دولي, الدول العربية, مصر, فلسطين, قطاع غزة

مصر: مستعدون للبناء على رؤية ترامب لإنهاء الحرب في غزة

وفق كلمة ألقاها وزير الخارجية بدر عبد العاطي أمام الجمعية العام للأمم المتحدة

Hussien Elkabany  | 27.09.2025 - محدث : 28.09.2025
مصر: مستعدون للبناء على رؤية ترامب لإنهاء الحرب في غزة

Al Qahirah

القاهرة/ الأناضول

أكدت مصر، السبت، استعدادها للبناء على رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لإنهاء الحرب على غزة وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في القطاع.

جاء ذلك في كلمة ألقاها وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حذّر فيها من أن الوضع في الشرق الأوسط على شفير الانفجار"، وأنه "لا يمكن أن تنعم إسرائيل بالأمن ما لم تنعم به دول المنطقة".

** الموقف من مبادرة ترامب

في كلمته، أعرب عبد العاطي، عن "الامتنان والتقدير لما أعلنه ترامب، من التزام واستعداد للعمل مع قادة المنطقة لإنهاء الحرب في غزة وفقا لرؤية متكاملة تحقن الدماء وتضمن الأمن للجميع وتستعيد أسس بناء الثقة المفقودة".

في إشارة إلى اجتماع ترامب، الثلاثاء الماضي، بعدد من قادة دول عربية وإسلامية، بينهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس وزراء مصر مصطفى مدبولي.

وقال عبد العاطي: "مصر تبدي كل الاستعداد وكامل الالتزام للبناء على رؤية الرئيس ترامب لاستعادة الاستقرار وإنهاء الحرب وفتح الآفاق للسلام، وإطلاق سراح الرهائن والأسرى وتضميد جراح اليتامى والأسرى والجرحى والجوعى، لوضع غطرسة القوة جانبا ورفع رايات العمران والأمل في الغد".

وحذّر من أن "الوضع في الشرق الأوسط على شفير الانفجار"، لافتا إلى أنه "لا يمكن أن تنعم إسرائيل بالأمن ما لم تنعم به دول المنطقة".

وشدد على أن بلاده "لن تشارك في نكبة جديدة للفلسطينيين"، كما أكد أنها "ترفض أي سيناريوهات للتهجير القسري" للفلسطينيين.

** الوضع بغزة

وبشأن الحرب الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة، أشار عبد العاطي، إلى أن "النظام الدولي متعدد الأطراف في حالة سيولة غير مسبوقة وآلياته تتداعى وتتآكل مصداقيته".

وأوضح أن ذلك يحدث "بفعل الجرائم التي ترتكب تحت مرأى ومسمع المجتمع الدولي، الذي يكتفي بدور المتفرج إزاء ما يحدث من انتهاكات ممنهجة للقانون الدولي قوّضت شرعية المنظومة الدولية في ظل ما نشهده من ازدواجية المعايير والكيل بأكثر من مكيال في الشرق الأوسط".

وأضاف عبد العاطي: "يقف الشرق الأوسط على شفير الانفجار إذ تغيب كل مقومات السلم والأمن والاستقرار، فلا يوجد احترام يذكر للشرعية الدولية".

وتابع: "يقع أشقاؤنا الفلسطينيون ضحية أبشع الممارسات الإسرائيلية الممثلة في حرب ضروس على مدنيين عزّل لذنب لم يقترفوه، مدفوعة بأيدلوجية متطرفة لا ترى سوى القتل والدمار والتجويع الممنهج وخطاب مسموم للتحريض على العنف والكراهية".

وأردف عبد العاطي: "امتدت أيادي العدوان في سكرة من القوة وانعدام المساءلة على دول المنطقة الواحدة تلو الأخرى، وآخر حلقاته العدوان الغادر على قطر الشقيقة"، في 9 سبتمبر الجاري أثناء اجتماع فريق التفاوض الفلسطيني بالعاصمة الدوحة.

وأضاف: "بعد عامين من العدوان الغاشم على غزة أضحت أسس السلام الذي استغرق نسجه أكثر من 45 عاماً في مهب الريح".

وأوضح عبد العاطي أن "مصر كرست منذ اندلاع الأزمة كافة جهودها للتوصل لوقف إطلاق نار مستدام في قطاع غزة ، بالاشتراك مع قطر والولايات المتحدة ، واستئناف إدخال المساعدات دون عوائق لمواجهة المجاعة الحالية التي هي من صنع إسرائيل".

وشدد على أن "استمرار الاحتلال والإبادة الجماعية، وتغييب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها تجسيد دولة فلسطين المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية يُفرغ أي حديث عن الأمن أو السلام في المنطقة من مضمونه".

وفي هذا السياق حذّر الوزير المصري من "استمرار السياسات القمعية والممارسات الإسرائيلية في غلق الباب أمام آمال شعوب المنطقة في التعايش السلمي والتعاون الإقليمي".

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل إبادة جماعية بغزة بدعم أمريكي، خلفت 65 ألفا و926 قتيلا و167 ألفا و783 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 442 فلسطينيا بينهم 147 طفلا.

** سد النهضة

وبشأن أزمة الملء والتشغيل لسد النهضة بين القاهرة وأديس أبابا، أشار وزير خارجية مصر إلى أن "إثيوبيا اتخذت إجراءات أحادية بشأن سدّها".

وقال عبد العاطي: "مستعدون للاحتكام للقضاء واتباع الآليات القانونية بهذا الشأن ولن نتهاون إزاء حقوقنا".

وفي 9 سبتمبر/ أيلول الجاري، افتتح رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، سد "النهضة" بعد نحو 14 عاما من التشييد والخلافات مع مصر والسودان بسبب الملء والتشغيل، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء الإثيوبية.

وقبل نذلك بنحو أسبوع، أكدت القاهرة والخرطوم، في بيان مشترك، أن سد النهضة الذي شيدته أديس أبابا على مدار أكثر من عقد من الزمن يمثل "تهديدا" لهما.

وفيما تطالب القاهرة والخرطوم بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي قانوني ملزم، بشأن الملء والتشغيل، تعتبر إثيوبيا أن الأمر لا يستلزم توقيع اتفاق، وتقول إنها لا تعتزم الإضرار بمصالح أي دولة أخرى.

** قضايا المنطقة

وبشأن قضايا المنطقة، أكد وزير خارجية مصر، الأهمية البالغة لدعم السودان والحفاظ على مؤسساته"

كذلك أكد دعم ليبيا ومؤسساتها الوطنية وضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن في أقرب وقت ممكن، وأهمية خروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب من هناك.

كما شدد على "ضرورة حل الأزمة اليمنية وفقاً للمرجعيات الدولية وصون حرية الملاحة والحفاظ على أمن البحر الأحمر شريان التجارة الدولية".

ولفت عبد العاطي، إلى أن بلاده أكثر الأطراف المتضررة من هذا التصعيد حيث خسرت أكثر من 9 مليار دولار من عوائد قناة السويس نتيجة اضطراب حركة التجارة الدولية عبر البحر الأحمر منذ اندلاع الحرب بغزة.

وأضاف أنه "في ظل هذه الأزمات الإقليمية المركبة، تقوم مصر بدور إنساني بارز من خلال استضافة أكثر من عشرة ملايين مهاجر ولاجئ، وتوفير بيئة تحترم حقوقهم وكرامتهم، وتضمن حصولهم على الخدمات الأساسية دون تمييز".

وقال: "رغم الأعباء المتزايدة التي تفوق قدرتنا، خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية الإقليمية والعالمية، تواصل مصر التزامها الأخلاقي والإنساني تجاههم".

ودعا الوزير المصري، إلى "ضرورة تفعيل مبدأ تقاسم الأعباء والمسؤوليات وتقديم المجتمع الدولي دعم أكبر وتمويل مستدام لضمان استمرار تقديم الخدمات للاجئين والمجتمعات المضيفة".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.