تركة الأسد.. تلاميذ بإدلب يرتادون مدارس بلا أبواب أو نوافذ (تقرير)
مدير مدرسة معرشمارين عبدالله الرحال للأناضول: البنية التحتية المدمّرة في إدلب جعلت استمرار التعليم شبه مستحيل

İdlib
إدلب/ أحمد قره أحمد/ الأناضول
** مدير مدرسة معرشمارين عبدالله الرحال للأناضول:- البنية التحتية المدمّرة في إدلب جعلت استمرار التعليم شبه مستحيل
- نناشد الجهات الإنسانية والحكومية دعم المدارس لتأمين المستلزمات وحماية الأطفال من الأمراض
**عضو لجنة التنمية في القرية حسين الديري:
- ثلاث مدارس فقط بالقرية تعمل حاليًا بنظام الفترتين، بينما يتكدس الطلاب في صفوف بلا نوافذ أو أبواب أو تدفئة
**الطالبة سكينة أمين:
- أحمل بطانية معي كل يوم إلى المدرسة كل لا نجلس على الأرض مباشرة
يواجه طلاب في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، واقعًا قاسيًا داخل مدارس مدمّرة تفتقر إلى أدنى مقومات التعليم، إذ يضطرون إلى الجلوس على الأرض الباردة لتلقي دروسهم، في مشهد يعكس آثار الحرب التي استمرت أكثر من عقد، ويُبرز معاناة الأهالي والمعلمين مع اقتراب فصل الشتاء القارس.
قرية معرشمارين جنوب إدلب، إحدى المناطق التي لا تزال تعاني من تبعات الحرب وأعمال النهب والتخريب التي مارستها قوات نظام بشار الأسد المخلوع، إذ تحولت مدارسها إلى مبانٍ شبه خالية من المقاعد والأبواب والنوافذ، وانهارت جدرانها تحت وطأة القصف والإهمال.
ومع اقتراب البرد القارس، يحاول الأطفال متابعة تعليمهم وسط ظروف إنسانية بالغة الصعوبة، فيما يبذل المعلمون جهدًا مضاعفًا لمنع انقطاعهم عن الدراسة.
- لا مقاعد ولا سبورة
يقول مدير مدرسة معرشمارين عبدالله الرحال، إن العملية التعليمية استؤنفت في القرية، لكن البنية التحتية المدمّرة جعلت استمرار التعليم شبه مستحيل.
وأضاف الرحال في حديثه للأناضول: "قريتنا كانت من أولى القرى التي عاد إليها السكان بعد التحرير، لكننا اليوم نواجه تحديات هائلة. الطلاب يأتون إلى المدرسة ولا يجدون مقاعد، ولا سبورة، ولا حتى أبوابًا أو نوافذ".
وفي 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، بسطت فصائل سورية سيطرتها على البلاد، منهية 61 عاما من حكم حزب البعث الدموي، و53 سنة من سيطرة عائلة الأسد.
وأشار الرحال إلى أن غياب المرافق الأساسية مثل دورات المياه والتدفئة جعل أولياء الأمور يعيشون قلقًا دائمًا على صحة أبنائهم.
وتابع: "نناشد الجهات الإنسانية والحكومية دعم المدارس لتأمين مستلزمات التعليم الأساسية وحماية الأطفال من الأمراض. نحن ندرك حجم الأعباء، لكن صيانة المدارس أصبحت ضرورة عاجلة".
ولفت الرحال إلى أن مدارس ريف إدلب كانت قد تعرضت في عام 2019 لعمليات نهب وتخريب من قِبل قوات النظام المخلوع، ما أدى إلى فقدان أغلب تجهيزاتها.
- وضع مأساوي
من جهته، قال عضو لجنة التنمية في القرية حسين الديري إن وضع المدارس في المنطقة بالغ السوء، مشيرًا إلى أن معظم العائلات التي عادت إلى قريتها بعد الإطاحة بالنظام السابق وجدت منازلها ومدارسها مهدمة ومنهوبة.
وأضاف: "لدينا نحو 1300 عائلة عادت إلى القرية، ويبلغ عدد الطلاب المسجلين قرابة 1600، لكن المدارس الموجودة مدمّرة بالكامل. لا توجد بنية تحتية، ولا أثاث، ولا تجهيزات تعليمية".
وأوضح أن ثلاث مدارس فقط بالقرية تعمل حاليًا بنظام الفترتين الصباحية والمسائية، بينما يتكدس الطلاب في صفوف بلا نوافذ أو أبواب أو تدفئة.
وتابع: "الأطفال يتأثرون بالبرد والأمراض. لدينا أكثر من 1700 منزل مهدّم، وكثير من العائلات تقيم في خيام قرب بقايا منازلها. الوضع مأساوي بكل المقاييس".
- "أيدينا تتجمد"
بدورها تروي الطالبة سكينة أمين معاناتها اليومية قائلة: "كل يوم أحمل بطانية من البيت لأجلس عليها في الصف، أنا وصديقاتي نتقاسمها كي لا نجلس مباشرة على الأرض. معلمتنا تكتب الدروس على ورقة أو كرتون لأنه لا توجد سبورة".
وختمت بالقول: "عندما تمطر، يدخل الماء من النوافذ المكسورة إلى الصفوف. أيدينا تتجمد ونحن نكتب، ولا نستطيع التركيز أو سماع المعلمة بسبب صوت الرياح. البرد يجعلنا ننسى ما نحفظه، والدراسة في هذه الظروف شبه مستحيلة".
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.