
Van
وان/ مسعود فارول/ الأناضول
تحولت قلعة "أيانيس"، المطلة على بحيرة وان شرقي تركيا، إلى واحدة من المحطات البارزة للسياح الأجانب في الآونة الأخيرة، بعد أن كشفت أعمال التنقيب الأثري فيها عن العديد من الآثار والمعالم التاريخية.
شُيّدت القلعة في قضاء توشبا قبل نحو 2700 عام، في عهد مملكة أورارتو، وتُعد اليوم من أبرز المواقع الأثرية في المنطقة.
وتضم القلعة بين جنباتها جدرانًا طينية وزخارف حجرية ومعالم معمارية ما زالت صامدة عبر القرون، إلى جانب معبد "خالدي" الذي يُعتبر من أهم المعابد الأورارتية.
وبإمكان الزوار الوصول إلى القلعة عبر ممر مشاة طوله نحو كيلومتر واحد، أنشئ بعوارض خشبية من سكك الحديد القديمة.
وبعد وصول الزوار إلى القلعة، يشرعون بزيارة المعبد المزخرف بنقوش نباتية وحيوانية بتقنية التطعيم الحجري، ثم ينتقلون لمشاهدة الغرف الطينية والأقسام الداخلية الأخرى.
كما يتيح الموقع لزواره الاستمتاع بإطلالة بانورامية على جبل "سبحان" وبحيرة وان من التراس المشرف على المنطقة.
وخلال الأشهر الماضية، استقطبت القلعة أعدادًا متزايدة من السياح من الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا وكندا، فيما يُنتظر أن تصبح إحدى أهم الوجهات السياحية في ولاية وان.
** أعداد غير مسبوقة
وقال رئيس فريق التنقيب، أستاذ الآثار في جامعة أتاتورك، البروفيسور محمد إيشيقلي، إن قلعة أيانيس لطالما كانت محط أنظار الباحثين بفضل مكتشفاتها الفريدة ومعمارها الضخم المحفوظ بحالة جيدة.
وذكر إيشيقلي للأناضول: "هذا العام استقبلنا أعدادًا غير مسبوقة من الزوار المحليين والأجانب. القلعة محفوظة بشكل رائع، وتقع وسط قرية جميلة وعلى ساحل مدهش، ما يجعلها مرشحة بقوة لتكون وجهة سياحية مهمة".
وأشار إلى أن "شركات السياحة بدأت بالتواصل معنا لتنظيم زيارات، وخلال الأسبوع الماضي استقبلنا مجموعات من أوروبا والولايات المتحدة، وخلال الأسبوع المقبل سنستضيف مجموعات من إسبانيا".
وأضاف: "منذ 14 عامًا وأنا أعمل هنا، ولم أرَ القلعة تحظى بهذه الشعبية من قبل كما هو الآن".
** قلعة مبهرة
من جانبه، قال المرشد السياحي وصاحب إحدى وكالات السفر صباح الدين ألقان: "أيانيس من أكثر الأماكن التي تترك انطباعًا قويًا لدى الزوار".
وتابع: "زرنا مواقع عديدة في تركيا، لكن لم نصادف قلعة بهذه الدرجة من الحفظ للنقوش والتماثيل".
وأضاف: "السياح من الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا ودول أوروبية يضعون هذا الموقع دائمًا في برامجهم، ورغم أن الموقع لم يفتتح رسميًا أمام الزيارة العامة، إلا أنه يُعد من أكثر القلاع التي تبهر الزوار، خاصة مع المنظر البديع لبحيرة وان وجبل سبحان".
** انطباعات سياح
بدورها، عبّرت السائحة الأمريكية إيشاوي فريستاد عن إعجابها الشديد بالموقع، قائلة: "أحببت المكان كثيرًا، خصوصًا النقوش البارزة داخل المعبد. هناك طاقة مختلفة هنا جعلتني أتأثر كثيرًا".
أما السائحة البريطانية ريبيكا مكنمارا، فقالت: "لم تكن لدي أي توقعات عندما جئت، لكنني شعرت بانفعال كبير عندما دخلت القلعة، هناك طاقة مميزة هنا".
وأردفت: "وعندما شاهدت بحيرة وان من الأعلى شعرت بحماس شديد. أستطيع القول إنه من أجمل الأماكن التي زرتها في حياتي".
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.