Istanbul
إسطنبول/ كوكجه قره كوسه/ الأناضول
** فريق تركي يضم أطباء وعلماء نفس ومهندسي برمجيات، طور تطبيقا للذكاء الاصطناعي لتقديم استشارات وفق المزاج الشخصي للمستخدم بدلا من الإجابات العامة** الطبيب النفسي أنور دميرال يلماز:
- التطبيق صُمّم ليكون أقرب إلى مستشار شخصي رقمي يأخذ في الاعتبار البنية المزاجية للفرد عند صياغة كل إجابة
- المزاج يشكّل الأساس الذي تُبنى عليه الشخصية وفهم الإنسان لمزاجه يساعده على تفسير سلوكه ودوافعه بشكل أعمق
- التطبيق لا يحل محل الطبيب النفسي أو الأخصائي السريري لكنه أداة مساندة للأفراد والعائلات والمؤسسات التعليمية
** الأكاديمية سُميرا تاجيسر يلماز:
- التطبيق يستند إلى خبرة علمية تمتد لأكثر من 20 عاما مع التركيز على حماية الخصوصية
- اختبار المزاج متاح مجانا ويعمل حاليا بثلاث لغات هي التركية والألمانية والإنجليزية
- الفريق يطمح لإطلاق نسخ متقدمة مع التوسع عالميا وتمثيل تركيا كرائدة بمجال الذكاء الاصطناعي الاستشاري
في ظل التوسع المتسارع لاستخدامات الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية، برزت الحاجة إلى أدوات رقمية قادرة على تقديم إرشاد يأخذ بالاعتبار الخصائص النفسية والشخصية لكل فرد، بدلا من الاكتفاء بإجابات عامة ومتشابهة للجميع.
ومن هذا المنطلق، طوّر فريق تركي يضم أطباء وعلماء نفس ومهندسي برمجيات، ، بقيادة الطبيب النفسي أنور دميرال يلماز، تطبيقا للذكاء الاصطناعي يحمل اسم "ميزكولوج" (Mizkolog) الذي يقدّم استشارات تعتمد على المزاج الشخصي للمستخدم.
ويعتمد التطبيق على نموذج الأنماط التسعة للمزاج، وهو نموذج علمي جرى تطويره عبر أكثر من عشرين عامًا من البحث الأكاديمي، وهو إطارٌ نفسيّ يَفترض أن لكل إنسان مزاجاً أساسياً ثابتاً نسبياً يشكّل قاعدة شخصيته وطريقة استجابته للعالم، ويقسّم هذا المزاج إلى 9 أنماط رئيسية تُستخدم لفهم الدوافع، وأساليب التفكير، ونقاط القوة والضغط لدى الفرد.
ولا يهدف التطبيق إلى التشخيص النفسي أو العلاج الطبي، بل يقدّم إرشادًا حياتيًا عامًا، يراعي طبيعة تفكير الفرد ودوافعه وانفعالاته وطريقته في اتخاذ القرار، الأمر الذي يميّز التطبيق عن نماذج الذكاء الاصطناعي العامة التي تقدّم إجابات موحّدة لجميع المستخدمين.
** كيف يعمل "ميزكولوج"؟
عند الدخول إلى التطبيق، يخضع المستخدم لاختبار مزاجي يستغرق نحو 8 إلى 10 دقائق، تُحدَّد من خلاله تركيبته المزاجية بدقة.
وبعد ظهور النتيجة، يمكن للمستخدم اختيار أحد 9 ملفات استشارية مصمّمة وفق أنماط المزاج المختلفة، والبدء في محادثة تفاعلية مع الذكاء الاصطناعي، للحصول على إرشادات تتعلق بمجالات متعددة، أبرزها اتخاذ القرارات اليومية، والعلاقات الأسرية والعاطفية، والتعليم والتخطيط المهني، والتطور القيادي والذاتي، واستشارات مخصّصة بدل إجابات عامة.
وفي حديثه للأناضول، أوضح الطبيب يلماز أن التطبيق صُمّم ليكون أقرب إلى "مستشار شخصي رقمي"، يأخذ في الاعتبار البنية المزاجية للفرد عند صياغة كل إجابة.
وقال: "ميزكولوج لا يقدّم إجابات عامة. بل يسأل دائمًا كيف يفكّر هذا الشخص؟ ما الذي يحفّزه؟ كيف ينظر إلى الحياة؟ كيف يبني علاقاته؟ ثم يقدّم إجابة متوافقة مع هذه الخصائص".
وأضاف أن نحو 40 بالمئة من الأشخاص حول العالم باتوا يستخدمون تطبيقات الذكاء الاصطناعي بوصفها مستشارًا شخصيًا، إلا أن معظم هذه التطبيقات تفتقر إلى عنصر الخصوصية الفردية.
** فهم المزاج
وأشار يلماز إلى أن المزاج يشكّل الأساس الذي تُبنى عليه الشخصية، موضحًا أن فهم الإنسان لمزاجه يساعده على تفسير سلوكه ودوافعه بشكل أعمق.
وقال: "المزاج أشبه بالحمض النووي البنيوي للإنسان. إذا فهمنا هذا الرمز، نفهم لماذا يتصرف الشخص بطريقة معينة، وكيف يتفاعل معرفيًا وعاطفيًا وسلوكيًا مع محيطه".
وأوضح أن التجارب الحياتية والتعليم والثقافة تؤثر في الشخصية، لكنها تتفاعل دائمًا مع المزاج الأساسي ولا تنفصل عنه.
** لا بديل عن الطبيب
وشدّد يلماز على أن التطبيق لا يمكن أن يحل محل الطبيب النفسي أو الأخصائي السريري، لكنه قد يكون أداة مساندة مفيدة للأفراد والعائلات والمؤسسات التعليمية.
وأضاف: "أحيانًا كلمة واحدة أو جملة مختصرة قد تغيّر مسار حياة إنسان. نطمح لأن يكون ميزكولوج دليلًا عمليًا يساعد الناس على اتخاذ قرارات أكثر وعيًا".
** بنية مدروسة
من جانبها، أوضحت سُميرا تاجيسر يلماز، الشريكة المؤسسة في شركة "هومنا" (HUMNA) للبرمجيات والاستشارات، أن التطبيق يستند إلى خبرة علمية تمتد لأكثر من 20 عامًا.
وأشارت إلى أن خلفيتها الأكاديمية في جامعة ميونخ التقنية، ودراساتها العليا في الذكاء الاصطناعي والمجتمع، أسهمت في بناء الإطارين التقني والأخلاقي للتطبيق، مع التركيز على حماية الخصوصية.
وبيّنت يلماز أن اختبار المزاج متاح مجانًا، كما يمكن للمستخدم التفاعل مع التطبيق ضمن حدّ معيّن دون مقابل، قبل الانتقال إلى باقات مدفوعة تتيح استخدامًا أوسع.
وأوضحت أن التطبيق يعمل حاليا بثلاث لغات هي التركية والألمانية والإنجليزية، ولاقى اهتمامًا متزايدًا داخل تركيا، إلى جانب ردود فعل إيجابية من أوساط أكاديمية ومهنية في أوروبا.

** طموح للريادة العالمية
وأكدت يلماز أن الفريق يطمح إلى تطوير التطبيق باستمرار، وإطلاق نسخ متقدمة مستقبلًا، مع استهداف التوسّع عالميًا، وتمثيل تركيا بوصفها دولة رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي الاستشاري.
وقالت في ختام حديثها: "هدفنا أن نكون من الرواد عالميًا في الذكاء الاصطناعي الذي يراعي الخصوصية الفردية، وأن نقدّم نموذجًا تركيًا قادرًا على المنافسة الدولية".
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
