لإيصال صوتهم للعالم.. فرقة بغزة تحيي أغان تراثية رغم الإبادة
وسط خيام النزوح في خان يونس يحاول فنانون فلسطينيون بعزف أغان تراثية إحياء صوت الأمل والتشبث بالهوية رغم الحصار والإبادة الإسرائيلية

Gazze
غزة/ الأناضول
رغم الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل منذ عامين في قطاع غزة، تسعى فرقة فنية فلسطينية إلى إيصال رسالة إنسانية إلى العالم عبر الغناء وإحياء الأغاني التراثية التي تجسد الصمود والحنين إلى الوطن لإبراز معاناتهم.
في أحد مخيمات النزوح بمدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، يجلس 3 شبان فلسطينيين بين خيام النازحين، يحمل كل منهم آلته الموسيقية البسيطة؛ العود والغيتار والقصبة الهوائية، ليعزفوا أنغاما حزينة ترافق كلمات أغنية "ترويدة الشمالي" التي تعود إلى التراث البدوي القديم.
وتعد هذه الأغنية من الأهازيج الشعبية التي كانت تغنى في المناسبات والرحلات الصحراوية، وتحمل في معانيها مشاعر الفقد والحنين إلى الأهل والديار.
ووفق مصور الأناضول، حاول الفنان الفلسطيني أحمد أبو عمشة وفرقته، من خلال هذه الأغنية، إيصال أصواتهم ورسالتهم الإنسانية إلى العالم، مؤكدين أن الفن في غزة باقٍ رغم الدمار والحصار.
ونظرا لضيق المساحة وعدم توفر المعدات والإمكانيات بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر منذ عامين اضطر الفنانون إلى تسجيل عروضهم الموسيقية عبر الهواتف المحمولة في خان يونس.
وتتخلل الأغنية لقطات مصورة تظهر قصف إسرائيل للأبراج والمباني السكنية بمدينة غزة، التي تسعى تل أبيب إلى احتلالها وتهجير أهلها، في محاولة لدمج التراث الفلسطيني مع مشاهد الواقع الأليم الذي يعيشه السكان يوميا من دمار ونزوح ومجازر.
وتحمل كلمات أغنية "ترويدة الشمالي" معاني الحنين والوفاء، إذ يناجي المغني ريح الشمال أن تحمل أشواقه إلى دياره البعيدة وأحبته الغائبين، ويعبر عن شوقه للوطن الذي حال دونه الاحتلال والحصار.
وحسب ما نشرته "مجلة الموسيقى العربية" التابعة للمجمع العربي للموسيقى بجامعة الدول العربية، فإن من أبرز التراويد التي انتشرت في الآونة الأخيرة "شمالي"، التي وصفت بأنها تعود لرسالة مشفرة من أمهات الأسرى.
وتوضح المجلة أن الترويدة، تقوم على قلب الحرف الأخير من كل كلمة وإضافة حرف اللام في نهايتها، وهي طريقة لغوية ابتكرها الفلسطينيون خلال فترة "الاستعمار البريطاني"، حين كان أهالي الأسرى يرددونها لتبشير المعتقلين بقرب حريتهم دون أن يفهمها الجنود البريطانيون.
من كلمات الأغنية:
"شمالي لالي يا هوالي لديرة شمالي لالي يا رويللووو (شمالي يا هوا الديرة شمالي)
ع لالي للبواب هولولم تفتح شمالي يا رويللووو (على اللي بوابهم تفتح شمالي)
وأنا الليلة لبعث مع الريح الشمالي لالي يا رويللووو (وأنا الليلة لبعث مع الريح الشمالي)
يا صليلار ويدور ليللي على لحبيليلابا يا رويللووو (يوصل ويدور على الأحباب)".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة، خلّفت 67 ألفا و139 قتيلا، و169 ألفا و583 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 459 فلسطينيا بينهم 154 طفلا.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.