الدول العربية, التقارير

غلاء أسعار الأضاحي "ينحر" الليبيين في "أوباري" (تقرير)

سعر الخروف يصل 1077 دولارا، وأضاحي الصكوك بديلا لنقص السيولة

19.08.2018 - محدث : 19.08.2018
غلاء أسعار الأضاحي "ينحر" الليبيين في "أوباري" (تقرير)

Awbari

أوباري / وليد عبد الله / الأناضول

مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك أو كما يسميه الطوراق في ليبيا " أمود ان تفسكي"، يتحول حديث الناس في مدينة أوباري (جنوب) إلى الأضاحي وغلاء أسعارها مقابل قلة السيولة في البنوك.

وتشهد أسعار الأضاحي في ليبيا هذا العام ارتفاعا جنونيا، لاسيما في المناطق الجنوبية، فرغم الخطوات التي أعلن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني اتخاذها لاستيراد الأضاحي من الخارج، ينفي العديد من السكان المحليين في أوباري وصول هذه الأضاحي.

ويتفاوت سعر الأضحية في أغلب الأسواق في مدينة أوباري باختلاف نوع المعاملة المالية حيث بلغ سعر الخروف المحلي 1500 دينار ليبي (نحو 1077 دولارا) بسعر الكاش وبلغ سعر الأضحية بالصكوك المصدقة 1800 دينار إلى 2000 دينار (ما يوازي من 1292 إلى 1436 دولارا).

وخلال السنوات القليلة الماضية، لجأ تجار الأغنام في العديد من المناطق الليبية إلى بيع أضاحي العيد بصكوك مصرفية، يتم اعتمادها من البنوك العامة، وذلك لمواجهة أزمة السيولة النقدية التي تعاني منها ليبيا.

وتنص الصفقة على ذهاب المواطن الراغب في شراء أضحية العيد، إلى المصرف الذي يمتلك فيه حسابا جاريا لتصديق صك باسم التاجر صاحب الأضاحي، وتقديم الصك إليه عوضا عن دفع القيمة نقدا كون ذلك أصبح من الأمور شبه المستحيلة في ليبيا، بعد دخولها أزمة سيولة حادة، ومبيت المواطنين أمام المصارف للحصول على مبلغ مالي قليل يسد حاجاتهم اليومية.

وتعد ظاهرة أضاحي الصك جديدة على السوق الليبية، وأفرزتها الحرب الأهلية في والصراع السياسي الذي تعيشه البلاد، بل ولاقت استهجان نسبة من المواطنين، كون التجار يضيفون مبلغا إضافيا للسعر الأصلي للأضحية، بدعوى أن الدفع "بصك مصدق" و ليس "نقدا".

**"أحرقتنا الأسعار!"

داخل السوق المعروف باسم "المشروع" لبيع الأضاحي في أوباري، يجلجل صوت أحد الأشخاص صائحا "يقدانغ أوغ هرت" وتعني بلغة الطوارق "أحرقتنا هذه الأسعار".

وعندما سأله مراسل الأناضول ما إن كان اشترى أضحية هذا العام، أجاب الرجل ويدعى "خداش الفقي":"لا، لم أشتر، الأسعار خيالية جدا هذا الموسم، ولكن في النهاية ننتظر ماسيكتبه لنا الله سواء اشترينا أم لا".

ويوضح الفقي أن الأسعار هذه السنة أغلى كثيرا من السنة الماضية، معتبرا أن التاجر والمواطن كلاهما ضحية، فالأول يقول إن الأضاحي تصل إليه بأسعار غالية، فيما يشتكي المواطن من عدم وجود سيولة كافية.

ووصل متوسط سعر الأضاحي في الأسواق الليبية العام الماضي 2017 للخروف المحلي إلى 1300 دينار (933 دولارا)، أما سعر الأغنام المستوردة فتراوح ما بين 700 إلى 850 دينارا (502- 574 دولارا).

ويعتبر الفقي أن التاجر وحده لا يمكنه معالجة مشكلة غلاء أسعار، وأن على الحكومة أن تتدخل من خلال العمل على وضع الحلول التي تنهي المشكلة، بما في ذلك دعم المشاريع الزراعية التي تهتم بتربية الأغنام مستقبلا.

وأشار الفقي أن الأسعار تتراوح من بين 1500 إلى 2000 دينار ليبي (1077 إلى 1436 دولارا) وهناك بعض التجار يتعاملون بالصكوك المصدقة والتحويل ولكن الأسعار تتزايد خاصة إن كان البيع بالصك حيث يزيد سعرها كثيرا.

**رحلة البحث عن أضحية

وليس بعيدا عنه، وقف "خميدو شبكي"، باحثا عن أضحية يناسب سعرها إمكاناته المادية، قائلا للأناضول :"الأسعار غالية جدا ولازلت أبحث عن أضحية رخيصة الثمن".

ولفت أن بعض التجارعندما سمعوا بتوزيع السيولة في بعض المصارف أغلقوا البيع عن طريق الصكوك، ومنهم من عمل على رفع سعرها.

وأكد "شبكي" أن غلاء الأسعار يثقل كاهل سكان أوباري، خاصة مع استمرار قلة السيولة النقدية، مشيرا إلى أنه في النهاية سيبحث عن طريقة مناسبة لشراء الأضحية.

أما التاجر محمد أبوبكر والمعروف في السوق باسم "بودي"، فأكد أن غلاء الأسعار يعد أمرا طبيعيا، عازيا ذلك أن معظم الأضاحي يتم شحنها من العاصمة طرابلس، ما يتطلب مصاريف نقل تضاف إلى السعر الأصلي.

سبب آخر لارتفاع سعر الأضاحي، أشار إليه "بودي" في حديثه للأناضول، وهو ارتفاع سعر العلف الحيواني في المنطقة.

وأشار بودي أن هنااك بعض التجار يتعاملون بالبيع بالصكوك المصدقة وهذه النوعية من معاملات البيع تتيح الفرصة للعديد من المواطنين لشراء الأضحية.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.