دولي, الدول العربية, لبنان

وسط ضغوط نزع السلاح.. واشنطن تطالب "حزب الله" بتنفيذ المطلوب منه

خلال مؤتمر صحفي لسفير واشنطن في بيروت عقب لقاء وفد أمريكي مع رئيس مجلس النواب اللبناني

Wassim Samih Seifeddine  | 11.12.2025 - محدث : 11.12.2025
وسط ضغوط نزع السلاح.. واشنطن تطالب "حزب الله" بتنفيذ المطلوب منه أرشيفي

Lebanon

بيروت / وسيم سيف الدين / الأناضول

قال السفير الأمريكي في بيروت ميشال عيسى، الأربعاء، إن على حزب الله "القيام بالواجبات المطلوبة منه والتي يعرفها"، وسط ضغوط مستمرة من واشنطن وتل أبيب لنزع سلاح الحزب، رغم مواصلة إسرائيل عدوانها على لبنان بوتيرة شبه يومية.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي في بيروت تابعه مراسل الأناضول، عقب لقاء جمع عيسى ورئيس مجموعة العمل الأمريكية لأجل لبنان "ATFL" إدوارد غابرييل برفقة وفد خبراء أمريكي، مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري.

وعندما سئل عن الرسالة التي يوجّهها إلى "حزب الله"، قال السفير الأمريكي: "على الحزب أن يقوم بالواجبات التي يجب أن يقوم بها وهو يعرف ما هي".

ويشير بذلك السفير الأمريكي إلى ضرورة تسليم "حزب الله" عتاده العسكري وهو ما ظل يرفضه الحزب ويصر بالمقابل على أن تتوقف إسرائيل عن عدوانها على لبنان وتنسحب من أراضيه التي تحتلها.

وعلى وقع ضغوط أمريكية إسرائيلية، أقرت الحكومة اللبنانية في 5 أغسطس/ آب الماضي، حصر السلاح بيد الدولة بما في ذلك ما يمتلكه "حزب الله"، قبل أن تعلن في سبتمبر/ أيلول المنصرم، ترحيبها بالخطة التي وضعها الجيش لتنفيذ القرار، غير أنها لم تحدد مهلة زمنية لتطبيقه كما كان متوقعا، في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة لإرضاء الحزب وقاعدته.

وأوضح عيسى أن بري نقل للوفد الأمريكي الزائر "الصورة الحقيقية" للوضع في لبنان، مضيفا أن واشنطن "كثيرا ما تتلقى معطيات لا تعكس الواقع بدقة".

وأضاف: "أشكر بري الذي أتاح لنا أن نأتي بقسم كبير من الأمريكيين إلى لبنان كي يسمعوا منه مباشرة ما هو الوضع. عادةً ما تصل الأمور إلى أمريكا بشكل مختلف عمّا هو عليه هنا، وقدّم بري رأيه مباشرة للوفد، وآمل أن يكون قد أوصل حقيقة ما يحصل".

وبشأن تعيين الدبلوماسي اللبناني السابق سيمون كرم لعضوية ما تسمى لجنة "الميكانيزم" الأسبوع الماضي، شدّد عيسى على أن بري "قدّم كل ما يجب أن يعرفه الوفد"، مضيفاً: "علينا ألا نحكم على الأمور منذ اليوم الأول. المفاوضات بدأت، ومن الضروري فتح الأبواب وترك المجال للجميع لإبداء آرائهم".

وأنشئت لجنة "الميكانيزم" بموجب وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله"، وتقوم بمراقبة تنفيذه، وتضم كلا من لبنان وفرنسا وإسرائيل والولايات المتحدة وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "يونيفيل".

وجاء تكليف الرئاسة اللبنانية لكرم، برئاسة وفد البلاد في اجتماعات تلك اللجنة، بعد تأكيد الرئيس جوزاف عون، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أنه "لا بد من التفاوض" مع إسرائيل لحلّ المشاكل "العالقة" بين الطرفين.

واعتبرت واشنطن أن ضم شخصيات مدنية في اجتماع اللجنة يسهم في تعزيز السلام ووقف الأعمال العدائية في البلاد.

وعن استمرار المساعدات الأمريكية للجيش اللبناني، قال عيسى: "المساعدات لم تتوقف يوماً. المفاوضات بدأت، وهذا لا يعني أن إسرائيل ستتوقف عن الاعتداءات. هم يعتبرون الأمرين منفصلين، لكني أعتقد أن التفاوض قد يقرّب وجهات النظر".

وبعد جلسة أولى من مفاوضات شارك فيها مدنيون من بيروت وتل أبيب عقدت الأسبوع الماضي في منطقة الناقورة جنوبي لبنان ضمن "لجنة الميكانيزم"، يتوقع أن تبدأ جلسات أخرى في 19 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، وسط رغبة إسرائيلية بأن تشمل المفاوضات ملفات اقتصادية، ومطالبة لبنانية بقصرها على وقف العدوان.

وتعليقاً على انتهاء المرحلة الأولى من تسلّم الجيش اللبناني منطقة جنوبي نهر الليطاني بالجنوب وفق اتفاق وقف النار، قال عيسى: "ننتظر أن تكون المنطقة تحت سلطة الجيش. هذا أمر إيجابي، وآمل أن يصدر القرار عن الحكومة وليس فقط عن قائد الجيش".

وكان يُفترص أن ينهي اتفاق وقف إطلاق النار الموقع قبل نحو عام عدوانا شنته إسرائيل على لبنان في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وتحول إلى حرب شاملة في سبتمبر/ أيلول 2024، خلفت أكثر من 4 آلاف قتيل وما يزيد على 17 ألف جريح.

لكن إسرائيل منذ سريان الاتفاق ارتكبت آلاف الخروقات بوتيرة شبه يومية، ما أسفر عن مقتل وإصابة مئات اللبنانيين، إلى جانب دمار مادي.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.