ترحيب فلسطيني بإعلان بريطانيا عزمها الاعتراف بدولتهم المستقلة
وفق تصريحات حسين الشيخ نائب الرئيس الفلسطيني، وبيان رئيس الوزراء محمد مصطفى وآخر لوزارة الخارجية والمغتربين

Quds
رام الله/عوض الرجوب/الأناضول
رحبت فلسطين، الثلاثاء، بإعلان بريطانيا عزمها الاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول المقبل. معتبرة الخطوة "تأكيدًا على الالتزام بالقانون الدولي".
جاء ذلك في تصريح لحسين الشيخ نائب الرئيس الفلسطيني، وبيان لرئيس الوزراء محمد مصطفى وآخر لوزارة الخارجية والمغتربين.
وفي تغريدة على حسابه بمنصة "إكس" كتب الشيخ "نرحب بإعلان نية المملكة المتحدة الاعتراف بدولة فلسطين في شهر سبتمبر المقبل".
واعتبر الخطوة "تأكيدًا على الالتزام بالقانون الدولي والشرعية الدولية وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة، مما يضمن حماية حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية)".
وقال إن الإعلان البريطاني يشكل "مساهمة جادة في تكريس الأمن والاستقرار وصنع السلام في المنطقة".
من جهتها، رحبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية في بيان وصل الأناضول نسخة منه، بإعلان ستارمر، وقالت إنه يشكل "اعترافاً شجاعاً يمهد لوقوف بريطانيا في الجانب الصحيح من التاريخ".
وثمنت الوزارة "الموقف البريطاني بشأن أوضاع شعبنا عامة وفي قطاع غزة بشكل خاص ودعمها لتمكين دولة فلسطين من ممارسة ولايتها السياسية والقانونية على كامل الأرض الفلسطينية المحتلة عام ١٩٦٧، بما يؤدي إلى تحقيق السلام وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية".
وطالبت الخارجية الفلسطينية "مجدداً الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين المبادرة لهذا الاعتراف حماية لحل الدولتين وكإجراء مهم في مواجهة جرائم الإبادة والتهجير والضم التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني".
وفي وقت سابق، الثلاثاء، أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين في سبتمبر/ أيلول المقبل، ما لم تتخذ إسرائيل إجراءات ملموسة نحو السلام ووقف إطلاق النار وإنهاء الوضع المروع في غزة.
في سياق متصل، رحب رئيس الوزراء محمد مصطفى بخطاب وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي خلال الجلسة العامة للمؤتمر الدوليّ رفيع المستوى لتسوية القضية الفلسطينية بالحلول السلمية وتنفيذ حلّ الدولتين، في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، بشأن حل الدولتين وغزة.
وأشار مصطفى في بيان صادر عن مكتبه، وصل الأناضول نسخة منه، أن لامي "أكد تحمل بلاده مسؤولية خاصة بشأن حل الدولتين، وأن آلية المساعدات في غزة هي صفعة للأمم المتحدة، وأنه لا يمكن للقرارات بشأن فلسطين أن تبقى حبرا على ورق، ونية بلاده الاعتراف بدولة فلسطين خلال شهر سبتمبر".
وكان لامي اعتبر في خطابه أن رفض الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو حل الدولتين "خطأ أخلاقي واستراتيجي".
وأضاف أن "الدمار في غزة يفطر القلوب، فالأطفال يموتون جوعا، وتقطير إسرائيل للمساعدات أصاب العالم كله بالذهول"، مؤكدا أن ذلك يعد إهانة لقيم ميثاق الأمم المتحدة.
وشدد وزير الخارجية البريطاني على الحاجة إلى وقف إطلاق النار في غزة، وإلى خطة لجعله مستداما.
وأضاف: "تاريخنا يشير إلى أن المملكة المتحدة لديها مسؤولية خاصة لدعم حل الدولتين" الذي قال إنه "في خطر".
وقال إن الاعتراف بدولة فلسطين وحده لن يغير الوضع على الأرض، وإن بلاده تتخذ خطوات عاجلة لمعالجة الوضع الحالي في غزة، حيث تفرض إسرائيل الجوع والمجاعة.
وانطلقت فعاليات المؤتمر الدولي الاثنين وتستمر حتى غد الأربعاء، بمشاركة رفيعة المستوى، لبحث سبل تنفيذ حل الدولتين، ودعم مسار الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية.
ومن أصل 193 دولة عضوا بالأمم المتحدة، تعترف 142 دولة على الأقل بالدولة الفلسطينية التي أعلنتها القيادة الفلسطينية في المنفى عام 1988.
وقبل أيام من المؤتمر، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن باريس ستعترف رسميا بفلسطين في سبتمبر/ أيلول المقبل.
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حرب إبادة جماعية بقطاع غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة نحو 206 آلاف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
وبموازاة إبادة غزة، قتل الجيش الإسرائيلي والمستوطنون بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما لا يقل عن 1010 فلسطينيين، وأصابوا نحو 7 آلاف، إضافة إلى اعتقال أكثر من 18 ألفا، وفق معطيات رسمية فلسطينية.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.