مطالبات بتحويله لمتحف.. منزل أغاثا كريستي في بغداد آيل للانهيار (تقرير)
‘‘المؤرخ العراقي عادل العرداوي للأناضول: أغاثا كريستي عاشت نحو 13 عامًا في العراق

Baghdad
بغداد/ حيدر قره آلب/ الأناضول
‘‘المؤرخ العراقي عادل العرداوي للأناضول:- أغاثا كريستي عاشت نحو 13 عامًا في العراق
- المنزل الذي سكنته أغاثا كريستي أصبح اليوم في حالة متدهورة
- تحويله إلى متحف سيحفظ ذاكرة كاتبة عظيمة ارتبط اسمها بثقافة العراقيين من جيل إلى جيل
يواجه المنزل التاريخي الذي أقامت فيه الكاتبة البريطانية الشهيرة أغاثا كريستي على ضفاف نهر دجلة في العاصمة العراقية بغداد خطر الانهيار، بعد أن طال الإهمال جدرانه العتيقة، في وقت تتعالى فيه الدعوات لإنقاذ هذا المعلم وتحويله إلى متحف يخلد الإرث الثقافي والروائي لكاتبة ظلت كتبها حاضرة في وجدان القراء لعقود طويلة.
ويقع المنزل في حي كرادة مريم العريق، حيث يتربع فوق أرض تنطق بتاريخ المدينة، وقد كُتب على جدرانه تحذير واضح "احذر! خطر الانهيار".
لكن البناء المتداعي ما يزال شاهدًا حيًا على مرحلة زاخرة من تاريخ العراق الثقافي، بما في ذلك الأعوام التي قضتها كريستي في ربوعه، حين كانت ترافق زوجها عالم الآثار الشهير ماكس مالوان خلال أعماله في مواقع أثرية متعددة.
- "ملكة الجريمة" في ضيافة دجلة
تُعد أغاثا كريستي واحدة من أعظم كتّاب الرواية البوليسية في التاريخ، وُلدت في مدينة توركي البريطانية عام 1890 وتوفيت عام 1976، وقد كتبت 66 رواية بوليسية و14 مجموعة قصصية، تُرجمت إلى أكثر من مئة لغة، وبيعت منها ما يزيد عن ملياري نسخة، مما يجعلها من أكثر الكتّاب مبيعًا في العالم.
وكانت حياتها الأدبية حافلة بالشخصيات الأيقونية مثل المحقق البلجيكي "هيركيول بوارو" و"الآنسة ماربل"، كما اشتهرت برواياتها ذات الحبكة المحكمة والنهايات غير المتوقعة، ومن أبرز أعمالها "جريمة في قطار الشرق السريع"، و"موت على النيل"، و"جريمة في بلاد الرافدين"، وهي رواية مستوحاة من تجربتها في العراق.
- عاشت في العراق 13 عامًا
وفي حديث لأناضول أوضح المؤرخ العراقي عادل العرداوي أن أغاثا كريستي عاشت نحو 13 عامًا في العراق.
وأشار إلى أن زوجها ماكس مالوان، الخبير في علم الآثار، اكتشف خلال عمله في البلاد العديد من القطع الأثرية المهمة التي تُعرض اليوم في المتاحف العالمية.
وقال العرداوي: "كريستي كانت امرأة طموحة، لم يكن وجودها في العراق مجرد إقامة، بل تجربة روحية وفكرية ألهمتها العديد من أعمالها. وقد اختارت هذا المنزل المطل على نهر دجلة، لما في إطلالته من سحر انعكس في كتاباتها، وأعطاها فسحة للتأمل في حضارات الشرق القديم".
وأضاف: "يُعتقد أن هذا المنزل كان مقر إقامة الأمير علي، شقيق الملك فيصل الأول، قبل أن تنتقل إليه كريستي، وقد كتبت فيه بعضًا من أبرز أعمالها التي ورد فيها ذكر بغداد".
- دعوات لإنقاذ المنزل
وأشار العرداوي إلى أن المنزل الذي سكنته أغاثا كريستي أصبح اليوم في حالة متدهورة، مؤكدًا أن تحويله إلى متحف بالتعاون بين السلطات العراقية والسفارة البريطانية في بغداد سيحفظ ذاكرة كاتبة عظيمة، ارتبط اسمها بثقافة العراقيين من جيل إلى جيل.
ومن "شارع المتنبي" المعروف بشارع المكتبات في بغداد، قال بائع الكتب حمزة أبو سالي إن أغاثا كريستي زارت العراق أول مرة في ثلاثينيات القرن الماضي.
وأكد أن كتبها لا تزال من بين الأكثر طلبًا في الأسواق، وتحظى بإعجاب القراء العراقيين حتى اليوم.
ويأمل مثقفون ومهتمون بالشأن الثقافي أن تلقى دعوات انقاذ المنزل وتحويله إلى متحف صدى لدى الجهات الرسمية، خاصة في ظل الاهتمام العالمي المتجدد بإرث كريستي، واعتبار العراق محطة ملهمة أثرت بشكل مباشر في مسيرتها الأدبية.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.