الدول العربية, فيروس كورونا

بالحي العتيق في تونس.. "خرجة العيد" تغيب وفرحة الأطفال "تحضر"

رغم تدابير كورونا المفروضة في البلاد

24.05.2020 - محدث : 25.05.2020
بالحي العتيق في تونس.. "خرجة العيد" تغيب وفرحة الأطفال "تحضر"

Tunisia

تونس/ شيماء المناعي/ الأناضول

غابت "خرجة" العيد عن شوارع وأنهج حي باب سويقة بمدينة تونس العتيقة، في أول أيام عيد الفطر، التزاما بتوصيات السلطات للتصدي إلى فيروس كورونا.

و"الخرجة" هي تقليد دأب عليه سكان المدينة العتيقة كل عام، إذ يخرجون من مختلف الأنهج في مواكب جماعية؛ لأداء صلاة العيد في جامع الزيتونة المعمور.

لكن غياب "الخرجة" التي تميز عيد هذا الحي العتيق كل سنة، لم يمنع حضور بعض مظاهر الفرح خاصة عند الأطفال الصغار في هذا اليوم المميز عند المسلمين.

** نصف فرحة

لمياء، امرأة أربعينية لم تترك الفرحة تضيع كاملة، واختارت طريقة خاصة لإدخال البسمة لدى أطفال الحي.

ويقع حي باب سويقة في المدينة القديمة بتونس التي يرجع تاريخ تأسيسها إلى عام 698 ميلاديا، حول جامع الزيتونة، وصُنفت منذ عام 1979 ضمن لائحة مواقع التراث العالمي لليونسكو.

ووضعت لمياء بعض الألعاب أمام محلها الصغير وسط باب سويقة، إلى جانبهم خيمة تقليدية لالتقاط بعض الصور التذكارية للعائلات.

وزيّنت لمياء محلها بالبالونات الملونة حتى تبدو مبهجة بنظر الأطفال الذين يقصدونها للعب أو التقاط الصور.

وتقول لمياء للأناضول: "تعلمون جميعا أن الحدائق ومدن الألعاب والفضاءات الترفيهية مغلقة في تونس، لذلك حاولت الاجتهاد قدر المستطاع حتى أساهم من جهتي في إسعاد الأطفال".

وتضيف: "هناك إقبال من الأطفال وآبائهم مقارنة بأوضاع البلاد الصحية، فالجميع يريد أن يفرح حتى بأبسط الأشياء".

وتحتفل تونس كمعظم بلاد المسلمين، الأحد، بأول أيام عيد الفطر الكريم، ويطلق على هذا العيد في تونس "العيد الصغير".

ورغم إجراءات الحجر الصحي والخوف من عودة انتشار كورونا في تونس، أبى المواطن "رمضان بن عمر" إلا أن يخرج هو وزوجته وأبناؤه إلى الحي الشهير.

** فرحة الأطفال تتجاوز كورونا

ويقول بن عمر للأناضول: "رغم هذا الوضع الصحي الذي تعرفه البلاد منذ مطلع مارس (آذار) الماضي، قررنا الخروج اليوم، ذلك أن للأطفال علينا حق".

ويضيف بن عمر: "نسعى لسلامة أبنائنا والحفاظ على صحتهم، لكن في الوقت نفسه مسعى لإسعادهم في هذا اليوم الكريم".

ووقف رمضان إلى جانب زوجته يلتقطان بعض الصور التذكارية لأبنائهم وهم يلعبون فوق الأحصنة التي خصصتها لهم لمياء.

وما إن نزل أبناء رمضان بن عمر عن الحصان الهزاز حتى صعدت فوقه فتاة صغيرة لا يتجاوز عمرها 5 سنوات للعب، ماسكة باليد اليمنى بلعبة عروس.

وتقول أمها ألفة (33 سنة) للأناضول: "رغم كل الأوضاع التي تمر بها البلاد يجب أي يظل للعيد خصوصيات لدى الأطفال".

وأكدت ألفة أنها "خرجت من البيت بعد قرابة الشهرين من الحجر الصحي، حتى تزرع البسمة في وجه أبنائها الثلاثة".

وفرضت السلطات التونسية، منذ 22 مارس/ آذار الماضي، إجراءات الحجر الصحي الشامل، بعد أن أغلقت حدودها، تفاديًا لتوسع انتشار الفيروس، وبداية الشهر الجاري بدأت في التخفيف من هذه الإجراءات.

وتأسف ألفة لما يحدث بسبب جائحة كورونا، مستذكرة أنهم في كل سنة كانوا يخرجون للتزاور وملاقاة الأصحاب مع ترك الأطفال يلعبون وسط الحي.

يذكر أن تونس شهدت فترة حجر صحي شامل من 22 مارس/آذار الماضي إلى 3 مايو/أيار الحالي وتخضع منذ الرابع من هذا الشهر إلى إجراءات حجر صحي موجهة سمح فيه بعودة بعض الأنشطة ومنعت التنقل بين المدن خلال فترة العيد رغم تدابير كورونا المفروضة في البلاد.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.