السياسة, دولي, التقارير

وزير يوناني سابق: أوروبا تقوض حرية التعبير وتحول الديمقراطية لخدعة (مقابلة)

وزير المالية الأسبق يانيس فاروفاكيس للأناضول: الأفعال التي قامت بها أوروبا عبر التاريخ هي ما مهد الطريق إلى هذا الواقع المؤلم في فلسطين

Zuhal Demirci, Burak Bir, Hişam Sabanlıoğlu  | 16.04.2025 - محدث : 16.04.2025
وزير يوناني سابق: أوروبا تقوض حرية التعبير وتحول الديمقراطية لخدعة (مقابلة)

İngiltere

لندن / زُحل دميرجي، براق بير / الأناضول

** وزير المالية  الأسبق يانيس فاروفاكيس للأناضول:
ـ الأفعال التي قامت بها أوروبا عبر التاريخ هي ما مهد الطريق إلى هذا الواقع المؤلم في فلسطين
ـ إذا كان الناس يسجنون في برلين أو بريطانيا لمجرد عدم دعمهم للإبادة في غزة فلا يمكننا بعد الآن التحدث عن حرية التعبير
- ألمانيا تخلت عن مبادئها وقوانينها وتعاونت مع نظام الفصل العنصري الإسرائيلي، وعلى الأوروبيين الوقوف ضد الاستعمار

اتهم وزير المالية اليوناني الأسبق يانيس فاروفاكيس أوروبا بتقويض حرية التعبير، قائلا إن الديمقراطية هناك تحولت إلى "خدعة" وسط قمع الأصوات المناصرة لفلسطين وتصاعد التضييق على الحريات.

وفي مقابلة مع الأناضول، انتقد فاروفاكيس، وهو خبير اقتصادي، المعاملة التي يتعرض لها معارضو "الإبادة الجماعية" التي تنفذها إسرائيل في حق الفلسطينيين بقطاع غزة.

ومشيرا إلى قرار السلطات الألمانية ترحيله من البلاد وفرضها حظر دخول عليه، بسبب دعمه للحقوق الفلسطينية، قال: "عام 1938، كان من واجب الجميع الدفاع عن اليهود، واليوم من الواجب أن ندافع عن الفلسطينيين في وجه نظام الفصل العنصري والإبادة الجماعية الذي تفرضه إسرائيل".

وأضاف: "سواء كنا في برلين أو أنقرة أو أثينا أو لندن، تقع علينا جميعا مسؤولية الاحتجاج على هذه الإبادة".

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق إبادة جماعية في غزة، خلفت أكثر من 167 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.​​​​​​​

** شركاء الجريمة

وشدّد فاروفاكيس على أن ألمانيا تنتهك مبادئها وقوانينها من خلال تعاونها مع "نظام الفصل العنصري الصهيوني الذي يدّعي امتلاك حق إلغاء حياة الفلسطينيين".

وقال: "لم يعد بإمكاننا الحديث عن الديمقراطية، لأنها تحوّلت في أوروبا إلى خدعة. ومن واجبنا كديمقراطيين في أوروبا إنقاذ حقوقنا الديمقراطية عبر التظاهر من أجل فلسطين".

وأضاف أن استمرار احتلال إسرائيل لفلسطين منح أوروبا شرعية ضمنية لتكرار أعمال استعمارية مشابهة في مناطق أخرى من العالم، ورسّخ في التاريخ الغربي الأيديولوجيات التي تحض على الإبادة.

وتساءل: "من الذي أطلق شعار أرض بلا شعب لشعب بلا أرض؟ إنه وعد بلفور، الذي خرج من بريطانيا، ومن هناك انتقل المشروع إلى الولايات المتحدة".

و"وعد بلفور" هو رسالة بعث بها وزير خارجية بريطانيا آرثر جيمس بلفور عام 1917 إلى اللورد ليونيل روتشيلد أحد زعماء الحركة الصهيونية في تلك الفترة، وتعهدت فيها الحكومة البريطانية بإقامة دولة لليهود في فلسطين.

وأوضح فاروفاكيس أن أوروبا لم تكتفِ بتطبيق سياساتها الاستعمارية في فلسطين، بل مارستها أيضا في أستراليا ضد السكان الأصليين (الأبورجين)، وفي جنوب إفريقيا عبر دعم نظام الفصل العنصري.

وأردف: "لطالما كانت أوروبا مسؤولة عن الأيديولوجية الإبادية المعروفة بأيديولوجية المستوطن الأبيض. يجب علينا، نحن الأوروبيين، أن نشعر بالفخر لكوننا أوروبيين، ولكن علينا أن نُعبّر عن هذا الفخر من خلال الوقوف ضد الاستعمار وأيديولوجيا الاستيطان الأبيض".

** مسؤولية الإبادة

وفي حديثه عن تدهور وضع حرية التعبير في أوروبا، قال فاروفاكيس: "حرية التعبير لم تعد موجودة في أوروبا. كانت ذات يوم بمثابة مثل أعلى لنا".

واستدرك: "لكن إذا كان الناس يُسجنون في برلين أو بريطانيا لمجرد عدم دعمهم للإبادة في غزة، فلا يمكننا بعد الآن التحدث عن حرية التعبير. علينا النضال مجددًا لاستعادة هذا الحق".

وأكد الوزير اليوناني السابق أن أوروبا تتحمل مسؤولية الوضع الذي وصلت إليه فلسطين، قائلًا: "الأفعال التي قامت بها أوروبا عبر التاريخ هي التي مهّدت الطريق إلى هذا الواقع المؤلم".

وأضاف: "أوروبا مسؤولة عن معاداة السامية، وعن الإبادة الجماعية التي تعرض لها اليهود، وعن الهولوكوست. ليس النازيون الألمان هم المسؤولين فحسب، بل أيضا النازيون اليونانيون، والفاشيون الإيطاليون، والفاشيون البلغار، والفاشيون الكروات".

وذكر أن "كل ما تعرّض له اليهود كانت أوروبا مسؤولة عنه، لكن بعد الهولوكوست شهدت أوروبا تحوّلاً، وأصبح العدو فجأة ليس اليهود، بل الفلسطينيين والمسلمين. واليوم، علينا نحن الأوروبيين أن نتحرر من هذا التاريخ المحزن".

وختم فاروفاكيس حديثه بالإشارة إلى أن معظم الشعوب الأوروبية تدعم القضية الفلسطينية، في حين أن حكوماتها تتجاهل هذا الموقف الشعبي ولا تستجيب للمطالب العالمية بضرورة وقف الإبادة الإسرائيلية الجماعية في غزة.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.