الدول العربية, التقارير, فلسطين, قطاع غزة

مأساة غزة.. بقايا الإبادة الإسرائيلية تسلب طفولة التوأمين يحيى ونبيلة (تقرير)

ـ صاروخ من مخلفات الجيش الإسرائيلي انفجر وأصاب يحيى ونبيلة الشرباصي (6 سنوات) أثناء لعبهما محولا حياتهما إلى مأساة

Jomaa Younis  | 28.10.2025 - محدث : 28.10.2025
مأساة غزة.. بقايا الإبادة الإسرائيلية تسلب طفولة التوأمين يحيى ونبيلة (تقرير)

Gazze

غزة / الأناضول

بعد عودتهما إلى منزلهما بمدينة غزة عقب أشهر طويلة من النزوح، خرج التوأمان يحيى ونبيلة الشرباصي (6 أعوام) بحثا عن مساحة صغيرة للعب، لكن لحظات اللهو القصيرة تحولت إلى مأساة حينما انفجر صاروخ إسرائيلي من مخلفات حرب الإبادة الجماعية.

عند وقوع الانفجار، هرعت عائلة الطفلين إلى المكان لتفاجأ بمشهد مروع، فالدماء كانت تغطي جسديهما الصغيرين، قبل أن ينقلا إلى مستشفى الشفاء غربي مدينة غزة لتلقي العلاج.

في المستشفى، جلس جد الطفلين توفيق الشرباصي بجوارهما وملامحه تفيض بالألم، وقال: "كانا يلعبان أمام المنزل حين سمعنا صوت انفجار قوي، فهرعنا إلى الخارج لنجدهما ملقين على الأرض والدماء تغطيهما".

ويضيف في حديثه للأناضول أن حالة حفيديه صعبة، موضحا أن يحيى أصيب في يده وأجزاء من جسده، بينما أصيبت نبيلة في رأسها وبطنها.

وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ 10 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، عادت عائلة الشرباصي مع مئات آلاف الفلسطينيين إلى ما تبقى من منازلهم في المناطق التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي جزئيا.

وفوجئ الفلسطينيون العائدون بحجم الدمار الكبير في منازلهم وأحيائهم، خاصة ضمن المناطق الغربية من مدينة غزة التي شهدت هجمات إسرائيلية مكثفة قبيل انتهاء الحرب.

إذ أظهرت لقطات جوية تداولها ناشطون على منصات التواصل، مساحات شاسعة من الأنقاض في أحياء مدينة غزة الشمالية والغربية، دون بنية تحتية ولا كهرباء.

** سرقة الطفولة

داخل مستشفى الشفاء، تحاول الفرق الطبية إنقاذ حياة الطفلين وسط نقص حاد في الإمكانات، وهو ما يعرقل عملها في كثير من الأحيان.

وتقول الطبيبة البريطانية هارييت (لم تذكر اسمها بالكامل)، وهي طبيبة طوارئ أطفال تعمل في مستشفى الشفاء، إن حالة يحيى ونبيلة حرجة للغاية، وقد خضعا لعمليات جراحية طارئة فور وصولهما.

وأضافت للأناضول، أن أحد الطفلين بُترت يده اليمنى بالكامل جراء الانفجار، بينما يواجه الآخر خطر فقدان ساقه اليسرى حتى الفخذ.

وأوضحت في حديثها عن خطورة حالتهما الصحية: "لا نعرف بعد ما إن كانا سينجوان".

وبين الحين والآخر، يشهد قطاع غزة انفجارات متكررة ناجمة عن مخلفات عسكرية إسرائيلية خاصة في مناطق الانسحاب، ما يسفر عن مقتل وإصابة مدنيين معظمهم أطفال، حيث يعبثون بها دون إدراك مخاطر ذلك.

ومع سريان الاتفاق، انسحب الجيش الإسرائيلي جزئيا إلى مواقع تمركز جديدة داخل قطاع غزة، شرق ما يُعرف بـ"الخط الأصفر".

وشملت الانسحابات مدينة غزة (شمال) باستثناء حي الشجاعية (شرق المدينة)، وأجزاء من حيي التفاح (شرق) والزيتون (جنوب شرق).

وفي مدينة خان يونس (جنوب)، انسحب الجيش الإسرائيلي من مناطق الوسط وأجزاء من الشرق، فيما منع دخول الفلسطينيين إلى بلدتي بيت حانون وبيت لاهيا (شمال)، ومدينة رفح (جنوب)، وساحل القطاع.

** حوادث متكررة

الطبيبة البريطانية تقول إن حوادث الإصابة بمخلفات الجيش الإسرائيلي تتكرر بشكل دائم.

وتلفت إلى أنه بمجرد اقتراب الأطفال من تلك الأجسام المشبوهة تنفجر مباشرة، دون ذكر مزيد من التفاصيل.

وتفيد مصادر محلية للأناضول بأن هذه المخلفات والأجسام المشبوهة تقع في الأحياء المدمرة والمناطق السكنية التي عاد إليها الفلسطينيون إبان الانسحاب الإسرائيلي الجزئي.

وأشارت إلى أن بعض هذه المخلفات تكون مموهة أو على شكل ألعاب، ما يثير فضول الأطفال ويدفعهم إلى لمسها والعبث بها.

وفي ضوء تكرار تلك الحوادث، حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الجمعة، الفلسطينيين من العبث بمخلفات الجيش الإسرائيلي غير المنفجرة أو الأجسام المشبوهة.

وطالب المكتب الحكومي الفلسطينيين بالابتعاد عن المخلفات العسكرية فورا حال اكتشافها، وعدم العبث بها مطلقا والتواصل الفوري مع الجهات المختصة.

** تهديد للمدنيين

رغم انتهاء الحرب، لا تزال نحو 20 ألف قذيفة وصاروخ إسرائيلي غير منفجرة، وفق تقديرات المكتب الإعلامي الحكومي، ما يشكل تهديدا مباشرا وحقيقيا لحياة 2.4 مليون فلسطيني يعيشون في قطاع غزة.

وشدد المكتب الحكومي عبر بيان في 17 أكتوبر الجاري، على أن تلك المخلفات تتطلب معالجة هندسية وأمنية دقيقة قبل البدء بأي أعمال إزالة ركام.

وأشار إلى أن حجم الدمار والركام الناتج عن حرب الإبادة الجماعية التي شنتها إسرائيل في 8 أكتوبر 2023 واستمرت عامين، يراوح بين 65-70 مليون طن من الركام والأنقاض.

وأكد أن ذلك حول القطاع إلى منطقة "منكوبة بيئيا وإنشائيا"، وأدى إلى إعاقة وصول المساعدات الإنسانية وعرقلة جهود الإنقاذ والإغاثة.

كما أسفرت حرب الإبادة الجماعية على مدى عامين، عن مقتل 68 ألفا و527 فلسطينيا، وإصابة 170 ألفا و395 آخرين، وتدمير 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية في قطاع غزة.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.