دولي, الدول العربية, قطاع غزة

هيئة البث: واشنطن تراقب تحركات غزة وإسرائيل باتت كـ"محمية أمريكية"

نقلت عن مسؤول إسرائيلي قوله إن التدخل يشمل منع تل أبيب "من اتخاذ إجراءات معينة أحيانا"

Zein Khalil  | 21.10.2025 - محدث : 22.10.2025
هيئة البث: واشنطن تراقب تحركات غزة وإسرائيل باتت كـ"محمية أمريكية" صورة أرشيفية لقطاع غزة

Israel

زين خليل/الأناضول

قالت هيئة البث العبرية إن الولايات المتحدة تراقب كل تحرك يجري في غزة، في مسعى لمنع انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، وهو ما جعل إسرائيل تبدو وكأنها "محمية أمريكية".

وذكرت الهيئة في تقرير لها مساء الثلاثاء: "تقول مصادر إسرائيلية إن الأمريكيين يراقبون عن كثب كل تحرك في غزة بمساعدة المقر الأمريكي (لمراقبة وقف إطلاق النار) في (مدينة) كريات غات (جنوب)، بل ويوافقون على بعض الإجراءات أو يمنعونها".

ونقلت الهيئة عن مسؤول إسرائيلي كان حاضرًا في المقر "الأمريكيون يتدخلون في كل خطوة بغزة، إنها (إسرائيل) أشبه بمحمية أمريكية".

وأضاف: "الأمريكيون يراقبون كل تحرك ويبذلون قصارى جهدهم لمنع انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، بما في ذلك منعنا من اتخاذ إجراءات معينة في بعض الأحيان".

وخلال زيارته لإسرائيل التي بدأت الثلاثاء، قال جي دي فانس نائب الرئيس الأمريكي، إن "الوضع حساس".

ومن داخل مقرة القيادة الأمريكية الإسرائيلية المشترك في كريات غات، أوضح: "لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، أشكر الإسرائيليين على دعمهم، أسمع من يزعم أن كل انتهاك لوقف إطلاق النار هو نهاية المطاف للخطة (الأمريكية لوقف الحرب)، وهذا غير صحيح على الإطلاق".

ومساء الثلاثاء، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت": "في الأشهر الأخيرة، اتضح أن إسرائيل أصبحت فعليًا محمية أمريكية تُتخذ القرارات في واشنطن، وتُصدر التعليمات من هناك، وتُجبر إسرائيل على الانصياع".

وأشارت إلى أنه "بعد تحقيق ما يعتبرونه الاتفاق المنشود، يريد الأمريكيون معرفة كل ما يحدث في قطاع غزة لديهم استخباراتهم الخاصة ويراقبون كل شيء. بل إنهم طلبوا من الجيش الإسرائيلي، أكثر من مرة، إلغاء بعض العمليات التي يعتقدون أنها قد تُهدد وقف إطلاق النار، مُديرين بذلك الحدث بحزم".

والاثنين، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد في كلمة بالكنيست (البرلمان) خلال افتتاح دورته الشتوية: "أثق في إدارة (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب أكثر بكثير من ثقتي بحكومة بنيامين نتنياهو المكونة من المتطرفين والمستهترين".

وأضاف منتقدا النفوذ الأمريكي على إسرائيل دون تسميته "مع ذلك، نجح نتنياهو بمفرده في تحويلنا إلى محمية تقبل الإملاءات فيما يتعلق بأمنها".

والاثنين أيضا، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في تحليل لـ"إيتمار إيخنر": "منذ انتخابه وتوليه الرئاسة في يناير 2025، شهدنا ظاهرة لم نشهد لها مثيلًا منذ تأسيس الدولة، أصبحت إسرائيل، عمليًا، محمية للولايات المتحدة، وأصبحت حكومة نتنياهو تابعة لترامب شخصيًا".

وتابعت: "ظهرت أولى بوادر ذلك عندما وقّع ترامب، من وراء ظهر إسرائيل، الاتفاق الأحادي الجانب مع الحوثيين، ونسي تضمينه مطلبًا بوقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل. واستمر هذا النهج في المفاوضات التي أجراها مع الرئيس السوري أحمد الشرع، مما أثار دهشة إسرائيل".

وفي مايو/ آيار الماضي، فوجئت إسرائيل بإعلان ترامب، مساء الثلاثاء، وقفا متبادلا للهجمات بين بلاده والحوثيين، بعد محادثات مع الجماعة اليمنية بوساطة عمانية، فيما أعلن الحوثيون أن هجماتهم على إسرائيل "ستتواصل ما دامت حرب الإبادة على غزة مستمرة".

وأكملت الصحيفة: "بلغ ذلك ذروته في اليوم الأخير من حرب إيران، عندما وبّخ ترامب إسرائيل علنًا لأنها تجرأت على إرسال عشرات الطائرات لمهاجمة إيران، بعد أن انتهكت الأخيرة وقف إطلاق النار وأطلقت ثلاثة صواريخ. أصدر ترامب أمرًا مباشرًا – فعادت إسرائيل بطائراتها واكتفت بهجوم رمزي استهدف رادارًا فقط".

وبشكل مفاجئ شنت إسرائيل بدعم أمريكي عدوانا على إيران في 13 يونيو/ حزيران الماضي استمر 12 يوما، شمل مواقع عسكرية ونووية ومنشآت مدنية واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، وأسفر عن 606 قتلى و5 آلاف و332 مصابا، وفق السلطات الإيرانية.

وردت طهران باستهداف مقرات عسكرية واستخبارية إسرائيلية بصواريخ بالستية وطائرات مسيّرة ما خلف دمارا وذعرا غير مسبوقين، فضلا عن 28 قتيلا و3 آلاف و238 جريحا، حسب وزارة الصحة وإعلام عبري.

ولاحقا، هاجمت الولايات المتحدة منشآت نووية بإيران، فردت طهران بقصف قاعدة "العديد" العسكرية الأمريكية بقطر، فيما أعلنت واشنطن في 24 يونيو/حزيران الماضي، وقفا لإطلاق النار بين تل أبيب وطهران وسط إعلان كل من إسرائيل وإيران انتصارها بـ"حرب الـ12 يوما".

وتابعت الصحيفة: "رأينا ذلك أيضًا في ردّ ترامب على ردّ حماس على اقتراحه لوقف إطلاق النار، حيث ردّت الحركة بـ"نعم" مع الكثير من الكلمات الناقصة وعلامات الاستفهام، لكن بالنسبة للرئيس، كان ذلك كافيًا للقول إنهم وافقوا على الخطة والمضي قدمًا فيها، مما أثار دهشة إسرائيل، التي اضطرت إلى الانصياع".

وقالت: "وقعت حادثة مماثلة في الصدمة التي أصابت إسرائيل عندما علمت أن مبعوث ترامب، آدم بوهلر، قد التقى سرًا بأعضاء من حماس - على عكس السياسة الأمريكية والإسرائيلية على حد سواء".

وتابعت: "وشهدنا ذلك أيضًا في محادثات شرم الشيخ، عندما التقى (المبعوثان الأمريكيان ستيف) ويتكوف و(جاريد) كوشنر بـ(القيادي بحماس) خليل الحية، وصافحاه، بل وشاركا في تقديم التعازي في مقتل ابنه - في هجوم إسرائيلي على الدوحة"، في 9 سبتمبر/أيلول الماضي.

وفي 10 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل حيز التنفيذ، استنادا لخطة ترامب التي تقوم إلى جانب إنهاء الحرب، على انسحاب متدرج للجيش الإسرائيلي، وإطلاق متبادل للأسرى، ودخول فوري للمساعدات إلى القطاع.

وأنهى هذا الاتفاق، حرب إبادة جماعية ارتكبتها إسرائيل في 8 أكتوبر 2023 واستمرت لعامين، وأسفرت عن مقتل 68 ألفا و216 فلسطينيا، وإصابة 170 ألفا و361 آخرين.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.