تحت القصف والمجازر.. نزوح قسري واسع من شمال مدينة غزة (تقرير)
- المواطن محمد العروقي: الناس تنزح من الخوف، استيقظنا على مجازر جراء القذائف المدفعية

Gazze
غزة / الأناضول
- المسنة الفلسطينية فاطمة ريحان: نزحنا نحو 10 مرات خلال الحرب ولا طاقة لنا بهذا العذاب
حركة نزوح واسعة لعائلات فلسطينية شهدتها مناطق شمال مدينة غزة، الجمعة، بعد أن كثف الجيش الإسرائيلي قصفه المدفعي على المنطقة وأصدر إنذارات بإخلائها في إطار خطته لإعادة احتلال المدينة.
وأفاد مراسل الأناضول بأن مئات العائلات خرجت على عجل محملة بما خف من متاعها عبر عربات تجرها الحيوانات وسيارات متهالكة أو سيرا على الأقدام، وسط مشاهد دمار واسع وخوف يسيطر على الجميع، خصوصا الأطفال.
وشهدت المنطقة الليلة الماضية قصفا مدفعيا عنيفا استهدف مركزا لإيواء النازحين ومنازل مجاورة، ما أسفر عن مقتل 18 فلسطينيا وإصابة عشرات آخرين بينهم أطفال، وفق مصادر طبية للأناضول، وهو ما ضاعف حالة الهلع ودفع مزيدا من العائلات إلى النزوح القسري باتجاه مناطق غرب المدينة.
كما ألقت طائرات مسيرة إسرائيلية منشورات على منطقتي أبو إسكندر وجباليا النزلة شمال مدينة غزة، طالبت الفلسطينيين بإخلاء منازلهم والتوجه جنوبا.
▪️تحت القصف والمجازر.. نزوح قسري واسع من شمال #غزة
— Anadolu العربية (@aa_arabic) August 22, 2025
- المواطن محمد العروقي: الناس تنزح من الخوف، استيقظنا على مجازر جراء القذائف المدفعية
- المسنة فاطمة ريحان: نزحنا 10 مرات خلال الحرب ولا طاقة لنا بهذا العذاب
- الفلسطيني محمد مقداد: لا نعرف إلى أين نذهبhttps://t.co/hka6Yz7pNl pic.twitter.com/l2PDug3hV4
** نزوح قسري
الفلسطيني محمد العروقي، قال للأناضول إن المواطنين يحاولون الخروج من دائرة الخطر، بعد القصف الإسرائيلي العنيف الذي استهدف المنطقة.
وأضاف: "الناس تنزح من الخوف، استيقظنا على مجازر جراء القذائف المدفعية، البعض يتوجه غربا وآخرون نحو الجنوب، وحتى الطائرات المسيرة (الكواد كابتر) تستهدف الناس بالشوارع".
وفي وقت سابق الجمعة، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إنه صدّق على خطط الجيش لاحتلال مدينة غزة، التي تتضمن إطلاق نار كثيف وتهجير الفلسطينيين، وهدد بتحويل المدينة إلى مصير مشابه لرفح وبيت حانون.
وتوعد كاتس قائلا: "قريبا ستفتح أبواب الجحيم على غزة حتى توافق حماس على شروط إسرائيل، وعلى رأسها إطلاق سراح جميع الرهائن (الأسرى) ونزع سلاحهم" وفق تعبيره.
وأضاف: "إذا لم يوافقوا، فستتحول غزة، عاصمة حماس، إلى رفح وبيت حانون"، في إشارة إلى المدن والأحياء التي دمّرها الجيش الإسرائيلي خلال الأشهر الماضية وسواها بالأرض.
والاثنين، أعلنت حركة حماس موافقتها على مقترح تقدم به الوسيطان المصري والقطري لوقف إطلاق النار بقطاع غزة.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تجاهل انتظار الوسطاء لرد تل أبيب على المقترح وقال مساء الأربعاء، إنه وجه بتسريع احتلال مدينة غزة، وسط تحذيرات دولية من أن يؤدي ذلك إلى تدمير القطاع كاملا وزيادة معاناة الفلسطينيين وتهجيرهم.
** معاناة متجددة
المواطنة المسنة فاطمة ريحان تشتكي في حديثها للأناضول، تكرار النزوح المؤلم منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وتضيف: "نزحنا نحو 10 مرات خلال الحرب، ولا طاقة لنا بهذا العذاب"، مطالبة بوقف حرب الإبادة الجماعية رحمة بالفلسطينيين.
ووجهت رسالة قالت فيها: "ارحموا مرضنا وضعفنا. نحن مسنون ولا نستطيع التحرك كثيرا، كما أننا لا نملك خياما لنعيش فيها ولا مالا لنصل إلى الجنوب.. نريد البقاء في بلدنا حتى الموت".
وحذرت منظمات أممية في بيان مشترك، اليوم، من عواقب وخيمة للهجوم الإسرائيلي المحتمل على مدينة غزة من شأنها أن تضاعف معاناة الفلسطينيين المجوعين خاصة المرضى منهم الذين لن يتمكنوا من الإخلاء إلى جنوب القطاع، فضلا عن الأطفال وذوي الإعاقة.
وفي 8 أغسطس/ آب الجاري، أقرت الحكومة الإسرائيلية خطة اقترحها نتنياهو لاحتلال تدريجي لقطاع غزة، حيث اعتمدت بأغلبية الأصوات ما وصفتها بـ "المبادئ الخمسة لإنهاء الحرب"، وهي "نزع سلاح حركة حماس، وإعادة جميع الأسرى (الأحياء والأموات)، ونزع السلاح من القطاع، والسيطرة الأمنية عليه، وإقامة إدارة مدنية بديلة بعيدا عن حماس والسلطة الفلسطينية".
وتبدأ الخطة باحتلال مدينة غزة، عبر تهجير سكانها البالغ عددهم نحو مليون نسمة إلى الجنوب، ثم تطويق المدينة وتنفيذ عمليات توغل في التجمعات السكنية.
وتلي ذلك مرحلة ثانية تشمل احتلال مخيمات اللاجئين وسط قطاع غزة، التي دمرت إسرائيل أجزاء واسعة منها.
** نزوح للمجهول
فيما قال الفلسطيني محمد مقداد وهو يحمل أغطية على كتفه: "لا نعرف إلى أين نذهب، القذائف وصلت بيوتنا".
وطالب في حديثه للأناضول بوقف الحرب على القطاع الذي يعيش أزمة تجويع وتعطيش متزامنة.
وبينما تتواصل حركة النزوح، بدت الشوارع غارقة في مشاهد الدمار والخراب، مع منازل مهدمة وأخرى متصدعة، وأطفال يسيرون بجانب أمهاتهم بوجوه يكسوها الخوف.
وتزامن النزوح مع استمرار القصف المدفعي والجوي في مناطق مختلفة شمال مدينة غزة، ما يجعل نزوح العائلات رحلة محفوفة بالموت والخطر، بدلا من أن تكون طريقا للنجاة.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 62 ألفا و263 قتيلا، و157 ألفا و365 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 273 شخصا، بينهم 112 طفلا.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.