
Quds
القدس / عبد الرؤوف أرناؤوط / الأناضول
- ترامب أعلن من الرياض اعتزامه رفع العقوبات عن سوريا والتقى رئيسها أحمد الشرع بحضور ولي العهد السعودي وبمشاركة الرئيس أردوغان عبر الإنترنت- إسرائيل تلتزم الصمت رسميا بعد سلسلة صدمات من ترامب شملت أيضا وقف إطلاق نار منفردا مع جماعة الحوثي والتفاوض مع حركة حماس وإيران
- القناة 12 العبرية: أردوغان يحقق إنجازا دبلوماسيا دراماتيكيا مع بصمة مهمة من جانب ترامب في مشاركته ونفوذه وأهميته في المنطقة
- الدبلوماسي السابق إيمانويل نخشون: إسرائيل أصبحت مريضة.. نخسر كل مكاسبنا لأن نتنياهو غير مستعد لمناقشة استراتيجية لإنهاء الحرب وأفق سياسي بعدها
- يديعوت أحرونوت: من الواضح أن جهود أحمد الشرع لترويج نفسه لدى القادة الغربيين قد أثمرت
- معاريف: اجتماع ترامب مع الشرع بمشاركة أردوغان يشير إلى تغيير أمريكي محتمل تجاه سوريا.. هذه المحادثات قد تكون جزءا من محاولة لترتيب إقليمي أوسع يشمل تقدما في القضية الفلسطينية وتطبيعا للعلاقات بين دول المنطقة
إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء، اعتزامه رفع العقوبات عن سوريا وكذلك لقاؤه الرئيس السوري أحمد الشرع الأربعاء، لم يكونا أمرين سريعين.
مع ذلك ورغم مرور ساعات على الحدثين البارزين، فإن إسرائيل تظل صامتة رسميا، فهي وإن كانت تعارض التقارب الأمريكي السوري فإنها تعجز عن وقفه.
الموقف الإسرائيلي تم التعبير عنه بشكل غير رسمي في القناة "12" العبرية التي قالت: "لم تنكر إسرائيل أن رئيس وزرائها (بنيامين) نتنياهو طلب من ترامب إبقاء العقوبات على سوريا، ولكن تم رفض الطلب".
وتابعت وسائل الإعلام الإسرائيلية باهتمام بالغ أولا إعلان ترامب في السعودية أنه سيأمر برفع العقوبات، ثم لقاءه الشرع بحضور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وعبر الإنترنت، شارك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في اجتماع ترامب والشرع وابن سلمان.
التعبير الإسرائيلي عن الانزعاج من اللقاء يمكن لمسه من خلال إشارة الإعلام العبري إلى الشرع باسم "الجولاني".
فمستخدما صورة الشرع مصافحا ترامب، كتب الصحفي بالقناة "12" عميت سيغال عبر منصة إكس: "لقاء ترامب مع الجولاني، الذي وصفه وزير خارجية إسرائيل جدعون ساعر قبل شهرين فقط بأنه جهادي يرتدي بدلة".
** صدمات متتالية
وخلافا للانتقادات الشديدة التي كانوا يوجهونها إلى الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، يتجنب المسؤولون الإسرائيليون انتقاد خلفه ترامب أو حتى التلميح إلى ذلك.
قبل أيام صُدمت الحكومة الإسرائيلية بقرار ترامب وقف إطلاق النار مع جماعة الحوثي اليمنية التي تهاجم إسرائيل ردا على إبادتها قطاع غزة، وقبلها انزعجت من قرار ترامب الدخول في مفاوضات مع إيران.
كما دُهشت من تفاوض إدارة ترامب مباشرة مع "حماس"، ما تكلل بإطلاق الحركة الاثنين سراح جندي إسرائيلي يحمل الجنسية الأمريكية، تماما كما صُدمت من إعلان ترامب أن الرئيس أردوغان صديق له.
وصدرت تلميحات إسرائيلية عن عدم الرضا عن مجمل هذه التطورات، لكن تل أبيب فضلت الصمت رسميا.
** ترتيب إقليمي
والأربعاء، قالت صحيفة "معاريف" العبرية: "يشير اجتماع ترامب مع الشرع، بمشاركة أردوغان، إلى تغيير محتمل في السياسة الأمريكية تجاه سوريا، بعد سنوات من العقوبات وقطع العلاقات الدبلوماسية".
والعقوبات الراهنة على سوريا فرضتها واشنطن خلال حكم الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد (2000-2024).
وفي ديسمبر/ كانون الأول 2024، أكملت فصائل سورية بسط سيطرتها على البلاد، منهية 61 عاما من حكم حزب البعث الدموي، بينها 53 سنة من حكم أسرة الأسد.
الصحيفة أضافت: "تقدر مصادر دبلوماسية أن هذه المحادثات قد تكون جزءا من محاولة لقيادة ترتيب إقليمي أوسع يشمل إحراز تقدم في القضية الفلسطينية وتطبيع العلاقات بين دول المنطقة".
ونقلت عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى لم تسمه، قوله إن "الرئيس ترامب يمنح سوريا فرصة لإثبات أن سياسة القيادة الجديدة مختلفة تماما عن سياسة (بشار) الأسد".
وتابع: "إذا لم يحدث ذلك فإن رفع العقوبات ليس حدثا لا رجعة فيه. ما يهم هو مطالب الرئيس ترامب من سوريا. من بين أمور أخرى، طرد الإرهابيين وعدم وجود تهديد لإسرائيل"، وفق تعبيره.
"معاريف" نقلت أيضا عن مصدر إسرائيلي لم تسمه: "حتى بعد رفع العقوبات عن سوريا، لن تتغير سياسة إسرائيل، فإذا رأينا حشدا عسكريا أو محاولة لإرسال قوات إلى جنوب سوريا، فسنهاجم دون تردد".
ورغم أن الإدارة السورية الجديدة برئاسة الشرع لم تهدد إسرائيل بأي شكل، تشن تل أبيب بوتيرة شبه يومية منذ أشهر غارات جوية على سوريا، ما أدى إلى مقتل مدنيين، وتدمير مواقع عسكرية وآليات وذخائر للجيش السوري.
ومنذ 1967، تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت الوضع الجديد في البلاد بعد إسقاط نظام بشار الأسد، واحتلت المنطقة السورية العازلة، وأعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك بين الجانبين لعام 1974.
كما احتلت "جبل الشيخ" الاستراتيجي الذي لا يبعد عن العاصمة دمشق سوى نحو 35 كلم، ويقع بين سوريا ولبنان ويطل على إسرائيل، كما يمكن رؤيته من الأردن، وله أربع قمم يبلغ طول أعلاها 2814 مترا.
** اجتماع تاريخي
أما صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية فقالت الأربعاء: "بعد ساعات من إعلانه أنه سيرفع العقوبات عن دمشق، التقى الرئيس الأمريكي مع الحاكم السوري الجديد أحمد الشرع، وهو جهادي سابق يقلق انضمامه إلى الغرب إسرائيل".
وأردفت: "عقد الرئيس ترامب اجتماعا تاريخيا صباح الأربعاء مع الحاكم الجديد لسوريا أحمد الشرع، أبو محمد الجولاني، وصافحه في الرياض".
الصحيفة تابعت: "يأتي لقاء ترامب مع الشرع وقرار رفع العقوبات، رغم أن هناك كثيرين داخل إدارته وفي إسرائيل يحذرون من النوايا الحقيقية للرئيس السوري"، وفق ادعائها.
ومضت قائلة إن الشرع "مسؤول كبير سابق في تنظيم القاعدة وترأس منظمة هيئة تحرير الشام الإسلامية المتمردة (جبهة النصرة سابقا) في سوريا".
وتابعت: "في الأسابيع الأخيرة، أصبح من الواضح أن جهود الشرع لترويج نفسه لدى القادة الغربيين قد أثمرت، لدرجة أنه تمت دعوته إلى قصر الإليزيه في باريس واستقبله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون".
ولفتت إلى أن "لقاء ترامب مع الشرع جاء بعد أن أعلن ترامب اعتزامه رفع العقوبات عن سوريا، بناء على طلبات من الرئيس التركي أردوغان وولي العهد السعودي ابن سلمان".
** إنجاز أردوغان
ووفق القناة "12" العبرية فإن "هذه هي المرة الأولى التي يلتقي فيها رئيس أمريكي برئيس سوري منذ 25 عاما".
وتابعت: "كانت آخر مرة في 2000، عندما التقى الرئيس الأمريكي بيل كلينتون بالرئيس السوري (الراحل) حافظ الأسد، على هامش قمة دبلوماسية في جنيف بسويسرا".
وأضافت: "بالنسبة إليه، يسجل الرئيس التركي أردوغان إنجازا دبلوماسيا دراماتيكيا، مع بصمة مهمة من جانب ترامب في مشاركته ونفوذه وأهميته في المنطقة".
أما صحيفة "يسرائيل هيوم" اليمينية فقالت إن "إسرائيل، الحليف الرئيسي لأمريكا، عارضت احتضان الجهادي السابق"، في إشارة إلى الشرع.
واستدركت أن "ترامب كشف الثلاثاء أن ولي العهد السعودي والرئيس التركي ساعدا في التوسط لعقد الاجتماع (مع الشرع) ورفع العقوبات عن دمشق".
ولفتت إلى أن "رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا جاء رغم أن إسرائيل أعربت عن معارضتها له".
فيما اعتبر الدبلوماسي الإسرائيلي السابق إيمانويل نخشون، عبر منصة إكس الأربعاء، أنه "يتم دفع إسرائيل إلى الزاوية في كل المجالات المهمة تقريبا.. أصبحت إسرائيل مريضة".
"نحن نخسر كل مكاسبنا العسكرية على الساحة السياسية، لأن نتنياهو (المطلوب للعدالة الدولية) غير مستعد لمناقشة استراتيجية لإنهاء الحرب وأفق سياسي بعدها"، كما ختم نخشون.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 172 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
وتحاصر إسرائيل غزة منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ويعاني القطاع المجاعة جراء إغلاق تل أبيب المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.