تركيا, التقارير

"سيده" تضيء تاريخها ليلا.. متحف تحت النجوم بأنطاليا التركية (تقرير)

- تم اعتماد نظام "المتاحف الليلية" من خلال إضاءة شاملة لمعالم لمدينة "سيده" الأثرية

Mustafa Karabıyık, Hatice Özdemir Tosun, Hişam Sabanlıoğlu  | 09.08.2025 - محدث : 09.08.2025
"سيده" تضيء تاريخها ليلا.. متحف تحت النجوم بأنطاليا التركية (تقرير)

Antalya

أنطاليا/ خديجة أوزدمير طوسون - مصطفى قره بيق/ الأناضول

- تم اعتماد نظام "المتاحف الليلية" من خلال إضاءة شاملة لمعالم لمدينة "سيده" الأثرية
- بات بإمكان الزوار التجول في أرجاء المدينة ليلا والاستمتاع بجمال الهياكل الأثرية المضاءة
** المسؤول بوكالة الترويج والتطوير السياحي في أنطاليا أحمد أوزدن:
- مع توسع الاستثمارات في السياحة الثقافية، أصبحنا نستقطب شريحة من الزوار المهتمين بالتاريخ والتراث
- إضاءة المدينة منحتها طابعا مختلفا، ومعبد أبولون أصبح من أبرز النقاط التي يقصدها عشاق التصوير
** الزائر غوكاي دميريل:
- تجربة المتاحف الليلية فرصة رائعة لعشاق التاريخ، خاصة في ظل الأجواء الصيفية الحارة

في مشهد يخطف الأنفاس بين عبق الحضارات القديمة وسحر الضوء الحديث، تحوّلت مدينة "سيده" الأثرية بولاية أنطاليا جنوبي تركيا إلى متحف مفتوح ينبض بالحياة ليلاً.

فمع كل غروب شمس، تنبعث من الهياكل التاريخية أضواء تُحيي ذاكرة آلاف السنين، وتجتذب زوارا من أنحاء العالم، ليعيشوا تجربة استثنائية تمزج بين الجمال، والهدوء، والتاريخ المتوهّج.

المدينة الأثرية التي كانت أحد أبرز الموانئ في منطقة "بمفيليا" الإغريقية، تحتضن اليوم آثارا تعود لعصور متعددة منها العصر البرونزي المتأخر، والفترة الهلنستية، والحقبتين الرومانية والبيزنطية.

من أبرز معالم المدينة التاريخية، معبدا "أثينا" و"أبولّون" اللذان يقفان شامخين منذ ألفي عام، شاهدَين على عظمة الحضارة الإنسانية.

ومنذ عام 1947، تتواصل أعمال التنقيب في المدينة بلا انقطاع، كاشفة سنويا عن قطع أثرية ثمينة تضيف مزيدا من الضوء على تاريخها العريق.

وفي إطار مشروع وزارة الثقافة والسياحة التركية "ميراث للمستقبل"، تم اعتماد نظام "المتاحف الليلية" من خلال إضاءة شاملة لمعالم المدينة الأثرية، ما منحها مشهدًا بصريًا ساحرًا يجتذب عشاق التاريخ من الزوار المحليين والأجانب، خصوصا في ساعات المساء التي تنخفض فيها درجات الحرارة خلال فصل الصيف.

ومن خلال هذا المشروع، بات بإمكان الزوار التجول في أرجاء المدينة ليلا والاستمتاع بجمال الهياكل الأثرية المضاءة، ما يمنح الزوار تجربة فريدة من نوعها ومشهدًا بصريًا آسرًا.

**إقبال متزايد

وفي حديث للأناضول، أفاد عضو مجلس إدارة وكالة الترويج والتطوير السياحي في أنطاليا، وممثلها الإقليمي في منطقة حوض البحر المتوسط أحمد أوزدن، أن الولاية باتت تستقطب بشكل متزايد الزوار المهتمين بالسياحة الثقافية أيضا، وليس عشاق البحر فحسب.

وقال: "كنا نركز في الماضي على السياحة الشاطئية، لكن مع توسع الاستثمارات في السياحة الثقافية، أصبحنا نستقطب شريحة من الزوار المهتمين بالتاريخ والتراث، ما ساعد في تنويع الموسم السياحي وزيادة مدته".

وأكد أن مشروع "ميراث للمستقبل" يمثل استثمارا مهمًا في السياحة الثقافية. لما له من دور في إبراز التراث التاريخي وتعزيز الجذب السياحي.

وأوضح أن "سيده" تُعد من أبرز المدن الأثرية المشمولة في المشروع، لافتا إلى أن أعمال التطوير الأخيرة غيّرت من ملامح المدينة بشكل ملحوظ، وساهمت في جذب عدد أكبر من الزوار.

وأضاف: "في أشهر الذروة السياحية مثل يونيو/ حزيران، ويوليو/ تموز، وأغسطس/ آب، يجد السياح صعوبة في زيارة المواقع الأثرية نهارًا بسبب ارتفاع درجات الحرارة. لكن مع انطلاق المتاحف الليلية، باتت الحركة السياحية في المدينة تنشط بعد الساعة السادسة مساءً خاصة بالتزامن مع غروب الشمس وإضاءة المواقع الأثرية".

ولفت أوزدن إلى أن إضاءة المدينة منحتها طابعا مختلفا، مشيرا إلى أن معبد أبولون بفضل مشروع إضاءة المواقع الأثرية، أصبح من أبرز النقاط التي يقصدها عشاق التصوير.

** انعكاسات إيجابية

وأشار المسؤول التركي في حديثه إلى أن المتخصصين في قطاع السياحة يشعرون بالرضا عن تجربة المتاحف الليلية.

وأشار إلى أن انطباعات الزوار حول واقع السياحة في المنطقة كانت إيجابية للغاية، ما يعزز الجهود الرامية إلى تطوير السياحة الثقافية ويدعم الاقتصاد المحلي.

وأردف: "لطالما ركزنا في السابق على عناصر مثل الشمس والبحر والرمال، لكن خلال السنوات الأخيرة، توسّعت الاستثمارات في السياحة الثقافية بشكل ملحوظ، ما ساعد على تنويع الخيارات أمام الزوار.".

وأكد أن هناك الآن فئة متزايدة من السياح تهتم بالتراث والتاريخ، ما جعل تركيا تبرز على خريطة السياحة الثقافية العالمية.

ونوّه أوزدن كذلك إلى أن هذا التنويع ساهم أيضا في زيادة فترة الموسم السياحي.

**التجول ليلا

من جهته، اعتبر الزائر غوكاي دميريل أن تجربة المتاحف الليلية تعد فرصة رائعة لعشاق التاريخ، خاصة في ظل الأجواء الصيفية الحارة.

وقال: "خلال النهار، يصبح التجوال مرهقًا بسبب حرارة الطقس. أما في الليل، ومع الإضاءة الجميلة، فالأجواء تصبح أكثر راحة ومتعة، وتمنحنا تجربة استكشاف لا تُنسى".

وأضاف: "نحن كمحبين للتاريخ نشعر بسعادة غامرة، فالأجواء ممتعة والمعلومات المتاحة وافية".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın