الدول العربية, التقارير, فلسطين

قبل احتفالات الميلاد.. بيت لحم تنفض الغبار عن تحفها الخشبية (تقرير)

بعد عامين ثقيلين خيما على مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية بسبب حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، وما رافقها من شلل سياحي شبه كامل، يعود أصحاب متاجر التحف الخشبية إلى ترتيب رفوفهم استعدادا لموسم عيد الميلاد الذي طالما أنعش المدينة.

Qais Omar Darwesh Omar  | 27.11.2025 - محدث : 27.11.2025
قبل احتفالات الميلاد.. بيت لحم تنفض الغبار عن تحفها الخشبية (تقرير)

Ramallah

بيت لحم/ قيس أبو سمرة/ الأناضول

** في الشوارع القريبة من كنيسة المهد، يعيد أصحاب المتاجر ترتيب التحف المصنوعة من خشب الزيتون آملين بموسم جيد
- جاك جقمان، صاحب معمل للتحف: سنحتفل بالميلاد هذا العام في أجواء دينية هادئة، احتراماً لما يعيشه أهل غزة من مأساة
- ستافروس البدك، صاحب متجر: بيت لحم تعاني للسنة الثانية على التوالي من توقف الحركة السياحية بالكامل
- بيتر قنواتي، صاحب متجر: افتتحت المحل من جديد على أمل أن يعود السياح، لدينا طلبيات لكنها ليست كثيرة

بعد عامين ثقيلين خيما على مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية بسبب حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، وما رافقها من شلل سياحي شبه كامل، يعود أصحاب متاجر التحف الخشبية إلى ترتيب رفوفهم استعدادا لموسم عيد الميلاد الذي طالما أنعش المدينة.

وعلى امتداد شوارع المدينة القريبة من كنيسة المهد، يعيد أصحاب المتاجر ترتيب التحف الخشبية المصنوعة من خشب الزيتون، وتنظيف رفوفهم، على أمل أن يشهد الموسم الحالي حركة أفضل ولو بشكل محدود.

وتحتفل الطوائف المسيحية التي تعتمد التقويم الغربي بعيد الميلاد في قداس منتصف ليل 24-25 ديسمبر/ كانون الأول، فيما تحتفل الطوائف التي تتبع التقويم الشرقي في 7 يناير/ كانون الثاني.

ومنذ عامين، تأثرت الضفة الغربية والقدس المحتلة بحالة توتر أمني رافقت حرب الإبادة على قطاع غزة التي بدأت في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 واستمرت لمدة عامين، ما أدى لتوقف شبه كامل للحركة السياحية.

وخلال العامين الماضيين، قتلت إسرائيل في غزة أكثر من 69 ألف فلسطيني وأصابت ما يزيد على 170 ألفا، فيما قتل الجيش الإسرائيلي والمستوطنون بالضفة الغربية ما لا يقل عن 1082 فلسطينيا، وأصابوا نحو 11 ألفا، إلى جانب اعتقال أكثر من 20 ألفا و500 آخرين.

ويأمل أصحاب المتاجر أن يستمر الهدوء النسبي في المدينة، لتستعيد بيت لحم دورها كمقصد للحجاج والزوار خلال موسم الأعياد، رغم ما يصفونه بأنه “هدوء هش” ما يزال مرهونا بما يجري في غزة.

وتعد بيت لحم مسقط رأس السيد المسيح، ومركزاً روحياً وسياحياً يقصده الحجاج من مختلف أنحاء العالم، وتشتهر بتحفها الدينية والتراثية المصنوعة من خشب الزيتون.

ويحج المسيحيون من كافة أرجاء العالم إلى بيت لحم، أواخر ديسمبر/ كانون الأول من كل عام، احتفالا بعيد الميلاد، ويزورون كنيسة المهد، ويحرصون على اقتناء التحف المصنوعة من شجر الزيتون.

وبيت لحم مدينة تاريخية، تقع في جنوبي الضفة وتكتسب قدسيتها من وجود "كنيسة المهد" التي أقيمت فوق مغارة، يُعتقد أن السيدة مريم بنت عمران، عليها السلام، وضعت طفلها المسيح عيسى عليه السلام فيها.

**موسم أفضل

يقول جاك جقمان، صاحب معمل للتحف ومحل لبيعها في شارع مغارة الحليب بالمدينة، للأناضول، إن الحركة السياحية ما تزال شبه معدومة رغم الجهود المبذولة استعدادا لموسم الميلاد.

ويضيف: "كل عام نستعد لموسم عيد الميلاد، ونأمل أن يكون هذا العام أفضل قليلاً. يتحدثون عن تحسن بسيط، وعن بعض الزوار المحليين، لكن لا يوجد سياح حقيقيون كما كان سابقاً”.

ويشير جقمان إلى أن الأوضاع السياسية لا تزال غير مستقرة، ويتابع: "قد يقل القصف في غزة لكنه لم يتوقف، والوضع هش".

ويلفت إلى أنه منذ عامين يعملون بطاقة إنتاجية منخفضة جداً، وأنهم اضطروا للاستغناء عن عدد من العمال المهرة.

ومع ذلك، يعمل جقمان وما تبقى لديه من عمال على نفض الغبار عن المحل ومنتجاته، ويضيف: "سنحتفل بالميلاد هذا العام بأجواء دينية هادئة، احتراماً لما يعيشه أهل غزة من مأساة".

ولا يزال الفلسطينيون في قطاع غزة يعانون من أوضاع إنسانية وصحية وبيئية كارثية رغم دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، في ظل استمرار الخروقات الإسرائيلية من قصف وإطلاق نار وإغلاق للمعابر.

والسبت، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن الجيش الإسرائيلي قتل 342 فلسطينيا، جراء 497 خرقا لاتفاق وقف إطلاق النار منذ دخوله حيز التنفيذ.

** قطاع منهار

ويقول ستافروس البدك، صاحب متجر ودليل سياحي، إن بيت لحم "تعاني للسنة الثانية على التوالي من توقف الحركة السياحية بالكامل"، موضحا أن فترة الإبادة جاءت بعد عامين من إغلاق سابق بسبب جائحة كورونا.

ويتابع: “منذ عامين بلا دخل تقريباً. نتمنى عودة الحجاج والسياح مع وقف إطلاق النار واستقرار الوضع، خاصة في فترة عيد الميلاد التي كانت دائماً ذروة عملنا”.

أما بيتر قنواتي، صاحب أحد متاجر بيت لحم، فيوضح أن اعتماد المدينة شبه الكامل على السياحة جعل الضربة الاقتصادية "أشد قسوة".

ويقول: “قطاع التحف والمشاغل يعتمد على السياحة بنسبة تزيد عن 90 بالمئة، ومع توقف الزوار أغلقت معظم المصانع والمحلات. بعض الورش الصغيرة فقط تعمل لإرسال طلبيات إلى الخارج”.

ويضيف: “الناس تضررت بشدة، الوضع وصل إلى ما تحت الصفر. افتتحت المحل من جديد على أمل أن يعود السياح. لدينا بعض الطلبيات لكنها ليست كثيرة”.

ويتفق أصحاب المتاجر في المدينة على أن استمرار وقف إطلاق النار وعودة الهدوء يشكلان أملاً بعودة تدريجية للحياة في المدينة.

ويؤكدون أن بيت لحم “لن تستعيد عافيتها إلا إذا عاد الحجاج والسياح إلى شوارعها وكنائسها”.​​​​​​​

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın