الدول العربية, أخبار تحليلية, التقارير, مصر, إسرائيل

تكذيب وتحذير.. هجوم مصري على ادعاءات إسرائيل بشأن معبر رفح (تقرير إخباري)

- نفت القاهرة ادعاءات إسرائيلية عن تنسيق معها لفتح معبر رفح لخروج الفلسطينيين من غزة

Hussien Elkabany  | 04.12.2025 - محدث : 04.12.2025
تكذيب وتحذير.. هجوم مصري على ادعاءات إسرائيل بشأن معبر رفح (تقرير إخباري) أرشيفي

Al Qahirah

إسطنبول/ الأناضول

- نفت القاهرة ادعاءات إسرائيلية عن تنسيق معها لفتح معبر رفح لخروج الفلسطينيين من غزة
- غيرت إسرائيل روايتها بعد النفي المصري وادعت فتح المعبر قريبا بكلا الاتجاهين عند عودة جميع جثامين أسراها 
- تشدد مصر على رفض التهجير وتدعو لفتح المعبر لخروج الفلسطينيين وعودتهم كما نص اتفاق وقف إطلاق النار

واجهت مصر بهجوم حاد، الأربعاء، رواية إسرائيلية جديدة بشأن التنسيق معها لفتح معبر رفح باتجاه واحد لخروج الفلسطينيين من قطاع غزة، وحذرت القاهرة تل أبيب من المضي في مخططها لتهجير الفلسطينيين ووصفته بأنه "خط أحمر ولن تسمح به".

ومنذ مايو/ أيار 2024، تحتل إسرائيل الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي مع غزة، ودمرت مبانيه وأحرقتها، ومنعت الفلسطينيين من الخروج والعودة، ما أدخلهم خاصة المرضى، في أزمة إنسانية كبيرة.

وكان من المقرر إعادة فتح المعبر جنوبي قطاع غزة، من الجانب الفلسطيني في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار، غير أن تل أبيب لم تلتزم بذلك.

ويسعى ذلك الاتفاق، لإنهاء حرب الإبادة التي ارتكبتها إسرائيل بدعم أمريكي في غزة خلال عامين منذ 8 أكتوبر 2023، وأسفرت عن مقتل أكثر من 70 ألف قتيل ونحو 171 ألف جريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وألحقت دمارا طال 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية.

وأعاد سجال المعبر بين مصر وإسرائيل، توتر علاقات البلدين منذ اندلاع حرب الإبادة بغزة بشأن عدة ملفات، بينها رفض القاهرة احتلال إسرائيل لمحور فيلادلفيا والجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدوديين في 2024.

إضافة إلى تلويح تل أبيب المستمر بتعطيل اتفاقية للغاز مع القاهرة، ورفض مصر خطط إسرائيل لتهجير الفلسطينيين، وهي أبرز التوترات بين الطرفين منذ اتفاقية السلام الموقعة في 1979.

** تكذيب مصري

ونقلت هيئة الاستعلامات المصرية، الأربعاء عن مصدر مصري مسؤول، قوله: "ننفي ما تداولته بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية عن التنسيق لفتح معبر رفح خلال الأيام المقبلة لخروج الفلسطينيين من غزة"، وفق ما نقلته قناة "القاهرة الإخبارية".

وأضاف المصدر أنه "إذا تم التوافق على فتح المعبر فسيكون العبور منه في الاتجاهين للدخول والخروج طبقًا لما ورد في خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب" التي دخلت حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي بعد موافقة حماس وإسرائيل.

وجاء هذا التكذيب المصري بعدما أعلن مكتب "منسق أنشطة الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية"، في منشور الأربعاء على منصة شركة "إكس" الأمريكية أنه "بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، وبتوجيه من المستوى السياسي، سيفتح معبر رفح خلال الأيام المقبلة حصريا لخروج سكان قطاع غزة إلى مصر".

وأضاف أن "خروج السكان سيتم عبر معبر رفح بالتنسيق مع مصر، وبعد موافقة أمنية إسرائيلية، وتحت إشراف بعثة الاتحاد الأوروبي، على غرار الآلية التي عملت في يناير/ كانون الثاني 2025"، دون مزيد من التفاصيل حول الآلية.

** تخبط إسرائيلي

وأفادت مصادر مصرية لقناة "القاهرة الإخبارية" بأن "مصر تؤكد التزامها بمقررات اتفاق وقف إطلاق النار، بما فيها تشغيل معبر رفح في الاتجاهين، لاستقبال الجرحى والمصابين من غزة، وعودة الفلسطينيين إلى القطاع".

وأشارت إلى أن "عدم تشغيل معبر في الاتجاهين يخالف بشكل صريح خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".

وحذرت المصادر، من أن فتح معبر رفح في اتجاه واحد "يكرس عملية تهجير الفلسطينيين".

وحاولت الحكومة الإسرائيلية، الأربعاء، التراجع وتغيير روايتها الأولى وزعمت أن معبر رفح "سيفتح قريبا في كلا الاتجاهين" بعد استعادة جثامين جميع الأسرى الإسرائيليين من القطاع.

وفي مؤتمر صحفي، بثه إعلام عبري، قالت متحدثة الحكومة الإسرائيلية شوش بدروسيان الأربعاء: "قريبا جدا سيتم فتح معبر رفح أمام الراغبين في المغادرة إلى مصر، وسيتم تسهيل الخروج بالتنسيق مع مصر بعد موافقة أمنية من إسرائيل، وهي آلية مماثلة لتلك التي عُملت في يناير/ كانون الثاني 2025".

وأضافت بدروسيان: "سيُفتح المعبر في كلا الاتجاهين عند عودة جميع رهائننا (الأسرى) وفقًا للاتفاق الكامل، وهو ما نريده أن يحدث فورًا".

وتتحدث إسرائيل عن جثتين لأسيرين في غزة متبقيتين من الجثث الـ28، أحدهما إسرائيلي والآخر تايلندي، بينما أعلنت تسلمها رفات مفترضة لأحد أسراها من القطاع في وقت لاحق الأربعاء.

** خط أحمر

ووسط التخبط الإسرائيلي والتراجع بتصريحات عن فتح معبر رفح من الجانبين، واصلت القاهرة هجوما حادا ضد تل أبيب، أعاد التأكيد على أن فتح المعبر من الجانب الذي تسيطر عليه إسرائيل حاليا لإخراج الفلسطينيين فقط "إنما هو تهجير لن تقبل به مصر".

وفي مداخلة هاتفية مع برنامج "منتصف النهار"، المذاع عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، مساء الأربعاء، قال ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات بمصر (رسمية)، إن "التسريب عن خروج من الجانب الفلسطيني للمعبر للجانب المصري، هو محاولة لتحميل مصر الخطة الإسرائيلية بشأن التهجير المرفوضة والمدانة مبدئياً من مصر ودول العالم كله".

ولفت رشوان، إلى أن تلك الخطة تنفذها إسرائيل "إما بالضغط على الفلسطينيين للخروج قسراً أو لتدمير غزة لجعلها غير صالح للحياة فيخرجوا طوعًا".

وشدد على أن "التهجير سواء كان قسريا أو طوعيا فهو خط أحمر بالنسبة لمصر".

وأشار رشوان، إلى أن التمسك بحق الفلسطينيين للبقاء في غزة هو حق راسخ في القانون الدولي، مشددا على أن أي شيء مخالف لهذا يعتبر "جريمة حرب".

وأضاف: "خطة الرئيس ترامب قالت بشكل واضح في البند رقم 12 نصاً إنه لا يجبر أحد على مغادرة غزة، وسيكون لمن يرغب حرية المغادرة والعودة".

وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، أكد رشوان، في تصريحات أن بلاده لن تشارك في مؤامرات تهجير الفلسطينيين، داعيا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى فتح المعابر مع قطاع غزة لتسهيل عودة الفلسطينيين إلى أراضيهم التي احتلت عام 1948 وليس لخروجهم منها.

وجاء ذلك ردا على تصريحات نتنياهو حينها عن استعداده لفتح معبر رفح من الجانب الفلسطيني الخاضع لسيطرة إسرائيل بهدف إخراج الفلسطينيين.


الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın