تركيا, التقارير

عبر 19 مشروعا.. تركيا تواصل نجاحاتها العلمية بالقطب الشمالي (تقرير)

في خطوة تعكس حضور تركيا المتنامي على الساحة العلمية الدولية، نفذ فريق من العلماء الأتراك إلى جانب باحثين دوليين، 19 مشروعا علميا في مياه القطب الشمالي.

Şebnem Coşkun, Hişam Sabanlıoğlu  | 06.08.2025 - محدث : 06.08.2025
عبر 19 مشروعا.. تركيا تواصل نجاحاتها العلمية بالقطب الشمالي (تقرير)

Svalbard and Jan Mayen

النرويج / شبنم جوشقن / الأناضول

** منسقة "الحملة العلمية الوطنية الخامسة" البروفسورة بورجو أوزصوي:
- الحملة نُفذت بمشاركة 9 باحثين أتراك و3 أجانب من بلغاريا والأرجنتين والإكوادور
- الحملة تشمل دراسات متعددة بمحيط جزيرة سفالبارد في رحلة لنحو 3 آلاف ميل بحري
- النتائج ستُنشَر في دوريات علمية دولية ستسهم في تعزيز مكانة تركيا بمجال أبحاث القطب

في خطوة تعكس حضور تركيا المتنامي على الساحة العلمية الدولية، نفذ فريق من العلماء الأتراك إلى جانب باحثين دوليين، 19 مشروعا علميا في مياه القطب الشمالي.

وتأتي المشاريع ضمن "الحملة العلمية الوطنية الخامسة" التي نُظمت بإشراف وزارة الصناعة والتكنولوجيا، وبدعم من رئاسة الجمهورية، وبقيادة معهد بحوث القطب التابع للمؤسسة التركية للأبحاث التكنولوجية والعلمية "توبيتاك".

وتهدف الحملة إلى تعميق الفهم بشأن تأثيرات التغير المناخي، وتوسيع آفاق البحث في النظم البيئية القطبية، عبر مشاريع متعددة التخصصات شارك فيها أكاديميون وخبراء وطلاب من تركيا وعدة دول، في واحدة من أكبر المهام البحثية القطبية التركية.

وشاركت في الحملة عدة مؤسسات بينها "توبيتاك" ورئاسة دائرة المسح الهيدروغرافي وعلم المحيطات، ووكالة الأناضول، وجامعات تركية شملت جامعة إسطنبول، وإسطنبول التقنية، والبحر الأسود التقنية (طرابزون)، والشرق الأوسط التقنية (أنقرة)، و9 أيلول (إزمير).

كما شارك في الحملة 3 باحثين من بلغاريا والأرجنتين والإكوادور في إطار تفاهمات للتعاون الثنائي.

وتأتي هذه الخطوة من تركيا بعد النجاح اللافت الذي حققته من خلال أعمالها في القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا) التي نظم إليها العلماء الأتراك 9 رحلات عملية.

وفي يوليو/ تموز 2019، أطلق علماء أتراك أول رحلة علمية إلى القطب الشمالي.

ومنتصف يوليو الماضي، أعلن وزير الصناعة والتكنولوجيا محمد فاتح كاجر، بدء البعثة العلمية الخامسة لأبحاث القطب الشمالي، في فريق مكون من 12 عالما.

** 3 آلاف ميل بحري

وفي تصريح للأناضول، أوضحت منسقة الحملة البروفسورة بورجو أوزصوي، أن الحملة نُفذت بمشاركة 9 باحثين أتراك و3 أجانب، وتضمنت إجراء 19 مشروعا علميا.

وأضافت: "جرى استكمال دراسات علمية متعددة التخصصات في محيط جزيرة سفالبارد، تضمنت علوم البحار، وقياسات نظام الملاحة العالمي عبر الأقمار الصناعية (GNSS)، والقياسات الجوية، وذلك خلال رحلة بحرية بلغت نحو 3 آلاف ميل بحري".

وأوضحت أنه "من خلال تحليل عينات مياه البحر والرواسب التي جُمعت من 70 بقعة، سيتم الكشف عن بيانات الحمض النووي والعوالق النباتية والحيوانية في المنطقة، وكذلك الكشف عن تأثير ذوبان الجليد البحري على النظام البيئي البحري".

وأشارت أوزصوي إلى أن القياسات الجوية التي تم جمعها طوال مدة الرحلة تُسهم أيضا في "فهم النظام البيئي بشكل أفضل".

وأكدت أن النتائج التي ستُستخلص من تلك الدراسات ستُنشَر في دوريات علمية دولية، وستُسهم كما في البعثات السابقة إلى القطبين الشمالي والجنوبي، في تعزيز مكانة تركيا العلمية في مجال أبحاث القطب.

وفي فبراير/ شباط الماضي، انطلقت البعثة الوطنية التركية التاسعة إلى القارة القطبية الجنوبية لإجراء أبحاث تسهم في إيجاد حلول لضمان سلامة الكوكب.

وانتهت الرحلة التاسعة إلى القطب الجنوبي منتصف مارس/ آذار الماضي، حيث أجرى الباحثون دراسات شملت مناطق اليابسة والبحر، بهدف جمع بيانات دقيقة عن الحركات التكتونية والتضاريس البحرية، والمساهمة في تعزيز سلامة الملاحة ودعم الأنشطة العلمية في المنطقة.

** مشاريع متنوعة

القبطان دوغاج بيبرس إيشيلر، قال للأناضول إنه ساهم بصفته قائدا للحملة في تنفيذ 19 مشروعا علميا بأمان وكفاءة.

وأضاف: "ساهمنا من خلال الحملة في تعزيز القوة العلمية واللوجستية لبلدنا في القطب الشمالي، تماما كما فعلنا في القطب الجنوبي".

أما نائب قائد الحملة الدكتور المشارك أرهان أرسلان، فسعى من خلال مشروعه المسمى "قياس المعطيات الجوية خلال الحملة القطبية"، أحد المشاريع الـ19 المنفذة، إلى الإجابة عن سؤال يتعلق بكيفية تغير المعطيات الجوية على مدار الرحلة.

وفي إطار توثيق هذا النشاط العلمي، عملت المصورة الصحفية البارزة بالأناضول، شبنم جوشقن، على إنتاج صور ومقاطع فيديو وتقارير إخبارية تسلط الضوء على الأبحاث العلمية الجارية، وتأثيرات التغير المناخي العالمي، والحياة البرية في المنطقة.

وهدفت جوشقن من خلال هذه التغطية إلى نقل نتائج الرحلات العلمية التي تنفذها تركيا في القطبين إلى العالم أجمع.

من جانب آخر، شارك الضابط البحري مصطفى قنات، من رئاسة دائرة المسح الهيدروغرافي وعلم المحيطات، في تنفيذ مشروع باسم "القياسات الأوقيانوغرافية في المنطقة القطبية".

وعمل قنات على جمع بيانات ميدانية بهدف الإجابة عن سؤال "ما هي المناطق المناسبة لإجراء قياسات الأعماق البحرية عبر الأقمار الصناعية في القطب الشمالي، وما هي الخصائص الأوقيانوغرافية الفريدة لهذه المناطق؟".

أما الدكتور عادل أنيس أرسلان، فشارك في الرحلة بمشروعه الذي يحمل اسم "ديناميات بخار الماء في القطب الشمالي: ملاحظات حول نظام الملاحة العالمي عبر الأقمار الصناعية خلال الرحلات القطبية".

وركّز المشروع على دراسة العلاقة بين الغلاف الجوي وكمية بخار الماء القابل للتبخر في الجو، من خلال نمذجة تعتمد على إشارات نظام الملاحة العالمي عبر الأقمار الصناعية.

كما شاركت الدكتورة المساعدة أصلهان ناصيف، في الرحلة بمشروعها المسمى "رصد المعطيات الفيزيائية الأوقيانوغرافية وتحديد اتجاهات التغير في المحيط القطبي الشمالي"، الذي يعتبر أحد مشاريع الحملة ويركز على قياسات "سي تي دي" (CTD)، في محيط جزر سفالبارد.

ويهدف المشروع إلى استكشاف المؤشرات التي تعكس التغير المناخي من خلال التغيرات في بنية كتل المياه القطبية ومعطياتها الفيزيائية.

* الحمض النووي البيئي

وشارك الدكتور المشارك رأفت جاغري أوزتورك، أحد أعضاء البعثة العلمية، في تنفيذ مشروع حمل اسم "استخدام الحمض النووي البيئي في الكشف عن الثدييات البحرية".

أوزتورك سعى من خلال البحث للإجابة عن سؤال "هل يمكن تحديد وجود الثدييات البحرية المنتشرة في بحر بارنتس من خلال تحليل الحمض النووي البيئي؟".

كما عملت طالبة الدكتوراه بيلغه دورغوت، ضمن مشروع باسم "نحو مراقبة ذكية للتنوع البيولوجي في القطب الشمالي: الحمض النووي البيئي (eDNA) والمعاينات البيوجيوكيميائية".

وأجرت دورغوت أبحاثا تستهدف معرفة ما إذا كان من الممكن تتبع التغيرات التي تطرأ على النظم البيئية القطبية بسبب التغير المناخي من خلال وسائل رصد ذكية كاستخدام الحمض النووي البيئي.

أما طالبة الدكتوراه غولدهان دريال، فشاركت في مشروع "استخدام العينات السلبية لتحديد المواد الفعالة في الأدوية المعتمدة على الميكروبلاستيك عبر تقنيات (FT-IR) و(LC-MS)".

وبحثت دريال كيفية انتقال الملوثات العضوية، خاصة بقايا المواد الدوائية الفعالة، عبر جزيئات الميكروبلاستيك من نظام بيئي إلى آخر من خلال قوى التفاعل الكهروستاتيكي، حيث سعت للإجابة عن سؤال "كيف تنتقل الميكروبلاستيكات وما تحمله من ملوثات دوائية إلى النظام البيئي القطبي الشمالي؟".

** 3 طلاب ثانوية بالحملة

وشارك في الحملة العلمية 3 طلاب بالمرحلة الثانوية، من الفائزين في مشاريع "توبيتاك 2204 سي"، و"2204 دي"، حيث أجروا اختبارات ميدانية على مشاريع متعلقة بالجو والمناخ والاستدامة والعلوم الاجتماعية والإنسانية في القطب الشمالي.

الطالبة رقية أصلي كيلجي، نفذت مشروعا بعنوان "نظرة إلى الثقافة القطبية من خلال الرسومات"، حيث سعت للإجابة عن سؤال "ما مدى فعالية الرسومات التي نُشرت في كتب المستكشفين القطبيين خلال القرن التاسع عشر بعد بعثاتهم في نقل ثقافة القطب الشمالي ورفع مستوى الوعي به؟".

أما الطالبة أليف برّا دمير، فعملت على مشروع بعنوان "إنتاج عبوات حيوية بيئية من قشور البصل والطحالب الحمراء البحرية"، حيث اختبرت في مياه القطب الشمالي وعلى الشواطئ القريبة من الأنهار الجليدية، عدة تساؤلات بشأن ماهية المركّبات التي تنتقل إلى الماء من العبوات الحيوية القابلة للذوبان.

واختبرت أيضا مدى ضرر المركبات وسرعة وكمية الذوبان، وكيف يؤثر الموقع الجغرافي لسحب عينة الماء على تلك المعايير.

أما الطالب قاغان يوسف أوداجي، فشارك في مشروع بعنوان "نموذج أولي لقياس جودة الهواء مدعوم بالذكاء الاصطناعي وواجهة ويب"، حيث بحث تساؤلات بشأن جودة الهواء في المناطق القطبية، وتأثيرات تلوث الهواء فيها.

** باحثون أجانب

وفي إطار التعاون الثنائي الدولي، شارك في الحملة ثلاثة باحثين من بلغاريا والأرجنتين والإكوادور.

الدكتورة سارا سيفوينتيس من الإكوادور، أجرت دراسة بعنوان "الميكروبيوتا البحرية المميزة وجينومات المقاومة: دراسة ميتاجينومية حول انعكاسات النشاط البشري على النظم البيئية الساحلية في سفالبارد".

وسعت من خلال المشروع للإجابة عن جملة تساؤلات بشأن الفروقات بين المناطق الساحلية المتأثرة بالنشاط البشري والمناطق النائية في سفالبارد، من حيث الميكروبيوتا البحرية، وخاصة جينومات المقاومة التي تحوي جينات مقاومة بالغة الأهمية.

أما العالم لوكاس مارتينيز ألفاريز من المعهد الأرجنتيني لأبحاث القطب الجنوبي، فشارك في الحملة بدراسة عنوانها "الانعكاس الميتاجينومي: مقارنة بين المجتمعات الميكروبية في النظامين البيئيين القطبيين الشمالي والجنوبي".

وركزت الدراسة على وجود تكيفات تطورية مشتركة بين المجتمعات الميكروبية في القطبين الشمالي والجنوبي.

من جهته، عمل الأستاذ الدكتور سفيتوسلاف ديموف من معهد بلغاريا لأبحاث القطبين، على مشروع بعنوان "دراسة الميكروبيوتا في مياه البحر القطبي المحيطة بأرخبيل سفالبارد".

وسعى ديموف من خلال مشروعه إلى الإجابة عن تساؤلات بشأن كيفية عمل النظم البيئية البحرية في القطب الشمالي، والدور المحوري للكائنات الدقيقة في دورات المواد وتدفق الطاقة، والتأثيرات الناتجة عن النشاط البشري في تلك النظم.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.