الدول العربية, التقارير, فيروس كورونا

في تونس.. "الكمامة أم الاختراع" ( تقرير)

مثلما يلهث كل العالم بحثا عن المستلزمات الصحية للتوقّي من مخاطر فيروس كورونا، تشهد مدن تونس وقراها تسابقا من أجل توفير بعضها بمبادرات فردية للمساهمة في تعويض النقص الحاد من الكمامات.

03.04.2020 - محدث : 03.04.2020
في تونس.. "الكمامة أم الاختراع" ( تقرير)

Tunisia

تونس - القيروان/ عادل الثابتي، ناجح الزغدودي/ الأناضول

- النساء في طليعة المتطوعين لصناعتها
-مجموعة من الخياطين بادروا للمساهمة في تعويض النقص للكمامات
- وزع الإنتاج على المؤسسات العسكرية والأمنية والمستشفيات
- يرابط 150 عاملا داخل مصنع بولاية القيروان لتوفير حاجيات المستشفيات والصيدليات والمؤسسات الأمنية

مثلما يلهث كل العالم بحثا عن المستلزمات الصحية للتوقّي من مخاطر فيروس كورونا، تشهد مدن تونس وقراها تسابقا من أجل توفير بعضها بمبادرات فردية للمساهمة في تعويض النقص الحاد من الكمامات.

وبرزت حركة تطوّع فردية، أغلبها نسوية، من أجل صناعة هذا المستلزم الصحي الضروري للطواقم الطبية ورجال الأمن المكلفين بتطبيق الحجر الصحي العام الذي تعيشه البلاد منذ نحو 10 أيام.

** الخياطات في الطليعة

في حي الياسمينات بمدينة بن عروس، جنوب العاصمة تونس، بادرت رجاء عمامو (50 عاما) بتحويل ورشتها الصغيرة للخياطة إلى مصنع كمامات.

وقالت "حدث إشكال في إيجاد الكمامات للطواقم الطبية ولعموم الناس في تونس فقلت وأنا أمتثل للحجر الصحي العام لماذا لا أساعد بلدي".

وأضافت عمامو التي التقتها الأناضول في ورشتها الصغيرة "قررت أن أصنع الكمامات للجميع".

وتابعت "توجهت للأطباء حتى يرشدونني حول نوعية القماش المطلوب".

وأكدت عمامو، وعلامات الرضا عمّا تقوم به تظهر على محياها، "صنعت مئات الكمامات لمستشفى الحروق (حكومي) ومستشفى حي الياسمنات المحلي".

مراد بوزيد (40 عاما - مهندس مدني) وأحد أهم مساعدي رجاء عمامو في مبادرتها، قال "الفيروس جعلنا في أزمة ومع حظر التجوال رأينا أن مستشفى "بن عروس" يعاني نقصا حادا في المستلزمات الطبية وخاصة الكمامات".

وأضاف للأناضول "أردنا الحصول على الكمامات فوجدنا عددا قليلا في السوق وذلك رغم تطوع كثيرين للشراء معنا لفائدة المستشفى".

وتابع "أردنا التعويل على أنفسنا فوجدنا الخياطة رجاء وكثير من الفنانين مثل زازة ومنال عمارة ليساعدونا".

وأكد "نريد إيصال رسالة إلى كل الناس هي أننا نريد المساعدة بصناعة كمامات حسب مواصفات وزارة الصحة من حيث نوعية الأقمشة لأنه هناك عدة مواد في الأسواق غير مطابقة للمواصفات".

وتوجّه بوزيد إلى المسؤولين "نريد أن تساعدنا الدولة عبر مختبراتها بإيجاد آلية نعرض عليها منتوجنا ليكون مطابقا للمواصفات".

** التطوع يعم البلاد

ومساهمة منها في مجابهة "كورونا" وما تسجله السوق الوطنية من نقص في الواقيات الطبية، قررت إيمان وهي خياطة من مدينة بوحجلة جنوب ولاية القيروان، وصاحبة محل خياطة وبيع قماش، تسخير جهدها وجهد مساعدتها لصنع الكمامات.

وقالت إيمان العويساوي (37 عاما)، "أصنع هذه الكمامات لصالح رجال الأمن بالجهة والمستشفى المحلي".

وأضافت في حديث مع الأناضول أنها "رغبت في المساهمة من جانبها في مجابهة الأزمة والانخراط في مبادرات التطوع".

وتابعت "تمكنت إلى حد الآن من توزيع 250 كمامة على رجال الأمن والبلدية والمستشفى المحلي ببوحجلة"، مؤكدة عزمها على مواصلة التطوع.

واستطاعت العويساوي أن تحفز عددا كبيرا من النساء لمشاركتها في مجهود التطوع عبر توفير المواد الأولية من قماش وخيط ومطاط، وشجعت شبانا خياطين على الأمر.

** في الحجر الاختياري لصنع الواقيات

منذ نحو أسبوعين اختار 150 من العاملين بمصنع متخصص في وسائل الوقاية الطبية بولاية القيروان (وسط) أن يرابطو داخل المعمل من أجل توفير حاجيات المستشفيات والصيدليات والمؤسسات الأمنية والعسكرية.

واختار مصنع "كونسوماد" تقليص عدد عماله من 240 إلى 150؛ لحمايتهم من خطر العدوى مقابل مواصلة تأمين تزويد السوق المحلية بالحاجيات الضرورية في ظل تضاعف الطلب على الواقيات الطبية.

"المصنع تحوّل إلى معسكر إنتاج مغلق بعد توفير شروط الوقاية وظروف الإقامة والإعاشة للعمال مع توفير الرعاية الطبية اللازمة"، بحسب حمزة العلويني مدير مصنع "كونسوماد" للأناضول، مضيفا أنه يقيم هو عائلته ووالدته مع العمال كأنهم أسرة واحدة.

وأوضح العلويني أنه "تمت إعادة ترتيب فضاء المعمل لتوفير إقامة للعمال، كما تم تخصيص طباخ ومساعدين لتقديم الوجبات للعمال ويتعاونون كعائلة واحدة".

وأضاف "يتم توفير طبيب وأعوان مراقبة صحية لضمان المراقبة الصحية وسلامة المجموعة إضافة إلى ضمان سلامة المنتوج".

كما أكد أن "العمال تلقوا تكوينا علميا وفنيا حول خصوصية المنتج الذي يفترض أن يكون معقما وصحيا".

ورغم أن طبيعة المؤسسة تسمح لها بالتصدير إلى إفريقيا والاتحاد الاوروبي والشرق الأوسط، إلا أن "الإنتاج اقتصر على السوق المحلية بنسبة 90 بالمائة"، حسب العلويني.

ويتم، وفق العلويني، "تزويد كل من الصيدلية المركزية (حكومية) والمؤسستين الأمنية والعسكرية بجزء من الكميات المطلوبة حسبما يتوفر من إنتاج ويتم إعطاء الأولوية للمستشفيات التي تؤوي مصابين بكورونا".

وفي 2 مارس/آذار الماضي، أعلن وزير الصحة التونسي عبد اللطيف المكي تسجيل أول إصابة بكورونا في البلاد لتونسي عمره 40 عاماً كان يقيم في إيطاليا، لتتجاوز الآن 455 حالة و14 حالة وفاة.

وبدأت تونس حجرا صحيا عاما منذ 22 مارس الماضي، فيما أعلن رئيس البلاد قيس سعيّد حظرا جزئيا للتجول في 17 من نفس الشهر.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.