كرم الجمل.. شاب فلسطيني ضحية جديدة لتجويع غزة
كرم نزح من مدينة رفح جنوبي القطاع إلى وسطه، وفارق الحياة بعد معاناة مريرة مع الجوع وسط المجاعة المتفاقمة التي تسبب بها الحصار الإسرائيلي

Gazze
غزة / الأناضول
توفي الشاب الفلسطيني كرم خالد الجمل في قطاع غزة، نتيجة مضاعفات سوء التغذية الناجمة عن سياسة التجويع الإسرائيلية، بعد عجز عائلته عن توفير نظامه الغذائي العلاجي وسط المجاعة المتفاقمة.
وقال مصدر طبي في مستشفى شهداء الأقصى وسط غزة، للأناضول، إن الجمل أُدخل إلى المستشفى في حالة حرجة بعد معاناته من تدهور حاد في سوء التغذية.
وأشار إلى أن الجمل (26 عاما) كان بحاجة إلى رعاية غذائية خاصة لم تكن متوفرة في ظل الأزمة الحالية بقطاع غزة.
كرم، الذي كان يُعاني منذ طفولته من ضمور عضلي وشلل شبه نصفي، نزح مع عائلته من مدينة رفح جنوبي غزة إلى مخيم النصيرات وسط القطاع، بعد اشتداد القصف الإسرائيلي على مناطقهم.
هناك، بدأت معاناته تتفاقم بصمت، بعيدا عن صخب الحرب.
فقد كان بحاجة إلى نظام غذائي خاص قائم على الفواكه المطحونة، جراء وضعه الصحي الذي جعل جسده غير قادر على هضم الطعام بصورته الطبيعية.
وعن معاناته، قال عمه محمد الجمل: "كرم عاش 26 سنة على نظام غذائي خاص يعتمد على الفواكه المطحونة، وكنا نوفر له كل شيء رغم مرضه، وكان بصحة مستقرة. لكن بعد النزوح والمجاعة، لم نعد قادرين على تأمين حتى أبسط احتياجاته الغذائية".
وأضاف للأناضول: "كل شيء اختفى.. لا فواكه، لا كهرباء لتشغيل الخلاط، لا طعام يمكنه هضمه. اضطررنا لتغيير نظامه الغذائي، فبدأ جسده ينهار يوما بعد يوم. شاهدناه يتألم أمام أعيننا ونحن عاجزون".
نقل كرم بداية إلى مستشفى العودة في مخيم النصيرات وسط القطاع، ثم حول إلى مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح، حيث فارق الحياة بعد أيام من المعاناة، وسط نقص حاد في الإمكانيات والأدوية والمغذيات العلاجية.
** وفاة كرم ليست حالة معزولة
وفق ما أفادت به وزارة الصحة في غزة أمس الأربعاء، ارتفع عدد وفيات المجاعة وسوء التغذية إلى 154 فلسطينيا، بينهم 89 طفلا، منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وتشير التقديرات إلى أن مئات الحالات الأخرى مهددة بالمصير ذاته في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي.
والأسبوع الماضي، حذر برنامج الأغذية العالمي من أن "ثلث سكان غزة لم يأكلوا منذ عدة أيام"، واصفا الوضع الإنساني في القطاع بـ"غير المسبوق في مستويات الجوع واليأس".
وعلى الرغم من تكدس شاحنات المساعدات على مداخل غزة، تواصل إسرائيل منع دخولها أو التحكم في توزيعها خارج إشراف الأمم المتحدة.
وفي كثير من الحالات، أطلقت القوات الإسرائيلية النار على المدنيين المتجمعين للحصول على الغذاء، ما أدى إلى مقتل ألف و330 فلسطينيا وجرح أكثر من 8 آلاف و818 آخرين منذ 27 مايو/ أيار الماضي، وفق وزارة الصحة في القطاع اليوم الخميس.
وبدعم أمريكي تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 207 آلاف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.