التقارير

"مسيرة القطعان".. مبادرة دولية للفت الأنظار إلى أزمة المناخ (تقرير)

يعتزم المشاركون قطع مسافة 20 ألف كيلومتر من أفريقيا إلى أوروبا مستخدمين دمى حيوانات بالحجم الطبيعي

Fatma Esma Arslan Özdel, Hişam Sabanlıoğlu  | 04.05.2025 - محدث : 04.05.2025
"مسيرة القطعان".. مبادرة دولية للفت الأنظار إلى أزمة المناخ (تقرير)

Dakar

داكار/ فاطمة أسماء أرسلان أوزدل/ الأناضول

- يعتزم المشاركون قطع مسافة 20 ألف كيلومتر من أفريقيا إلى أوروبا مستخدمين دمى حيوانات بالحجم الطبيعي
- المسيرة وصلت محطتها الثالثة داكار عاصمة السنغال، مرورا بنيجيريا، بعد انطلاقها من جمهورية الكونغو الديمقراطية في 10 أبريل
** المدير الفني لمشروع مسيرة القطعان، المواطن الفلسطيني أمير نزار الزعبي:
- أعدنا بناء العلاقة بين الإنسان والطبيعة في هذا المشروع، عبر لقاءات مفاجئة بين الناس والدمى الحيوانية بالساحات العامة
- أزمة المناخ تمثل اليوم "أكبر أزمة سياسية" تؤثر على مليارات الأشخاص حول العالم
- بينما تتحمل الدول الغربية المتقدمة المسؤولية الكبرى، فإن الأفارقة هم من يدفعون الثمن الأكبر
 

مستخدمين دمى حيوانات بالحجم الطبيعي، يهدف المشاركون في مشروع الفن العام "The Herds" (مسيرة القطعان) لقطع مسافة 20 ألف كيلومتر من أفريقيا إلى أوروبا، للفت الانتباه إلى الهجرة الناجمة عن التغير المناخي.

ويأتي هذا المشروع بمبادرة من فريق "المسيرة" (The Walk) الذي سبق أن صمّم دمية "أمل الصغيرة" بطول 3.5 أمتار وسار بها من غازي عنتاب (تركيا) إلى العاصمة البريطانية لندن، للفت الانتباه إلى معاناة الأطفال اللاجئين السوريين، ويهدف الفريق من هذه المبادرة إلى تسليط الضوء على أزمة المناخ.

وبدأت مبادرة القطعان، التي تحمل شعار "من حوض الكونغو إلى القطب الشمالي"، رحلتها مستخدمة 40 دمية لحيوانات بالحجم الطبيعي في مسعى للفت الانتباه إلى الهجرة الناجمة عن التغير المناخي، ومن المخطط أن يقطع المشاركون في المبادرة مسافة 20 ألف كيلومتر سيرًا على الأقدام.

وخلال الرحلة، سيجري تنظيم مجموعة من الأنشطة في الساحات العامة في 20 مدينة مختلفة.

وبعد انطلاقها من العاصمة كينشاسا في جمهورية الكونغو الديمقراطية، في 10 أبريل/ نيسان الماضي، انتقلت مسيرة القطعان إلى لاغوس (جنوب غرب نيجيريا)، قبل أن تصل إلى محطتها الثالثة في داكار (عاصمة السنغال)، حيث حظيت باستقبال حافل.

وفي حي "مدينة" الشهير والمكتظ بالسكان في داكار، نظم المشاركون في مسيرة القطعان عرضًا بمشاركة فنانين محليين. فيما تجمع المشاركون في اليوم التالي في مفترق طرق في حي نغور الساحلي بالعاصمة، وساروا عبر الأزقة الضيقة برفقة سكان المنطقة، في ظل أهازيج محلية حتى بلغوا الشاطئ.

وكجزء من الفعاليات، أدت الدمى الحيوانية رقصات شعبية على الشاطئ مع شخصية "كومبو" الأسطورية الخاصة بقبيلة جولا، التي تعيش في السنغال وغامبيا وغينيا بيساو.

وبعد العروض التي شهدت مشاركة آلاف الأشخاص في داكار، تواصل مسيرة القطعان مسيرتها عبر مراكش، والدار البيضاء، والعاصمة المغربية الرباط، والمدن الإسبانية قادش، والعاصمة مدريد، وبرشلونة، وفي فرنسا مرسيليا، والعاصمة باريس، والعاصمة البريطانية لندن، ومانشستر، والعاصمة الدنماركية كوبنهاغن، والعاصمة السويدية ستوكهولم، وصولًا إلى تروندهايم في النرويج. فيما من المتوقع أن تصل الرحلة إلى الدائرة القطبية الشمالية في أوائل أغسطس/ آب المقبل.

- أكثر من ألفي شخص يتلقون تدريبًا على تحريك الدمى

صُنعت الدمى الأولى، التي تضم زرافة وغوريلا وحمارا وحشيا، من مواد خشبية معاد تدويرها، في ورشة عمل لمجموعة "أوكواندا للفنون وتصميم الدمى" في كيب تاون بجنوب أفريقيا.

وخلال التوقف في المدن المختلفة، سعى الفريق لتقديم مجموعة من أنشطة التدريب التطوعي على تحريك الدمى لأكثر من ألفي شخص.

ومن المتوقع أن تشارك المزيد من الدمى في المسيرة، ليتجاوز عدد الدمى المشاركة 150 دمية بالتزامن مع الوصول إلى النرويج.

- أزمة المناخ تربط مصير كينشاسا وتروندهايم

وفي حديث للأناضول، قال المدير الفني لمشروع مسيرة القطعان، المواطن الفلسطيني أمير نزار الزعبي، خلال وجوده في داكار، إن المشروع يُعد امتدادًا لمشروع "أمل الصغيرة"، موضحًا أنه خلال رحلة أمل من غازي عنتاب إلى لندن عام 2021، التقى بالعديد من المهاجرين الأفارقة الذين نزحوا بسبب أزمة المناخ.

وأكد الزعبي أن أزمة المناخ تمثل اليوم "أكبر أزمة سياسية" تؤثر على مليارات الأشخاص حول العالم، مشيرًا إلى أنه قرر أثناء رحلة "أمل" تنفيذ مشروع آخر يسلط الضوء على الهجرة واللجوء الناجمين عن التغير المناخي.

وأضاف أنهم أعادوا بناء العلاقة بين الإنسان والطبيعة في هذا المشروع، من خلال لقاءات مفاجئة بين الناس والدمى الحيوانية في الساحات العامة.

وشدد الزعبي على أن اختيار كينشاسا نقطة انطلاق لم يكن مصادفة، وقال: "أزمة المناخ باتت مشكلة عالمية، ولكن بينما تتحمل الدول الغربية المتقدمة المسؤولية الكبرى، فإن الأفارقة هم من يدفعون الثمن الأكبر".

وذكر أن بدء هذا المشروع من حوض الكونغو، الذي يُعد ثاني أكبر رئة خضراء في العالم بعد الأمازون، كان أمرًا مهمًا للغاية.

وتابع: "أنا فخور بأن أكون جزءًا من هذا المشروع الممتد من كينشاسا إلى تروندهايم. المدينتان مختلفتان تمامًا، بل متضادتان، ومع ذلك فإن أزمة المناخ ربطت بين مصير هاتين المدينتين بشكل وثيق".

- 200 مليون شخص مرشحون لأن يكونوا لاجئي مناخ بحلول عام 2050

ووفقًا لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، قد يضطر أكثر من 200 مليون شخص إلى النزوح قسرًا بحلول عام 2050 بسبب الكوارث البيئية مثل الجفاف والفيضانات والعواصف والزلازل وحرائق الغابات وارتفاع منسوب مياه البحار والحرارة الشديدة.

وتشير بيانات المفوضية إلى أن 21.5 مليون شخص يُجبرون سنويًا منذ عام 2008 على مغادرة منازلهم بسبب تداعيات التغير المناخي.

أما تقرير "جراوندسويل" الصادر عن البنك الدولي عام 2021، فيحذر من استمرار ارتفاع درجات الحرارة عالميًا، وأن هذا الوضع سوف يدفع نحو 86 مليون شخص للتحول إلى نازحين داخليًا في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء بسبب تغير المناخ، لتكون الأعلى في العالم.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın