الدول العربية, التقارير, تونس

تونس.. مبادرة طلابية لمساعدة محتاجين في رمضان (تقرير)

ـ نحو 50 تلميذا من معهد بورقيبة بالعاصمة تونس توجهوا إلى مناطق تستور وتبرسق وباجة الجنوبية بولاية باجة لتوزيع سلل غذائية على عائلات فقيرة

Adel Bin Ibrahim Bin Elhady Elthabti  | 26.03.2024 - محدث : 26.03.2024
تونس.. مبادرة طلابية لمساعدة محتاجين في رمضان (تقرير)

Tunisia

تونس / عادل الثابتي / الأناضول

- صفوان المقراني مسؤول رحلة توزيع المساعدات في باجة: التلاميذ ضحوا بعطلتهم الربيعية لإنجاح هذا العمل، وسنساعد حوالي 400 عائلة محتاجة

لم يخلد تلاميذ معهد ثانوي بالعاصمة التونسية للراحة خلال عطلتهم الربيعية التي دخلت منذ نحو أسبوع بل سخروا كل جهودهم لأعمال خيرية في شهر الصيام، ووزعوا 400 سلة رمضانية على محتاجين شمالي البلاد.

ورغم الصيام قرّر تلاميذ معهد بورقيبة النموذجي (معهد النجباء) الخروج منذ الصباح الباكر لإيصال ما جمعوه من مساعدات غذائية إلى عائلات في مناطق تستور وتبرسق وباجة الجنوبية بولاية باجة شمال غربي البلاد، لتوزيع نحو 400 سلة من المواد الغذائية لمحتاجين.

واستغل التلاميذ فترة عطلة الربيع التي تستمر من 17 مارس/ آذار الجاريحتى 31 من الشهر ذاته، لإنهاء مهمة توزيع المساعدات التي سعوا لجمعها وتجهيزها.

** الهلال الأحمر في مساعدة العائلات الفقيرة

صفوان المقراني أستاذ تعليم ثانوي بمعهد قرطاج بيرصة (شمال العاصمة) ومكلف من الهلال الأحمر التونسي بتأطير التلاميذ في معاهد العاصمة، كان مسؤول رحلة توزيع المساعدات في باجة.

وفي ساحة منطقة تستور، حيث سيتم وضع المساعدات في مخازنها تحدث المقراني لمراسل الأناضول عن رحلة توزيع المساعدات.

وقال في مستهل حديثه: "كما تعرفون الهلال الأحمر التونسي دائما في الموعد وأحد المواعيد هو توزيع سلة رمضان لكافة المستحقين".

وأضاف: "الدولة تساعدنا بكل مؤسساتها لإعداد قائمات المنتفعين، والتلاميذ قاموا بجهود لجمع محتوى السلال من تبرعات التونسيين لمحاولة توزيعها في المناطق التي اخترناها وهي تستور وتبرسق وباجة الجنوبية".

وتابع المقراني أن جمع التبرعات تم خلال فترة مقدرة بشهر ونصف في منازل التلاميذ الذين سهروا عليها بعد تجميعها، بوضعها في سلل لتوزيعها على المواطنين لاحقا.

عن جمع التبرعات ومصادر السلل الغذائية الرمضانية قال المقراني: "تم جمع المساعدات من المحلات الكبرى ومن المواطنين ومن أناس اتصلوا بنا".

وأشاد المقراني بدور التلاميذ بالقول إنهم "ضحوا اليوم من أجل العمل على إنجاح هذه المبادرة، وسنساعد حوالي 350 عائلة في ولاية باجة و50 عائلة في حي الملاسين (وسط العاصمة)".

وأضاف: هذا مشروع كامل نعمل عليه في هيئة جهة تونس (العاصمة) وكنا نأمل جمع 10 آلاف سلة ولكن الظروف الاقتصادية حالت دون ذلك لنصل إلى 6 آلاف سلة فقط سنوزعها على 21 منطقة.

** فرصة لاكتساب خبرة وتعلم الإحساس بمعاناة الناس

ويواصل الأستاذ التونسي حديثه: في الأثناء يكتسب التلاميذ خبرة في الحياة ويتعلمون أشياء تساعدهم في الحياة الاجتماعية.

ويردف: وخاصة يتعلمون معنى العطاء والعطف على باقي التونسيين وهي تجربة كبيرة رغم متاعبها ومشاكلها.

أيوب الفتوي، تلميذ ورئيس نادي الهلال الأحمر التونسي بمعهد بورقيبة تحدث للأناضول عن الحملة الخاصة بالمعهد.

وقال إنه تم تقسيم الحملة على ثلاث مراحل؛ الأولى تجميع التبرعات والثانية إعداد السلل والآن في المرحلة الأخيرة ثمرة المجهود وهي توزيعها على المحتاجين.

وأضاف: نحن تلاميذ ندرس ليس لنا أموال ولكن أقل شيء يمكن أن نقدمه هو مجهودنا ووقتنا هذا واجبنا.

وعن مراحل إنشاء النادي أوضح التلميذ: الفكرة بدأت في 2019 عندما أنشأ الأستاذ المقراني النادي في معهد بورقيبة النموذجي وبدأت الفكرة لتشريك الشباب.

وتابع: عندما رأى التلاميذ زملاءهم ينشطون في النادي تشجعوا على خوض التجربة فأصبحنا عائلة واحدة وقضينا عدة ساعات عمل لم تكن أبدا عبئا كبيرا عندما نرى فرحة الناس الذين نساعدهم.

** لن نقضي على الفقر لكن نُسعد عائلات

سيف الله التلميني أمين مال نادي الهلال الأحمر التونسي بالمعهد توجه بالشكر لكل زملائه الذين عملوا معه ولولاهم لما وصلوا لإعانة 400 عائلة، وفق كلامه.

وأضاف التلميني للأناضول: كل تلميذ هنا سهر ليلا على تجميع المواد ومنها السهر كامل الليل لوضع السلل في الشاحنة التي حملتها إلى هنا في تستور.

نحن ندرس في معهد بورقيبة وكل شخص منا آت من مناطق تونس كلها وولايات أخرى فنحن نشعر أننا نساعد الناس وندخل عليهم الفرحة.

وختم التلميني: ما نقوم به لن يُلغي الفقر في تونس ولن يُشبِع العائلات لمدة لا تنتهي ولكنه الحد الأدنى لمساعدة الناس في هذا الشهر الفضيل.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.