الدول العربية

"الجم" التونسية ترتدي ثوبها الروماني

المدينة شهدت عروضا تاريخية متنوعة ضمن الدورة الرابعة من مهرجان "الأيام الرومانية تيسدروس".

24.03.2019 - محدث : 24.03.2019
"الجم" التونسية ترتدي ثوبها الروماني

Tunisia

تونس/ ماهر جعيدان/ الأناضول

على وقع موسيقى حربية تاريخية ودقٍ للطبول والدفوف، اختتمت مدينة "الجم" التونسية، الأحد، مهرجان "الأيام الرومانية تيسدروس" بعرض كرنفالي أعاد المدينة إلى مجدها الروماني.

منذ الجمعة الماضي، شهدت "الجم"، في محافظة المهدية شرقي تونس، فعاليات متنوعة، ضمن الدورة الرابعة للمهرجان.

تُعرف "الجم" بمسرح روماني، يعود إنشاؤه إلى العهد الروماني، حيث بناه الأثرياء من سكان مدينة "تيسدروس" (الجم حاليا)، عام 238 م، في عهد حاكم مقاطعة "أفريكا"، غورديان الأول.

وصار غورديان الأول إمبراطورا، منتصف 159 م، لكنه حكم لمدة 36 يوما فقط، إذ انتحر في منزله بقرطاج، إثر هجوم جيش "نوميديا"، المقاطعة الرومانية المجاورة، على "أفريكا"، لاسترجاع الحكم.

في اليوم الختامي للمهرجان، شارك أكثر من 200 شخص في عرض بملابس رومانية متنوعة، ظهر فيه جنود ملتفين حول الإمبراطور، وتحيط به الحاشية من المستشارين وعلية القوم، ويحفهم الخدم .

هكذا كان المشهد، الأحد، في ساحة قصر "الجم"، على وقع أهازيج هزت المدارج، وفي ظل إطلالة المئات من أقواس القصر.

وهو مشهد ذهب بالجمهور بعيدا إلى الحضارة الرومانية، في القرنين الثاني والثالث ميلاديا، وتحديدا إلى حضارة "تيسدروس" بين جدران "الكولسيوم" أو قصر الكاهنة، حيث كانت تقام استعراضات ومنازلات بين الوحوش والمجالدين (المصارعين).

في ساحة عرض الأحد توسطت خيمة الإمبراطور المشهد، وتم تقديم عروض راقصة لفرق استعراضية تونسية، جسدت رقصات رومانية بلمسة فنية معاصرة.

وتحدث "الراوي" عن تاريخ "تيسدروس" وشعبها ومجّد بناء حضارة ما زالت معالمها قائمة، وتشهد آثارها على عمقها الثقافي .

وشهدت آلاف من الجمهور عروض مصارعين بأسلحة رومانية، وهي التي قد كانت من قبل وسيلة لتسلية شعب روما و"تيسدروس".

وقال مدير النسخة الرابعة من المهرجان، رضا حفيظ، للأناضول: إن "طبيعة العروض تسعى إلى محاكاة الحياة الرومانية القديمة، وتنشيط مدينة الجم من خلال عروض مهمّة للمجالدين، باعتبارهم أداة تسلية وفخر".

وأضاف حفيظ أن "هذا المشروع الثقافي يسعى إلى نشر ثقافة هذه الأرض في زمن ما من تاريخنا، واستكشاف نمط عيش المجتمع القديم، عبر ورش متنوعة في الفسيفساء، الرماية، صناعة الجلد، الكتابة على ورق البردي وكيفية صك العملة الرومانية القديمة".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.