تركيا

سوبسوس.. مدينة أثرية تعيد رواية تاريخ كبادوكيا التركية

العثور على آثار تعود إلى العصرين النيوليتي والبرونزي يشير إلى إمكانية وجود استيطان بشري في المنطقة أقدم من الحقبة الرومانية..

Behçet Alkan, Sami Sohta  | 03.08.2025 - محدث : 03.08.2025
سوبسوس.. مدينة أثرية تعيد رواية تاريخ كبادوكيا التركية

Nevsehir

نوشهير / الأناضول

تتواصل أعمال التنقيب في مدينة "سوبسوس" الأثرية في قرية شاهين أفندي التابعة لقضاء أورغوب بولاية نوشهير وسط تركيا، حيث تسهم في إلقاء الضوء على البنية الحضرية القديمة لمنطقة كبادوكيا.

وتُجرى أعمال التنقيب في الموقع منذ عام 2002، وتمكنت الفرق الأثرية حتى اليوم من الكشف عن مبانٍ تعود إلى الحقبة الرومانية في القرن الرابع الميلادي، من بينها حمامات وقاعات اجتماعات ومقابر وأفران تقليدية ومناطق سكنية، وتزين العديد من هذه المنشآت أرضيات من الفسيفساء النادرة.

وتعد كبادوكيا، المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، واحدة من أبرز الوجهات السياحية في تركيا، حيث تجمع بين الجمال الطبيعي المدهش والآثار التاريخية العريقة، مما يجعلها وجهة جذابة لعشاق المغامرة والجمال.

وتشتهر بمدنها تحت الأرض، ومداخن الجنيات، أو ما يطلق عليه في الصحارى العربية "موائد الشيطان"، والتي تشكلت نتيجة عوامل الحت والتعرية.

رئيسة فريق التنقيب، الدكتورة بيلسين أوزدمير، أستاذة قسم الآثار في كلية الآداب والعلوم بجامعة "نوشهير حاجي بكداش ولي"، قالت إن سوبسوس ستشكل إضافة نوعية للقطاع السياحي في كبادوكيا.

وأضافت في حديثها للأناضول: "مع فتح الموقع بالكامل أمام الزوار، سيتمكن السائحون من التعرف على وجه آخر غير مألوف من وجوه كبادوكيا".

وأكدت أوزدمير أن عمليات الحفر تتم بعناية فائقة، مع تسجيل جميع القطع الأثرية المكتشفة وحفظها بشكل منظم، مشيرة إلى أن المشروع يُتوقع أن يستغرق وقتًا طويلًا نظرًا لحجم الاكتشافات.

وتابعت: "ما يميز سوبسوس عن غيرها من المواقع في كبادوكيا هو طابعها المدني المتكامل".

ومضت قائلة: "رغم أن المنطقة تشتهر بالكنائس والمساكن المحفورة في الصخور، إلا أن نمط التمدّن المتكامل الذي نراه هنا نادر. وهذا ما يجعل سوبسوس فريدة من نوعها مقارنة بمواقع مثل تِيانا في ولاية نيغده أو موكيسوس في ولاية آقسراي. إنها تُعد النموذج الوحيد المعروف حتى الآن للتخطيط المدني في منطقة نوشهير".

آثار من العصرين النيوليتي والبرونزي

ولفتت أوزدمير إلى أن الفِرَق عثرت في الموقع على آثار تعود إلى العصرين النيوليتي والبرونزي، وهو ما يشير إلى إمكانية وجود استيطان بشري في المنطقة أقدم من الحقبة الرومانية، ما يفتح آفاقًا جديدة أمام الباحثين.

وأضافت: "قد نكون أمام سلسلة متصلة من الآثار الممتدة عبر فترات زمنية متعددة وفي مواقع مختلفة. من غير المستبعد أن نكتشف لاحقا مدينة أوسع وأغنى مما نراه اليوم".

من جهته، قال نائب مدير متحف أورغوب، محمد أونجو، إن جزءًا من الموقع يمكن زيارته مجانا، بما في ذلك قصر مزين بأرضيات فسيفسائية يُعتقد أنه كان ملكًا لعائلة أرستقراطية.

وأضاف أونجو أن أعمال المسح الأثري السطحية في القرى المحيطة بالموقع كشفت عن قطع خزفية وأثرية تعزز من أهمية الاكتشاف، ما يرفع منسوب الحماسة لدى الباحثين.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın