الدول العربية, فلسطين

البرغوثي: وقف الحرب في غزة لا يعني نهاية الصراع (مقابلة)

** أمين عام حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي: - وحدة القيادة الفلسطينية أصبحت ضرورة حتمية لمواجهة المؤامرات

Qais Omar Darwesh Omar  | 09.10.2025 - محدث : 09.10.2025
البرغوثي: وقف الحرب في غزة لا يعني نهاية الصراع (مقابلة) أمين عام حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي

Ramallah

رام الله / قيس أبو سمرة / الأناضول

** أمين عام حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي:
- وحدة القيادة الفلسطينية أصبحت ضرورة حتمية لمواجهة المؤامرات
- نرفض أي وصاية أجنبية على الفلسطينيين أو إدارة خارجية
- فرص الشعب الفلسطيني بنيل حريته واستقلاله أكبر من أي وقت

قال مصطفى البرغوثي، الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، إن وقف الحرب في غزة لا يعني نهاية الصراع مع إسرائيل، مشيرا إلى أن فرص الشعب الفلسطيني في نيل حريته واستقلاله أكبر من أي وقت مضى.

وفي مقابلة مع الأناضول بمكتبه في بالضفة الغربية المحتلة، شدد البرغوثي على أن وحدة القيادة الفلسطينية أصبحت ضرورة حتمية لمواجهة المؤامرات، مضيفا أن "الشعب الفلسطيني، وطوال العامين الماضيين من الإبادة، كان ينقصه وجود قيادة موحدة".

وعلى مدى سنوات طويلة عقدت لقاءات بين الفصائل الفلسطينية من أجل إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، دون أن تسفر عن خطوات عملية جادّة تحقق هدفها.

وتعاني الساحة الفلسطينية من انقسام سياسي وجغرافي منذ عام 2007، حيث تسيطر "حماس" على قطاع غزة، في حين تدير الحكومة الفلسطينية التي شكلتها حركة "فتح" بزعامة الرئيس عباس الضفة الغربية.

** خطة ترامب والوصاية

وتطرق البرغوثي إلى خطة ترامب، موضحا أن الشارع الفلسطيني يرفض بقاء أي قوات إسرائيلية في غزة أو فصلها عن الضفة الغربية، ويرفض أيضا أي وصاية أجنبية أو إدارة خارجية على الفلسطينيين.

ووفق البند التاسع في خطة ترامب يخضع قطاع غزة لحكم انتقالي مؤقت من قبل لجنة فلسطينية تكنوقراطية وغير سياسية، تكون مسؤولة عن إدارة الخدمات العامة اليومية وشؤون البلديات لسكان غزة.

وتتألف اللجنة من فلسطينيين مؤهلين وخبراء دوليين، تحت إشراف هيئة انتقالية دولية جديدة تدعى "مجلس السلام"، يترأسها ترامب ويشارك فيها رؤساء دول آخرون يتم الإعلان عنهم لاحقا، ومنهم رئيس وزراء الأسبق للمملكة المتحدة توني بلير.

** وحدة ومقاومة

وأشار البرغوثي إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب وحدة وطنية تقوم على اتفاق بكين للمصالحة الذي وقعته الفصائل الفلسطينية، وتشكيل حكومة توافق وطني تمهد لإجراء انتخابات عامة للمجلس الوطني والرئاسة والتشريعي.

وفي 22 يوليو/ تموز 2024 أعلن 14 فصيلا بينهم حركتا "فتح" و"حماس" عقب اجتماعها ليومين في بكين اتفاقها على الوصول إلى "وحدة وطنية شاملة" تضم كافة القوى في إطار منظمة التحرير، وتشكيل حكومة توافق وطني مؤقتة تدير الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس.

وقال البرغوثي: "نحن في الضفة نواجه معركة مع الاحتلال، ونهاية الحرب في غزة لا تعني نهاية الصراع، بل سيتصاعد، وفرص الشعب الفلسطيني في نيل حريته واستقلاله اليوم أكبر من أي وقت مضى".

وأعرب عن أمله بأن يسفر اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى عن الإفراج عن قيادات فلسطينية بارزة مثل مروان البرغوثي وأحمد سعدات وقيادات من حماس، مؤكدا أن إسرائيل ترفض إطلاقهم لأنهم "يعززون الوحدة الفلسطينية".

** دمار غير مسبوق

ولفت إلى أن الشعب الفلسطيني في غزة "عاش عامين من الدمار والجرائم، ارتكبت خلالهما إسرائيل إبادة جماعية وتطهير عرقي وعقوبات جماعية بما في ذلك تجويع المدنيين".

ورغم الدمار، أكد البرغوثي أن إرادة الفلسطينيين لم تكسر، مبينا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فشل في اقتلاع المقاومة واستعادة أسراه بالقوة، كما فشل بتنفيذ مخطط التطهير العرقي.

وأضاف أن إسرائيل ألقت على غزة أكثر من 160 ألف طن متفجرات، أي ما يعادل 76 كغم لكل فرد، وبقوة تفوق ثمانية أضعاف قنبلتي هيروشيما وناجازاكي.

وتابع أن الدمار في غزة هائل، إذ دُمر 92 بالمئة من المنشآت و94 بالمئة من المستشفيات، فيما أزيلت مدن كاملة مثل جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون وأجزاء واسعة من مدينة غزة.

وفي القرن العشرين أضحت هيروشيما رمزا للدمار الشامل والقتل الجماعي، فيما جسد قطاع غزة في القرن الواحد والعشرين نموذجا لحرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فجرا اتفاق إسرائيل و"حماس" على المرحلة الأولى من خطته، وتتضمن انسحاب إسرائيلي لخط متفق عليه كخطوة أولى وتبادل أسرى متوقع في 13 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.

وبشأن الاعتراف بفلسطين، قال البرغوثي إن "صمود الشعب الفلسطيني كان سببا في الاعترافات الدولية المتزايدة"، مبينا أن ملايين المتظاهرين خرجوا في العالم دعما لفلسطين والاعتراف بها.

وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، اعترف 11 بلدا بدولة فلسطين، خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وهي بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال ولوكسمبورغ وبلجيكا وأندورا وفرنسا ومالطا وموناكو وسان مارينو، ليرتفع الإجمالي إلى 159 من أصل 193 دولة.

وقال القيادي الفلسطيني إن "إسرائيل تكبدت خسائر اقتصادية وبشرية غير مسبوقة، وفقدت مكانتها الدولية، لتصبح كيانا معزولا".

ومنتصف سبتمبر الماضي، أقر نتنياهو للمرة الأولى بأن إسرائيل تدخل في "نوع من العزلة"، وقال إنه يتعين عليها "التكيف أكثر مع اقتصاد يتمتع بخصائص الاكتفاء الذاتي".

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 8 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 67 ألفا و194 قتيلا، و169 ألفا و890 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 460 فلسطينيا بينهم 154 طفلا.​​​​​​​

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.