الدول العربية, التقارير, الصومال

شباب الصومال المتعلم في تركيا يقود النهضة الوطنية (تقرير)

** محمد حاج، مستشار وزارة العدل الصومالية: - اللغة التركية أصبحت الآن لغة متداولة في كافة المؤسسات الصومالية وأبرز وأكفأ الجنود في القوات المسلحة هم من تلقوا تعليمهم في تركيا.

Ahmed Satti, Gökhan Kavak, Hişam Sabanlıoğlu  | 20.09.2025 - محدث : 20.09.2025
شباب الصومال المتعلم في تركيا يقود النهضة الوطنية (تقرير)

Sudan

مقديشو/ غوكهان قاوق، أحمد ستي/ الأناضول

** محمد حاج، مستشار وزارة العدل الصومالية: - اللغة التركية أصبحت الآن لغة متداولة في كافة المؤسسات الصومالية وأبرز وأكفأ الجنود في القوات المسلحة هم من تلقوا تعليمهم في تركيا.
** مهدي موسى حسن، عضو هيئة التدريس في جامعة مقديشو: خريجو تركيا يمتلكون إمكانات كبيرة، وبعد تخرجهم يفضلون العمل في المؤسسات الحكومية والخاصة والجامعات.
** محمد محمود محمد، رئيس الجامعة الوطنية الصومالية: بعد عودتنا من تركيا بذلنا قصارى جهدنا من أجل تنمية الصومال وأهم ما تعلمناه في تركيا هو حب الوطن.

يلعب الشباب الصومالي الذين تخرجوا من جامعات مختلفة في تركيا دورًا محوريًا في بلادهم، حيث يتولون أعلى المناصب ويساهمون بشكل أساسي في التنمية والنهوض بدولتهم.

محمد حاج مستشار في وزارة العدل الصومالية، ومهدي موسى حسن عضو هيئة التدريس في جامعة مقديشو، وداود عسر مدير العلاقات الدولية والمشاريع في جامعة مقديشو، ومحمد محمود محمد رئيس الجامعة الوطنية الصومالية، تحدثوا للأناضول عن رحلتهم التعليمية في تركيا وإسهاماتهم بعد عودتهم إلى وطنهم.

وقال المستشار محمد حاج لقد "تخرجت عام 2019 من قسم الإرشاد النفسي والإرشاد التربوي في جامعة غازي بالعاصمة التركية أنقرة، وعدت مباشرة بعد التخرج إلى البلاد".

وأضاف: "جئت لخدمة وطني، وفور وصولي بدأت العمل. ومنذ ذلك الحين أواصل خدمة وطني ودولتي".

وأشار حاج إلى أنهم نقلوا المعارف والخبرات التي اكتسبوها في تركيا إلى الصومال وأسهموا في نهضة الدولة.

وبين أن اللغة التركية أصبحت الآن لغة متداولة في كافة المؤسسات الصومالية، حيث يوجد الكثير من كبار موظفي الدولة الناطقين بالتركية ابتداءً من الوزراء وعلى كافة المستويات.

- أبرز الجنود تعلموا بتركيا

وشدد حاج على أن "أبرز وأكفأ الجنود في القوات المسلحة هم من تلقوا تعليمهم في تركيا".

وأضاف: "عادةً من يدرسون في أماكن أخرى يفضلون البقاء هناك والعمل، أما خريجو تركيا، فرغم صعوبة الظروف في الصومال، فإن معظمهم يحرصون على العودة. أي أننا نحن الذين درسنا في تركيا أعطينا الأولوية للعودة والعمل في وطننا".

وأكد أن التطورات الأخيرة في الصومال إيجابية للغاية.

وسلط الضوء على أن العاصمة مقديشو أصبحت مدينة آمنة، وأن البلاد تشهد تطورات في مختلف المجالات، وخاصة في قطاعي الصحة والتعليم، رغم استمرار مواجهة الإرهاب.

كذلك قال مهدي موسى حسن، عضو هيئة التدريس في جامعة مقديشو، إنه أنهى دراسته الجامعية عام 2016 في قسم العلوم السياسية والإدارة العامة بجامعة "أرجييس" في ولاية قيصري وسط تركيا، ثم حصل عام 2022 على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة "سلجوق" في قونيا وسط جنوب تركيا.

وأوضح حسن أن الصوماليين بعد تخرجهم من الجامعات يعودون إلى وطنهم ويتولون مهاما في شتى المجالات، وخاصة في الأوساط الأكاديمية.

وأردف أن "خريجي تركيا يمتلكون إمكانات كبيرة، وبعد تخرجهم يفضلون العمل في المؤسسات الحكومية والخاصة والجامعات".

أما داود عسر، مدير العلاقات الدولية والمشاريع في جامعة مقديشو، فأوضح أنه تخرج من جامعة "9 أيلول" في مدينة إزمير التركية (غرب).

وأشار إلى أن في الصومال أكثر من 100 جامعة، معظمها جامعات خاصة، إلا أن لجامعة مقديشو أهمية كبيرة.

وتابع القول: "بعد اندلاع الحرب الأهلية عام 1991، تأسست الجامعة في عام 1997، ومثلت ميلاد أمل جديد للطلاب الصوماليين في متابعة تعليمهم خلال سنوات الحرب".

وأشار إلى أن "جامعة مقديشو أصبحت جزءًا من إعادة بناء الدولة، فبعد تأسيس أول حكومة عقب الحرب في عام 2000، تولت الجامعة مهمة إعداد الكوادر القادرة على تحمل المسؤوليات الحكومية. أي أن جامعة مقديشو لم تكن مؤسسة تعليمية فقط، بل أدت أيضًا دورًا في بناء الدولة والشعب".

- تركيا تدعم جامعة مقديشو

ولفت عسر إلى أن "لدى جامعة مقديشو أكثر من 6 آلاف طالب في مرحلتي البكالوريوس والدراسات العليا، ومعظم الطاقم الإداري والأكاديمي، بما فيهم هو نفسه، من خريجي الجامعات التركية".

وأوضح أن تركيا دعمت الصومال بشكل شامل، بما في ذلك المجال الأكاديمي والجامعات.

وأضاف: "مؤسسات تركية بينها وكالة التعاون والتنسيق (تيكا) دعمت جامعة مقديشو بطرق مختلفة، بما في ذلك إذاعة الجامعة التي بُنيت بدعم من تركيا، والتي تبث برامج تتعلق بالمجتمع، وتعمل أيضًا كمعمل لطلاب كلية الصحافة والإعلام".

وأشار إلى أن مختبرات كلية الهندسة أُنشئت بدعم من تركيا أيضًا، وسط تعاون وثيق مع السفارة التركية في مقديشو.

وتابع: "ننفذ حاليًا مع السفارة برنامج باسم "هاكاثون" في الصومال، وهو يهدف إلى تطوير أفكار مبتكرة للشباب لإيجاد حلول لمشكلات في مختلف القطاعات، فيما تشارك كل من جامعة مقديشو والسفارة التركية في هذا البرنامج".

وفي معرض تعليقه على الدور الهام الذي يلعبه الشباب الصوماليين في تنمية البلاد، قال عسر: "معظمهم تلقوا تعليمهم في الجامعات المحلية، وهناك من درسوا في الخارج بما في ذلك تركيا. حيث اكتسبوا المعرفة والمهارات والخبرات والقدرة على الإسهام في التعليم والابتكار والتنمية في كافة مجالات المجتمع".

وخلص إلى أن "الشباب هم القوة المحركة التي ستأخذ هذا البلد إلى المرحلة التالية".

بدوره، أوضح عبد الكريم محيي الدين أحمد، رئيس جامعة "سيماد"، أنه كان في تركيا بين عامي 2019 و2023 حيث نال شهادة الدكتوراه في إدارة الأعمال، لافتًا إلى أن نائب رئيس الجامعة وعددًا من أعضاء هيئة التدريس أيضًا من خريجي الجامعات التركية.

- تنمية الصومال

أما محمد محمود محمد، رئيس الجامعة الوطنية الصومالية، فقال إنه درس في كلية الهندسة بجامعة "فرات" التركية بين عامي 2012 و2015.

وأضاف أنه عاد إلى بلاده عام 2015 ليبدأ العمل عميدًا في جامعة "سيماد"، ثم تولى منصب نائب الرئيس قبل أن يُعيَّن رئيسًا للجامعة الوطنية الصومالية.

وقال: "بعد عودتنا من تركيا بذلنا قصارى جهدنا من أجل تنمية الصومال، ونكلف زملاءنا من خريجي تركيا بمهام في مختلف الأقسام".

وأشار محمد إلى أنهم أسسوا "جمعية خريجي تركيا في الصومال" عام 2016، التي تساعد العائدين من تركيا في الحصول على فرص عمل مختلفة.

وأضاف: "الصومال بلدنا ويجب أن نخدمه، عدنا لننقل ما تعلمناه في تركيا ونساهم في تنمية بلدنا".

واختتم محمد حديثه بالقول إن "أهم ما تعلمناه في تركيا هو حب الوطن".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.