منظمات أممية تحذر من عواقب وخيمة لهجوم إسرائيل المحتمل على غزة
سينعكس على المدنيين الذين يواجهون التجويع إذ تتفاقم سريعا مستويات سوء التغذية الحاد، وفق بيان مشترك للفاو واليونيسيف وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحية العالمية..

Gazze
إسطنبول / الأناضول
حذرت منظمات أممية، الجمعة، من عواقب وخيمة للهجوم الإسرائيلي المحتمل على مدينة غزة من شأنها أن تضاعف معاناة الفلسطينيين المجوعين خاصة المرضى منهم الذين لن يتمكنوا من الإخلاء إلى جنوب القطاع، فضلا عن الأطفال وذوي الإعاقة.
جاء ذلك في بيان مشترك صدر عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الصحة العالمية، عقب تقرير أممي أكد انتشار المجاعة في محافظة غزة.
وأكدت تلك المنظمات على "الحاجة الماسة إلى الاستجابة الإنسانية الفورية والشاملة بغزة، مع تصاعد الوفيات المرتبطة بالجوع والتفاقم السريع لمستويات سوء التغذية الحاد".
وأوضحت أن تلك المؤشرات تتزامن مع انخفاض حاد في استهلاك الغذاء حيث يقضي مئات آلاف الفلسطينيين أياما دون تناول الطعام.
وأعربت المنظمات عن قلقها البالغ إزاء "خطر شن هجوم عسكري مكثف على مدينة غزة، وأي تصعيد في الصراع، وذلك لما له من عواقب وخيمة على المدنيين في المناطق التي تعاني بالفعل من المجاعة".
وأضافت: "قد لا يتمكن الكثير من الناس، وخاصة الأطفال المرضى الذين يعانون من سوء التغذية، وكبار السن، وذوي الإعاقة، من الإخلاء".
وفي وقت سابق الجمعة، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إنه صادق على خطط الجيش لاحتلال مدينة غزة، التي تتضمن إطلاق نار كثيف وتهجير الفلسطينيين، وهدد بتحويل المدينة إلى مصير مشابه لرفح وبيت حانون اللتين سُويتَا بالأرض.
وشددت المنظمات في البيان المشترك على "ضرورة وقف المجاعة بغزة مهما كلف الأمر"، معتبرة "الوقف الفوري لإطلاق النار وإنهاء الصراع أمرا بالغ الأهمية لإتاحة استجابة إنسانية واسعة النطاق دون عوائق، بما يُسهم في إنقاذ الأرواح".
وجددت المنظمات تأكيدها أن السياسات الإسرائيلية منذ بدء حرب الإبادة الجماعية دفعت المدنيين بغزة "إلى حافة المجاعة".
وقالت بهذا الصدد: "قرابة عامين من الصراع والنزوح المتكرر والقيود الشديدة على وصول المساعدات الإنسانية، والانقطاعات المتكررة ومعيقات الحصول على الغذاء والماء والمساعدات الطبية ودعم الزراعة والثروة الحيوانية ومصائد الأسماك، وانهيار أنظمة الصحة والصرف الصحي والسوق، دفعت الناس إلى حافة المجاعة".
والجمعة، قال تقرير لمؤشر مقياس التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC): "تأكّدت المجاعة في محافظة غزة، ومن المتوقع أن تمتد إلى محافظتي دير البلح (وسط) وخان يونس (جنوب) بنهاية سبتمبر (أيلول المقبل)".
وسارعت إسرائيل إلى مهاجمة التقرير رغم اعتماده على معطيات وحقائق، زاعمة أنه استند إلى شهادات "هاتفية".
ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي تهربت إسرائيل من مواصلة تنفيذ اتفاق مع حركة "حماس" لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى، وأغلقت معابر غزة أمام شاحنات مساعدات مكدسة على الحدود.
ورغم تكدس شاحنات المساعدات على مداخل قطاع غزة، تواصل إسرائيل منع دخولها أو تتحكم بتوزيعها خارج إشراف الأمم المتحدة وبكميات شحيحة جدا "لا تعد نقطة في محيط" وفق تقارير أممية ودولية.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 62 ألفا و192 قتيلا، و157 ألفا و114 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 271 شخصا، بينهم 112 طفلا.