الدول العربية, قطاع غزة

بزغاريد ودموع.. أهالي أسرى فلسطين ينتظرون عناق ذويهم بغزة

في "مستشفى ناصر" حيث سيُنقل دفعات الأسرى المفرج عنهم إليه لإجراء فحوصات طبية لهم..

Ramzi Mahmud  | 13.10.2025 - محدث : 13.10.2025
بزغاريد ودموع.. أهالي أسرى فلسطين  ينتظرون عناق ذويهم بغزة

Gazze

غزة / الأناضول

بفرح ممزوج بالدموع، تنتظر مئات الأمهات الفلسطينيات بلهفة وصول أبنائهن الأسرى الذين ستفرج عنهم إسرائيل من سجونها اليوم الاثنين، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة "حماس" الذي دخل حيز التنفيذ الجمعة.

في ساحة "مستشفى ناصر" بمدينة خان يونس جنوب القطاع، أجرت الهيئات الحكومية التجهيزات لاستقبال الأسرى المحررين، وهناك تجمعن أمهات الأسرى رفقة ذويهن في مشهد طغت عليه الزغاريد والدعوات بخروج بقية الأسرى الذين لم يشملهم الاتفاق.

ووفق مؤسسات فلسطينية معنية بشؤون الأسرى، فإن إسرائيل ستفرج عن 250 أسيرا فلسطينيا محكومين بالسجن المؤبد، بينهم 154 سيتم إبعادهم خارج الضفة الغربية والقدس المحتلة، إضافة إلى 1718 اعتقلتهم من غزة بعد 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ومن المقرر أن تنقل دفعات الأسرى المحررين فور وصولهم إلى القطاع عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى "مستشفى ناصر" لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة لهم.

** فرحة ممزوجة بالتوتر

وفي المكان المخصص لاستقبال الأسرى، تجلس والدة الأسير يوسف الناعوق، تتنظر بشوق الإفراج عن نجلها الذي اعتقله الجيش الإسرائيلي منذ عامين.

وتقول بصوت متلهف للأناضول: "اعتقلوا يوسف وعمره 25 عاما، بينما بلغ عمره اليوم 27 عاما".

وعبرت عن شعورها بالفرحة الكبيرة لخروج نجلها من داخل السجون الإسرائيلية، قائلة: "أشعر بفرحة وتوتر كبيرين".

وأعرب عن أملها بحرية كافة الأسرى الفلسطينيين الذين لم يشملهم اتفاق وقف إطلاق النار، وعبرت عن أمنياتها بانتهاء الحرب بشكل كامل وبلا رجعة.

ورغم المعاناة الكبيرة وآلام الفقد التي تسببت بها الإبادة الإسرائيلية على مدار عامين، إلا أن خروج الأسرى منح الفلسطينيين لحظات من الفرح الحقيقي.

ولم تخف أمهات الأسرى وذووهم هذه الفرحة التي عبروا عنها بالتصفيق مرة، والزغاريد مرة أخرى.

** آمال بحرية باقي الأسرى

الطابع الوطني طغى على الحشود المنتظرة لوصول الأسرى المفرج عنهم في ساحة المستشفى، حيث رفعوا الأعلام الفلسطينية وارتدوا الكوفية على أكتافهم.

وبعد أن أطلقت زغاريدها ابتهاجا بالإفراج عن نجلها، قالت والدة الأسير خليل شقفة: "أشعر بفرحة كبيرة لخروج الأسرى".

وتابعت في حديثها للأناضول: "بهذه الخطوة، غاب الوجع وغاب الجوع (..) وكل ما عشناه على مدار عامين ذهب".

وأعربت عن أمنياتها في الإفراج عن جميع الأسرى من السجون الإسرائيلية الذين لم يشملهم الاتفاق، وعن آمالها بقيام دولة فلسطين مستقلة قريبا.

كما عبرت عن آمالها في أن يحقق وقف إطلاق النار الحالي وقفا كاملا للحرب الإسرائيلية بلا رجعة.

بدوره، عبر الطفل محمد أبو طه في حديثه للأناضول، عن فرحته بخروج الأسرى من سجون إسرائيل من بينهم ابن عمه فايز أبو طه.

وقال: "شعوري لا يوصف من الفرحة، ونشكر كل من ساهم في هذا الإفراج، والنصر لنا".

** فرحة منقوصة

بدموع الألم والفرح، تقول والدة الأسير خميس عبد الرحمن: "زوجي وابني داخل السجون الإسرائيلية، سيتم الإفراج عن زوجي فيما سيبقى ابني أسيرا".

وتابعت في مقطع فيديو نشره مكتب إعلام الأسرى، بينما تتذكر 6 من أقاربها فقدتهم خلال الإبادة الإسرائيلية: "فرحتنا لم تكتمل ببقاء ابني داخل السجون".

وأشارت إلى أنها كانت تتأمل خروج ابنها وزوجها من داخل السجون إلا أن ما حدث بدد آملها بعد انتظار قضته "على أحر من الجمر".

** استعدادات الاستقبال

ومنذ ساعات الصباح، شهد مستشفى ناصر استعدادات مكثفة لاستقبال الأسرى شملت تزيين الساحات وتجهيز مواقع مخصصة لاستقبال الأسرى وإقامة حفل ترحيبي بهم.

وأفاد مراسل الأناضول، بأن الأجهزة الحكومية ووزارة الصحة والصليب الأحمر يتواجدون في المستشفى لإتمام ترتيبات الاستقبال والإشراف على الفحوصات الطبية.

كما تجمع مئات الفلسطينيين في إحدى ساحات المستشفى بانتظار وصول الأسرى، وقد رفع بعضهم الأعلام الفلسطينية ابتهاجا بقرب الإفراج عنهم.

وفي تصريح للأناضول، قال مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة، إن "الوزارات والهيئات الحكومية تعمل منذ الأحد، على قدم وساق لإتمام كافة الترتيبات اللازمة لاستقبال الأسرى الفلسطينيين".

وأشار إلى أنه "تم تشكيل فرق عمل ميدانية ولجان تنسيق لضمان توفير كل ما يلزم من خدمات لوجستية وإنسانية وطبية"، للأسرى المفرج عنهم.

وفي وقت سابق، أعلنت كتائب "القسام"، الجناح المسلح لحركة حماس، في بيان، استكمال إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين الـ20 الأحياء، تنفيذا للاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ الجمعة.

وتقدر تل أبيب وجود جثامين 28 أسيرا إسرائيليا في غزة، من المقرر تسليمهم في وقت لاحق لم يعلن بعد.

والخميس، أعلن ترامب توصل إسرائيل و"حماس" لاتفاق على المرحلة الأولى من خطته، إثر مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين بشرم الشيخ، بمشاركة تركيا ومصر وقطر، وبإشراف أمريكي.

ودخلت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ عند الساعة 12:00 ظهر الجمعة بتوقيت القدس، بعد أن أقرت حكومة إسرائيل الاتفاق فجرا.

ويستند الاتفاق إلى خطة طرحها ترامب، تقوم على وقف الحرب، وانسحاب متدرج للجيش الإسرائيلي، وإطلاق متبادل للأسرى، ودخول فوري للمساعدات إلى القطاع، ونزع سلاح "حماس".

وبدعم أمريكي ارتكبت إسرائيل منذ 8 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 67 ألفا و806 قتلى، و170 ألفا و66 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 463 فلسطينيا بينهم 157 طفلا.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.