رغم معاناة غزة.. طلاب فلسطينيون يسطرون النجاح بالمغرب (تقرير)
وناقش هؤلاء الطلاب رسائل التخرج في كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية التابعة لجامعة الحسن الثاني، وفق مراسل الأناضول.

Rabat
الرباط / الأناضول
ـ 5 طلاب من غزة نالوا درجة الماجستير في جامعة الحسن الثاني بمدينة الدار البيضاء رغم ما يصلهم من أخبار بشأن الإبادة الإسرائيلية بحق ذويهم داخل القطاع- الطالب مجد رمضان: الظروف بغزة صعبة جدا حتى قبل التحاقي بالجامعة عام 2019
- الطالب يوسف الشراب: رغم الفرح بهذا التخرج فإن الحرب الوحشية بغزة تشغلنا
- عميدة الكلية فاطمة الزهراء: هذا حدث خاص وتتويج لجهود الطلبة الفلسطينيين من غزة
كمن يشعل شمعة وسط ظلام دامس، حقق 5 طلاب فلسطينيين من غزة درجة الماجستير في جامعة الحسن الثاني بمدينة الدار البيضاء غربي المغرب، رغم ما يصلهم من أخبار بشأن الإبادة الإسرائيلية بحق ذويهم داخل القطاع.
وناقش هؤلاء الطلاب رسائل التخرج في كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية التابعة لجامعة الحسن الثاني، وفق مراسل الأناضول.
وفي تصريحات للأناضول، أعرب طالبان منهم عن قلقهما من الظروف الصعبة التي يمر بها ذووهما جراء الإبادة الإسرائيلية، مشيرين إلى أن الأمل ما زال يحدوهما لتحقيق مزيد من النجاح.
ويتابع نحو 276 طالبا فلسطينيا دراستهم بالكليات والمدارس العليا في المغرب، وفق إحصاءات رسمية.
وفي 22 يناير/ كانون الثاني الماضي، أعلنت وزارة التعليم بغزة في بيان، أن 95 بالمئة من المباني المدرسية والتعليمية تعرضت لأضرار مختلفة، فيما خرجت 85 بالمئة منها عن الخدمة نتيجة تدميرها كليا أو جزئيا خلال أشهر الإبادة الإسرائيلية.
** الإبادة الإسرائيلية تشغلنا
وقال مجد رمضان، أحد هؤلاء الطلاب، إنه تمكن بعد مثابرة وجهود كبيرة من إتمام دراسته وصولا إلى التخرج، لكن قطار التفاؤل عنده لم يتوقف، بل يحدوه أمل كبير لإكمال مسيرته ونيل درجة الدكتوراه.
رمضان الذي وصل إلى المغرب عام 2019، ذكر أن "الظروف صعبة جدا بغزة، حتى قبل الالتحاق بالجامعة المغربية، خاصة أنها محاصرة (من إسرائيل) منذ أكثر من 17 سنة".
وتابع للأناضول: "حاولنا بحسب الإمكانات الموجودة والمتوفرة لدينا استكمال الدراسة بالمغرب".
أما الطالب الفلسطيني يوسف الشراب، فقال إنه "رغم الفرحة بهذا التخرج، فإن الحرب الوحشية بغزة التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي بحق أهلنا هناك تشغلنا".
وأعرب في حديث للأناضول عن أمنياته "بالفرج للفلسطينيين بغزة، الذين لا يزالون يعانون جراء الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي".
وتتواصل في المغرب مظاهرات حاشدة تضامنا مع قطاع غزة، وتنديدا بالإبادة الإسرائيلية، حيث يطالب المشاركون فيها بفتح المعابر وإنهاء الحصار الذي تفرضه تل أبيب على القطاع.
** حدث خاص
عميدة كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالجامعة فاطمة الزهراء علمي، وصفت هذا التخرج بالحدث الاستثنائي، مضيفة أنه "تتويج لجهود الطلبة من قطاع غزة".
وقالت في تصريحات صحفية: "تم تتبع مسارهم الدراسي عن كثب، إلى جانب الجهود التي بذلوها رغم أوضاعهم الصعبة" جراء تعرض ذويهم بغزة للإبادة الإسرائيلية.
ولفتت إلى أن هؤلاء الطلاب "تمكنوا من اجتياز هذه العوائق، وحصلوا على دبلوم في الدراسات العليا حول الترافع الدبلوماسي والقانون الدولي".
ويعبر هذا التخرج، وفق عميدة الكلية، عن "مدى انفتاح الجامعات المغربية، وروح التضامن التي تعرفها مؤسسات الجامعية المغربية".
وفي يناير 2024، أعلن المغرب تقديم 100 منحة للطلاب الفلسطينيين، بعضهم من قطاع غزة، للدراسة بالجامعات والمعاهد العليا بمختلف مناطق المملكة.
وذكرت الخارجية المغربية في بيان حينها، أن "العاهل المغربي محمد السادس، رئيس لجنة القدس (تابعة لمنظمة التعاون الإسلامي)، أعطى تعليماته بتخصيص منح إضافية لفائدة الطلبة الفلسطينيين، وذلك في إطار منح الوكالة المغربية للتعاون الدولي (حكومية)".
وأشار البيان إلى أن "الطلبة الفلسطينيين المنحدرين من قطاع غزة، بالجامعات والمعاهد العليا بمختلف مناطق المملكة، سيستفيدون من هذه المنح التي يناهز عددها المئة".
وخلال حرب الإبادة المستمرة، دمرت إسرائيل بشكل كلي 156 مدرسة وجامعة ومؤسسة تعليمية، فيما تضررت 382 أخرى جزئيا، وفق أحدث معطيات صادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة.
كما أسفرت الهجمات عن مقتل أكثر من 173 عالما وأكاديميا وباحثا، وفق المصدر نفسه.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 207 آلاف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.