـ77 لمؤتمر الفضاء الدولي، بمشاركة أكثر من 10 آلاف مختص وخبير من مختلف دول العالم.

وفي حديث للأناضول، قال رئيس وكالة الفضاء التركية، يوسف قيراج، إن المؤتمر سيمثل محطة تاريخية في مسيرة تركيا الفضائية.

وأشار إلى أن بلاده تسعى إلى نقل النجاح الذي حققته في قطاع الصناعات الدفاعية خلال العقدين الأخيرين إلى مجال الفضاء، باعتباره أحد أهم مجالات السيادة الوطنية في القرن الحادي والعشرين.

وأوضح قيراج أن تركيا تعمل منذ عام 2021 على تنفيذ أهداف البرنامج الوطني للفضاء، الذي أُعلن عنه برعاية الرئيس رجب طيب أردوغان، ويهدف إلى تحقيق استقلالية استراتيجية في الوصول إلى الفضاء وبناء منظومة فضائية متكاملة.

**مشروع ميناء فضائي

وشدد قيراج على أن امتلاك القدرة على الوصول إلى الفضاء يُعد عنصرًا حاسمًا لأي دولة تسعى إلى حماية مصالحها الاستراتيجية، كاشفًا أن تركيا شرعت في بناء ميناء فضائي في دولة أخرى (لم يسمها)، في إطار خطة طويلة الأمد لتعزيز قدراتها في مجال الإطلاق الفضائي.

وبيّن أن المرحلة الأولى من المشروع يُتوقع الانتهاء منها خلال نحو عام ونصف، على أن تكون المنشأة جاهزة لإجراء أول عمليات الإطلاق في مطلع عام 2027، مع خطط مستقبلية لتحويل الموقع إلى مركز عالمي لعمليات الإطلاق، على غرار قاعدة "كيب كانافيرال" الأمريكية.

وأشار إلى أن المشروع لا يقتصر على منصات الإطلاق فحسب، بل يشمل بنية متكاملة تضم مرافق اختبار وتجميع، ومناطق تشغيلية قابلة للحياة، بما يجعل الميناء الفضائي مركز جذب دولي للأنشطة الفضائية.

وتطرق قيراج إلى الجذور التاريخية لعلم الفلك في الحضارة الإسلامية، لافتًا إلى أن علماء بارزين مثل الفرغاني، والخوارزمي، ونصير الدين الطوسي، وعلي قوشجي، أسسوا لعلوم الفضاء الحديثة، مؤكدًا أن تركيا من خلال استثماراتها العلمية خلال السنوات العشرين الأخيرة، تسعى إلى استعادة هذا الإرث العلمي وتطويره برؤية معاصرة.

**مؤتمر عالمي بمشاركة واسعة

وأوضح رئيس وكالة الفضاء التركية أن مؤتمر الفضاء الدولي يُعد من أعرق الفعاليات العالمية في هذا المجال، حيث يُنظم سنويًا منذ 77 عامًا دون انقطاع، ويضم أكثر من 600 جهة عضوة، من بينها وكالات فضاء حكومية، وعلى رأسها وكالة "ناسا"، إلى جانب شركات خاصة ومراكز أبحاث وجامعات.

وأضاف أن التوقعات تشير إلى مشاركة أكثر من 10 آلاف شخص، بينهم نحو 50 رائد فضاء، ما يجعل المؤتمر منصة عالمية لتبادل الخبرات، وبحث أحدث التطورات العلمية والتكنولوجية في مجالات الفضاء المختلفة.

وأكد قيراج أهمية مشاركة الأكاديميين والباحثين الشباب في المؤتمر من خلال أوراق علمية، موضحًا أن ذلك يتيح لهم نشر أبحاثهم علميًا، وبناء علاقات مباشرة مع كبار مسؤولي الشركات والمؤسسات الفضائية العالمية.

**الفضاء امتداد للأمن والدفاع

وأشار قيراج، إلى أن العالم يشهد تحولًا جوهريًا في مفهوم الأمن والدفاع، حيث بات الفضاء عنصرًا أساسيًا في موازين القوة، مؤكدًا أن أي دولة لا تمتلك حضورًا قويًا في الفضاء ستواجه تحديات كبيرة في المستقبل، سواء على الصعيد العسكري أو المدني.

وقال إن تركيا تركز على تطوير قدراتها الفضائية انطلاقًا من هذا الفهم، متوقعًا أن تظهر نتائج هذه الجهود بوضوح خلال السنوات العشر إلى الخمس عشرة المقبلة، على غرار ما تحقق في الصناعات الدفاعية.

**توقعات بكسر رقم قياسي في الأبحاث العلمية

وفيما يتعلق بالمحتوى العلمي للمؤتمر، أشار قيراج إلى أن الدورة السابقة من المؤتمر التي عُقدت هذا العام في مدينة سيدني الأسترالية، شهدت تقديم نحو 4500 ورقة بحثية، معربًا عن أمله في أن تسجل نسخة أنطاليا رقمًا قياسيًا جديدًا من حيث عدد ونوعية الأبحاث المقدمة.

وأوضح أن مجالات البحث لا تقتصر على هندسة الفضاء والطيران، بل تشمل أيضًا القانون الفضائي، وتاريخ الفضاء، والطب والتغذية الخاصة برواد الفضاء، مؤكدًا أن هذه الجوانب المتعددة تعكس الطابع الشامل لعلوم الفضاء وأهميتها المتزايدة في الحياة المعاصرة.

وختم قيراج بالتأكيد على أن استضافة تركيا لهذا المؤتمر العالمي تمثل فرصة استراتيجية لتعزيز حضورها العلمي والتقني على الساحة الدولية، وترسيخ مكانتها كفاعل رئيسي في مستقبل الفضاء.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.