الأناضول تُقدّم كتابها الجديد عن "الذكاء الاصطناعي والصحافة"
-خلال فعالية بحضور رئيس مجلس إدارة الوكالة، مديرها العام سردار قره غوز -الكتاب الذي أعدّه قسم منشورات بوكالة الأناضول، يتناول التحوّل الجذري الذي أحدثه العصر الرقمي في عمليات إنتاج ونقل واستهلاك المحتوى الإعلامي
Istanbul
إسطنبول/ الأناضول
نظمت وكالة الأناضول حفلا تعريفيا بكتابها الجديد تحت عنوان "الذكاء الاصطناعي والمسار الجديد للصحافة - محو الأمية الإعلامية في العصر الرقمي".
وأقيمت الفعالية في مركز الأخبار الدولية للوكالة بإسطنبول، بحضور رئيس مجلس إدارة الوكالة، مديرها العام سردار قره غوز.
وفي الكلمة الافتتاحية، أوضح قره غوز أنه مع تغير العالم فإن الذكاء الاصطناعي له التأثير الأكبر على هذا التغير، مشيرًا إلى أن هذه التكنولوجيا قادرة بفضل خوارزمية قوية على رسم تصور للمستقبل بشكل أسرع وأكثر اتساقًا من طريقة تفكير الإنسان.

ولفت إلى أن حروب اليوم مختلفة تمامًا عن تلك التي كانت قبل 50 عامًا، وقال: "من المتوقع أن تكون هناك حروب مختلفة بعد 20 عامًا، والكتاب يظهر مع الواقع المعزز ما ستجلبه المرحلة الجديدة".
وأوضح قره غوز أن وكالة الأناضول أعلنت 2024 "عام الذكاء الاصطناعي"، مضيفًا: "في العام نفسه، قلنا إن الإعلام لم يعد مستقلاً عن التكنولوجيا، وبصفتنا وكالة الاناضول يجب أن تسير أنشطتنا الصحفية والإخبارية والوكالاتية مع التكنولوجيا سويًا، ولهذا السبب أسسنا شركة وكالة الأناضول للتكنولوجيا".
ولفت إلى أن العديد من المؤسسات الإعلامية تستخدم موقع "ChatGPT" أو الذكاء الاصطناعي القائم على اللغة بشكل فعال، وقال: "تساءلنا هل يمكن أن نمتلك ذكاءً اصطناعيًا قائمًا على اللغة خاصًا بنا؟ تعمل وكالة الأناضول بالتعاون مع وقف التكنولوجيا التركي على ذلك".
وأوضح قره غوز أن الكتاب يتضمن العديد من التطبيقات المبتكرة التي تستخدم رموز الاستجابة السريعة "QR" والخوارزميات.
وبعد كلمة قره غوز، نظم المنتدى بإدارة محررة الكتاب الدكتورة نابات قراخانوفا من جامعة البوسفور، ومشاركة البروفيسور بيلغن متين من جامعة البوسفور، والبروفيسورة بيلين أوزتورك غوتشمان من جامعة حاجي بيرم، والبروفيسور باريش أتيكر من جامعة عدنان مندريس، والبروفيسورة رقية غولاي كمتحدثين.

وذكرت قراخانوفا أنها تحمست لأن الكتاب يعتبر رائدًا للصحفيين الذين يشرحون ما يحدث في العالم، مبينة أنها اضطرت إلى إجراء مراجعات أثناء كتابة قسم الذكاء الاصطناعي بسبب التطورات الجديدة المتكررة في هذا المجال.
ولفتت إلى أن كل صورة في الكتاب تتضمن رمز استجابة سريعة، وأنهم طوروا أيضًا نسخة إلكترونية من الكتاب.
من جانبه، شارك البروفيسور بيلغين متين آراءه حول كيفية التمييز بين ما إذا كانت مقاطع الفيديو المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي يتم إنتاجها بواسطة الذكاء الاصطناعي من عدمه.

وأوضح متين أن الذكاء الاصطناعي يتم تدريبه عبر الأوامر، مشيرا إلى أن هذا قد يؤدي إلى ثغرات أمنية، حيث يمكن أن تُمنح أولوية ظهور السيرة الذاتية أو الأطروحات الأكاديمية للشخص الذي يعطي الأوامر مقارنةً بغيره.
بدوره، قال البروفيسور الدكتور باريش أتيكر أنه على غرار كثير من الناس، يساوره الشك بشأن ما إذا كانت الصور التي يصادفها على وسائل التواصل الاجتماعي حقيقية أم أنها نتاج الذكاء الاصطناعي.

وأوضح أنه حتى قبل نحو 6 أشهر، كان من الممكن التمييز بسهولة بين الصور المنتَجة بالذكاء الاصطناعي وتلك الحقيقية.
وأضاف "لقد دخلنا الآن مرحلة تقوم فيها الشركات بتحويل النماذج مفتوحة المصدر عبر أنظمتها الخاصة وقدراتها على معالجة البيانات، لتُنشئ واقعًا اصطناعيًا جديدًا، والسؤال هنا: كيف سنتمكن من اكتشاف ذلك؟ الجواب في الحقيقة يكمن أيضًا في الذكاء الاصطناعي نفسه، أي أن مصدر المشكلة وحلها واحد وهو الذكاء الاصطناعي".
- نعيش في عالم شخصي يشكّل تناغما بين العالم الرقمي والعالم الحقيقي
وأوضحت البروفيسورة الدكتورة رقية غولاي أوزتورك أن هناك تطورات في مجال الذكاء الاصطناعي في جميع أنحاء العالم مصممة لتلبية احتياجات الحياة البشرية المختلفة، وأن دولاً مثل تركيا تتكيف مع الأجهزة الرقمية بسرعة كبيرة.
وأضافت بأنه ينبغي الموازنة بين فوائد ومخاطر استخدام الأجهزة الرقمية والذكاء الاصطناعي، وعدم تجاهل الحدود الشخصية.

وقالت: "نعيش اليوم في عالم شخصي يتناغم فيه العالمان الرقمي والواقعي، من منظور الترويج، يُعدّ الإبداع أمرًا بالغ الأهمية، فهو موهبة بشرية خارقة".
وتابعت: "ما دمتُ لا أنقل هذه الموهبة إلى العالم الرقمي، فلن يكون العالم الرقمي مبدعًا إلا بقدر ما هو في حد ذاته، فالإعلانات التي لا تزال تحصد أفضل الجوائز اليوم هي تلك التي يصنعها البشر، سيبقى العامل البشري حاضرًا دائمًا في الساحة التكنولوجية".
أما الأستاذة الدكتورة بلين أوزتورك غوتشمن فقالت إنه عند الحديث عن "الهوية الرقمية" لا ينبغي أن يتبادر إلى الذهن فقط الآثار التي نتركها على الإنترنت.

وأوضحت أن "الخوارزميات تُنشئ هويات جديدة انطلاقًا من تلك الآثار التي نتركها هناك، لدينا هويات مختلفة لحساباتنا المتعددة على وسائل التواصل الاجتماعي، كما يمكننا التعبير عن أنفسنا بطرق مختلفة في البيئات الرقمية المختلفة".
- ماذا يتناول الكتاب؟
الكتاب الذي أعدّه قسم منشورات بوكالة الأناضول، يتناول التحوّل الجذري الذي أحدثه العصر الرقمي في عمليات إنتاج ونقل واستهلاك المحتوى الإعلامي.
ويشير الكتاب إلى أن الصحفيين لم يعودوا مجرد منتجي أخبار، بل أصبحوا مطالبين بأن يكونوا خبراء قادرين على قراءة البيانات وفهم الخوارزميات واتخاذ قرارات أخلاقية.

ويُعدّ هذا العمل الأكاديمي الشامل دراسة تتناول مستقبل الصحافة ليس فقط من منظورٍ تكنولوجي، بل أيضًا من الجوانب الأخلاقية والنفسية والثقافية.
هذا الكتاب يُغيّر عادات القراءة التقليدية، وهو أول منشور صحفي مدعوم بتقنية الواقع المعزز، إذ تتيح رموز الاستجابة السريعة (QR) في كل فصل، بالإضافة إلى تطبيق Artivive، الوصول إلى مقاطع فيديو وتسجيلات صوتية ومحتوى بصري ذي صلة، وهذا يسمح للقراء بتجربة ما ورد في الكتاب وليس قراءته فقط.
هذا ليس مجرد كتاب، بل دليل يُسلّط الضوء على التحول الأخلاقي والثقافي والتكنولوجي للصحافة في العصر الرقمي، ويُقدّم خارطة طريق معاصرة لإعادة بناء الثقة في الصحافة ودمج محو أمية الذكاء الاصطناعي في أخلاقيات الإعلام.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
