الدول العربية, التقارير

خبير ليبي: حفتر يريد انتخابات بلا دستور (حوار)

رئيس رابطة مهجري بنغازي سعد ياسين العبيدي للأناضول: كل من يريد صلاح ليبيا يطالب بالدستور قبل الانتخابات، ونعتبر انتخابات بدون دستور ضحك على ليبيا وخيانتها وضياع لمكتسبات ثورة فبراير (2011)".

Muhammed Shekh Yusuf  | 18.01.2019 - محدث : 18.01.2019
خبير ليبي: حفتر يريد انتخابات بلا دستور (حوار)

İstanbul

إسطنبول/ محمد شيخ يوسف/ الأناضول

رئيس رابطة مهجري بنغازي سعد ياسين العبيدي للأناضول:
- معظم قيادات عملية الكرامة تخلوا عن حفتر 
- كل من يريد صلاح ليبيا يطالب بالدستور قبل الانتخابات، ونعتبر انتخابات بدون دستور ضحك على ليبيا وخيانتها وضياع لمكتسبات ثورة فبراير (2011)".
- من وقف مع حفتر بقوة بداية، لا يقف بنفس القوة ضده الآن، لأنه سحب الصلاحيات منهم، ولم يبق لهم سلاح، وزرع عنصر الخوف بينهم.
- عدم تنفيذ اتفاق الصخيرات أربك المشهد الليبي، فلو حددنا العراقيل بأسمائها وبأفكارها لحلت المشكلة

قال رئيس رابطة مهجري بنغازي، سعد ياسين العبيدي، إن قائد القوات المسيطرة على الشرق الليبي، خليفة حفتر، يريد إجراء انتخابات في البلاد بدون دستور.

وأكد العبيدي، في حوار أجرته الأناضول معه في إسطنبول، أن معظم القيادات الذين شاركوا في إطلاق "عملية الكرامة"، في مايو/أيار 2014، انشقوا عن حفتر.

وشدد على أن حفتر، لا يريد إجراء الاستفتاء على الدستور قبل تنظيم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، المقررة هذا الربيع وفق "اتفاق باليرمو" في إيطاليا، الذي جرى منتصف نوفمبر/تشرين الثاني 2018، بعد أن تعذر تنظيمها في 16 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وفق إعلان باريس.

ولفت العبيدي، إلى أنه "لو فعّلت الانتخابات بدون دستور، ربما يوافق حفتر".

وأضاف "الدستور يحدد العلاقة بين الحاكم والمحكوم (..) وحفتر عندما قرأ الدستور وجد أنه ليس من صالحه الترشح للانتخابات، لذلك يسعى ليل نهار لتعطيل الاستفتاء على الدستور".

واعتبر العبيدي، أن كل من يريد صلاح ليبيا، يطالب بالدستور قبل الانتخابات، وأن "انتخابات بدون دستور، ضحك على ليبيا وخيانة لها، وضياع لمكتسبات ثورة فبراير (2011)".

** حفتر يتخلص من رفاقه السابقين

وردا على سؤال حول تماسك قوات حفتر رغم انشقاقات قادة بارزين، قال المحلل السياسي الليبي: القادة الذين وقفوا مع حفتر في عملية الكرامة، غير موجودين الآن، فإما قتلوا أو سجنوا أو شردوا .

وشدد على أن سبب بقاء حفتر (في المشهد الليبي) حتى الآن، هو الدعم الخارجي، سواء من دول مجاورة أو إقليمية، تريد منه أن يتصدر المشهد.

وأرجع ذلك إلى أن هذه الدول تريد الإبقاء على حفتر، إلى "أن تجهز الطبخة، ويتهيأ الوضع ليبقى الأمر لهم في البلاد، وبعدها يزاح حفتر ويأتون بغيره".

واستطرد "لكن وفق المعطيات الحالية، من المفروض أن حفتر سقط، والدليل جزء من القائمين على عملية الكرامة في ليبيا، ينتقدون حفتر، ومنهم الناطق باسم العملية محمد حجازي.

** قبائل الشرق لم تعد تدعم حفتر كما في السابق

وعن موقف قبائل شرق البلاد، التي تدعمه، لفت العبيدي، إلى أن "من وقف مع حفتر بقوة بداية، لا يقف بنفس القوة ضده الآن، لأنه سحب الصلاحيات منهم، ولم يبق لهم سلاح، وزرع عنصر الخوف بينهم، ونكل بهم ورمى أبناءهم في السجون، وربما شردهم أيضا".

وزاد "أستطيع القول أنه ليس لدى حفتر أي شعبية، وليس له قبيلة تسانده. ما يحكم به الآن هي القوة العسكرية التي يسكت بها جميع الأصوات، والقبائل لو انشق أبناؤها عنه سينكل بهم، ولكنهم حموا أبناءهم المنشقين..".

وعن الخارطة السياسية الحالية وآفاقها، أفاد العبيدي، أنه "ليس هناك ما هو أوضح من اتفاق الصخيرات، الذي تم توقيعه في ديسمبر/كانون الأول 2015، ويفترض حاليا الدخول في الاستقرار الحكومي، ولكن حتى الآن لم تنفذ، وهي اتفاقية أممية اتفق عليها العالم كحل لمشكلة ليبيا".

ولفت إلى أن "عدم تنفيذ هذه الاتفاقية، والمضي بالخطوات المتفق عليها، أربك المشهد، وعدم تسمية الأشياء بمسمياتها زاد الطين بلة، فلو حددنا العراقيل بأسمائها وبأفكارها، لحلت المشكلة، أو لاستطاعت أن تنطلق اتفاقية الصخيرات، وكنا في وضع أفضل من قبل".

** فشل توحيد الجيش تحت قيادة حفتر

وأشار إلى أنه خلال اللقاءات التي جرت في القاهرة، بين الضباط الليبيين في المنطقتين الشرقية والغربية من بينهم ضباط من مصراتة (200 كلم شرق طرابلس)، شهدت طلب "مصر وضباط الشرق (الموالين لحفتر)، الالتفاف على الجيش وليبيا، ووضع حفتر في المقدمة.

واستدرك "لكن جرى الاعتراض على ذلك، والهيكلية التي وضعوا بها الجيش، والتراتبية فيها، التي أرد المصريون وضعها ليبقى حفتر على قائمة الهرم، ولذلك فشلت الاجتماعات".

ولفت العبيدي، إلى أن حفتر والضباط الذين معه بعتبرون، "باسم القانون العسكري متمردين على السلطة الشرعية، هؤلاء يجب أن يحاكموا أمام محاكم عسكرية، والعالم شاهد على الانقلاب، الذي جمد مسودة الدستور، وهدد أعضاء المؤتمر الوطني (البرلمان التأسيسي) إن مارسوا أعمالهم، بأنه سيتم إلقاء القبض عليهم ووضعهم في السجون".

وشدد على أنه "إذا أريد إصلاح حال ليبيا، على الجميع الرجوع للقانون ليس أكثر من ذلك، القانون الذي يتعامل به العالم كله، وهذه الاجتماعات غير جدية".

وعن فتح جبهة في الجنوب قبل أيام، اعتبر العبيدي، أن حفتر، "من حين لآخر يقوم بهذه الهجمات، ويحاول أن يرسل رسائل بأنه مسيطر، ويستطيع فعل ما يريد".

وأضاف أن حقتر يحاول أن "يخفف عن نفسه من المعاناة من الكوارث التي حصلت، وأسفرت عن قتلى ومصابين ومبتورين، ووضع اجتماعي جراء أوضاع محتقنة، و90 بالمائة من الحملة إعلامية وليست واقعية".

** السراج في وضع صعب

وفيما يتعلق بالأزمة الداخلية التي يشهدها المجلس الرئاسي، أشار إلى أن فائز السراج، رئيس المجلس "انتُقد كثيرا بسبب لقاءاته حفتر، ومباركته لانتصارات قواته، والأصل في الثورة الانتقاد، حيث عانينا 40 عاما من القمع، والآن لا نسكت عن الخطأ".

وأضاف أن وضع السراج صعب، مشيرا إلى أن أعضاء من المجلس الرئاسي قدموا استقالتهم بلعبة من حفتر، والبعض عاد إلى المجلس، ربما من أجل المال، إذ أن موازنة ليبيا كبيرة، رغم قلة السيولة، وهذا المال يسيل له اللعاب.

جدير بالذكر أن المجلس الرئاسي يتشكل من رئيس وثلاثة نواب و5 أعضاء (9 إجمالا)، وانسحب منه كل من عي القطراني (ممثل حفتر/ شرق) وعمر الأسود (ممثل الزنتان/ غرب)، وموسى الكوني (الطوارق/ الجنوب)، وفتحي المجبري (الهلال النفطي/ شرق).

والثلاثاء، أصدر كل من أحمد معيتيق (يمثل مصراتة)، وعبد السلام كاجمان (يمثل تيار الإخوان المسلمين)، وفتحي المجبري (منسحب)، اتهامات للسراج بـ"مخالفة" الإعلان الدستوري وتعديلاته والاتفاق السياسي الليبي الموقع في 2015، الذي تأسس بموجبه المجلس.

وقال العبيدي، "إن كان السراج، يريد الخروج من هذا الوضع فعليه أن يعود إلى موضوع الاستفتاء على الدستور، وسنخرج من المشاكل في البلاد".

وحول مستقبل رئيس المجلس الرئاسي، قال العبيدي، "إذا لم يُدعم السراج من الخارج، وخاصة من الأمم المتحدة، وحماية اتفاق الصخيرات فإنه سيسقط، حيث بدأ الصوت يعلو، والانشقاقات تكثر، والانتقادات كثيرة".

** ثلاث أرباع القتلى سقطوا بعد اتفاقية الصخيرات

العبيدي، الذي يرأس مهجري مدينة بنغازي والمنطقة المحيطة، لفت الأنظار إلى أن "عدد الذين قتلوا أو هجروا بعد اتفاق الصخيرات، أكثر بكثير من أعدادهم قبل هذا الاتفاق".

وأضاف "نتحدث الآن عن أكثر من 20 ألف قتيل، لو صح التعبير يمكن القول: نحو ثلاثة أرباع قتلوا بعد اتفاقية الصخيرات، والربع قبل الاتفاقية، وهنا المفارقة، ما خسرناه زمن القذافي مقارنة مع ما فقدناه بعد عملية الكرامة، أو الانقلاب العسكري، أضعاف مضاعفة".

واستطرد "الآن، على أقل تقدير هناك 100 ألف مُهجّر من بنغازي لوحدها، وليبيا تحصي إجملا 250 ألف عائلة، وما يقرب من 35 بالمائة من مباني بنغازي مهدمة، وإن أردت إعادة بناء بنغازي هناك حاجة لنحو 15 عاما لتعود لما كانت عليه".

وأكد أنه "لا يوجد دور أو موقف يذكر للأمم المتحدة في قضية المهجرين من بنغازي، ليس هناك موقف أو دعم يذكر، أو التفات للقضية، أو عقد ندوات ومؤتمرات، أو مناقشة لماذا هجر هؤلاء؟".

وتابع القول "25 بالمائة من العائلات هم أطفال، يحتاجون لملابس ومستلزمات وأدوية ومستشفيات، وهناك إعاقات بسبب الحروب، وهناك حاجة لعلاج نفس للأطفال الذين نشاوا في ظل الحروب، وهناك عائلات من 8 أو 10 أشخاص يسكنون في غرفة واحدة".

وتمنى أن "ينظم مؤتمر طارئ يناقش أوضاع المهجرين، وقضية التعليم، وهناك مشاكل في التسجيل، ومصاريف التعليم، وهناك مشاكل في التسجيلات والأوراق، فكل شيء بيد المنطقة الشرقية، التي على رأسها الحكم العسكري، فأصبح يحارب العائلات بمنع الخدمات عليهم، ومنع التسجيل للمواليد".

وختم بقوله "هناك كارثة كبيرة، مرضى يريدون السفر للخارج للعلاج، ولكن بمحاصرة الأحوال الشخصية والبلديات، لكن ليس لهم رقم وطني، ولا يستطيعون إخراج وثيقة سفر، وهذه معاناة كبيرة".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın