رائد صلاح يعتبر التحريض على هدم قبر القسام محاولة لاقتلاع جذور الفلسطينيين
في تصريحات للأناضول تعقيبا على مطالبة الوزير الإسرائيلي المتطرف بن غفير بهدم قبر "عز الدين القسام" الموجود في بلدة نيشر قرب حيفا

Istanbul
رام الله/ الأناضول
قال الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية (المحظورة في إسرائيل)، إن التحريض الإسرائيلي على هدم قبر "عز الدين القسام" يعد محاولة لاقتلاع جذور الفلسطينيين من أرضهم، مؤكدا عزمهم منع الاعتداء على القبر.
ويأتي ذلك تعقيبا على مطالبة وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، خلال جلسة استماع بلجنة الداخلية بالكنيست (البرلمان) في 12 أغسطس/ آب الجاري، بهدم قبر "القسام"، أحد كبار قادة الكفاح المسلح ضد الاحتلال البريطاني في فلسطين، الموجود في بلدة نيشر قضاء حيفا (شمال).
وفي تصريحات للأناضول، السبت، قال الشيخ صلاح: "هناك أصوات محرضة وحاقدة، تطالب بالاعتداء على المقبرة، وتطالب بشكل خاص بالاعتداء على قبر عز الدين القسام، الشاهد التاريخي في مسيرة الشعب الفلسطيني".
وأكد أن المقبرة "موقع مقدس يحفظ تاريخنا وجذورنا وهويتنا وانتماءنا" إلى أرض فلسطين.
وأوضح الشيخ صلاح، الذي تحدث من داخل المقبرة: "نحن هنا لنحافظ على نظافة المقبرة كما فعلنا لعشرات السنوات، لنؤكد أننا مع المقبرة كالروح والجسد، حاضرا ومستقبلا".
وأضاف: "المقبرة ليست مجرد حجارة وعظام موتى، بل موقع مقدس يؤكد جذور وجودنا، فلسنا غرباء على هذه الأرض".
وقبر "القسام" موجود منذ 1935 في مقبرة بلدة الشيخ (الاسم التاريخي للمنطقة) المعروفة اليوم باسم مقبرة نيشر، بقضاء حيفا.
وقال الشيخ صلاح، إن "من يحاول هدم قبرا من قبورنا، يحاول اقتلاع جذر من جذورنا من هذه الأرض، وهذا ما لا نرضاه أبدا، وسنحافظ على المقبرة، للمحافظة على شرعية وجودنا ومستقبلنا".
وشدد على وقوف الفلسطينيين "في وجه كل عابث يريد تحويل المقبرة إلى متنزه أو يشق فيها شارعا"، قائلا: "هذه مقدساتنا، وعلينا المحافظة على كرامة أمواتنا".
وأكد الشيخ صلاح: "لن ننتظر وقوع اعتداء على المقبرة، وسنمنع الاعتداء قبل وقوعه".
وفي الآونة الأخيرة، تعالت أصوات يمينية إسرائيلية متطرفة تطالب بهدم المقبرة وتحويلها إلى منطقة تجارية.
وبدأ ذلك حينما طلب رئيس بلدية نيشر، روعي ليفي، من الوزير بن غفير، إصدار مذكرة هدم للمقبرة، الأمر الذي شجّع الأخير على المضيّ في دعواته العنصرية، ما استدعى تحرّك المواطنين العرب في الداخل الفلسطيني للنفير إلى المقبرة من أجل حمايتها.
وفي جلسة استماع بلجنة الداخلية بالكنيست، وجه بن غفير حديثه لرئيس بلدية نيشر قائلا: "أصدِر أمرا بهدم قبر عز الدين القسام، وستتولى الشرطة تنفيذ الهدم وتأمينه"، وفق ما نشرت قناة "الكنيست" على منصة شركة "إكس" الأمريكية.
وأردف قائلا: "لا يمكن للإرهابيين أن يرتاحوا حتى في الموت"، وفق تعبيره.
وفي سياق الرد على التحريض الإسرائيلي ضد قبر "القسام"، دعت لجنة الأوقاف المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية داخل إسرائيل، إلى يومٍ تطوعي لتنظيف المقبرة والرباط فيها، اليوم السبت.
وفي كلمة له بالفعالية، اعتبر رئيس لجنة المتابعة العليا، محمد بركة، أن الدعوات التحريضية الإسرائيلية "ليست إلا امتدادًا لما يجري في غزة من حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني".
كما دعت اللجنة إلى استمرار الأعمال التطوعية في سائر المقدسات والأماكن التاريخية الإسلامية والمسيحية داخل إسرائيل "حفاظا على التاريخ الفلسطيني وحمايته من محاولات التهويد والهدم والاعتداءات الصهيونية المتكررة".
الدعوة لليوم التطوعي لتنظيف المقبرة لقيت استجابة واسعة من الفلسطينيين، وشهدت حضورا لافتا للنساء والأطفال.
الطفل رائد ربيع كريم، من كفر كنا، قال للأناضول: "جئت هنا من أجل تنظيف المقبرة، فهذا تاريخنا ولن يستطيع أحد أن يسلبه منا".
وتأتي هذه الدعوة تعبيرا عن استياء المواطنين العرب من السياسات العنصرية الممنهجة ضدهم وضد المقدسات الإسلامية والمسيحية في إسرائيل.
وهذه ليست المرة الأولى التي يوجه فيها مسؤولون إسرائيليون دعوات لهدم أو إزالة قبر عز الدين القسام.
وفي 6 أغسطس الجاري، جدد إسحاق كروزر، العضو بالكنيست عن حزب "القوة اليهودية" (يرأسه بن غفير) دعوته إلى إزالة قبر القسام.
وقال كروزر، في تصريحات للقناة 14 العبرية، إن "لجنة الداخلية في الكنيست ستناقش الأسبوع المقبل نقل القبر من بلدة نيشر".
النائب اليميني المتطرف، الذي زار موقع القبر في يوليو/تموز الماضي ودعا لاتخاذ إجراءات فورية لإزالته، حرض قائلا إنه "لا ينبغي أن يكون القبر مزارا لمؤيدي الإرهاب" حسب تعبيره.
ويعد القسام (ولد في 1883 ببلدة جبلة بالساحل السوري) شخصية بارزة في التاريخ الإسلامي والفلسطيني، وعالما وداعية.
وقاد عز الدين القسام، حركة الكفاح المسلح ضد الاحتلالين الفرنسي والبريطاني في سوريا وفلسطين أوائل القرن العشرين.
وقتل عام 1935 في معركة مع القوات البريطانية قرب مدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، وكان لموته أثر كبير في اندلاع الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936.
وتيمنا باسمه وتكريما لسيرة نضاله ضد الاستعمار، أطلقت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في فلسطين، اسمه على جناحها العسكري ليصبح "كتائب الشهيد عز الدين القسام".
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.