
Geneve
جنيف/ محمد إقبال أرسلان/ الأناضول
** مدير الاتصالات بـ"الأونروا" جوناثان فولر، للأناضول:- كل ساعة تأخير في إدخال المساعدات تعني مزيداً من الوفيات
- الأولوية الآن لضمان الغذاء ومنع انتشار الأمراض تمهيدا لإعادة الحياة
- 6 آلاف شاحنة مساعدات جاهزة في الأردن ومصر تكفي لثلاثة أشهر
- حجم الدمار في غزة يخلف صدمات نفسية عميقة لدى المواطنين
قال جوناثان فولر، مدير الاتصالات بوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" إن الوضع الإنساني بقطاع غزة "ما يزال كارثيا"، مؤكدا أن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس" يمثل "خطوة أولى فقط" في تخفيف المعاناة.
وقال فولر الخميس، في مقابلة مع الأناضول: "وقف إطلاق النار خطوة حاسمة، لكنه مجرد خطوة أولى لتخفيف هذا الوضع الإنساني الكارثي".
وتوصلت "حماس" وإسرائيل إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ الجمعة، وفقا لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي دعمت بلاده الإبادة التي ارتكبتها إسرائيل بقطاع غزة منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وهذه الإبادة خلفت 67 ألفا و938 قتيلا و170 ألفا و169 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، مع تقدير أممي لتكلفة إعادة الإعمار بنحو 70 مليار دولار.
** مساعدات غير كافية
وشدد فولر على ضرورة زيادة حجم المساعدات بشكل كبير لتلبية الاحتياجات الهائلة للفلسطينيين، مؤكدا أن الوضع الإنساني ما يزال كارثيا.
وقال إن كل يوم تأخير في تسهيل دخول المساعدات "يعني مزيدا من الوفيات نتيجة سوء التغذية ونقص الاحتياجات الأساسية".
وشدد المسؤول الأممي على أن الأولوية الآن منع تفاقم نقص الغذاء وانتشار الأمراض، ثم توفير المساعدات لإعادة بناء حياة المواطنين.
فخلال عامين من الإبادة الجماعية، حصد التجويع الإسرائيلي الممنهج، وما سببه من سوء تغذية، أرواح 463 فلسطينيا، بينهم 157 طفلا.
وفي 22 أغسطس/ آب 2025 أعلنت المبادرة العالمية للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي المجاعة في مدينة غزة شمال القطاع.
وتوقعت المبادرة - دولية لتحليل أوضاع الأمن الغذائي والتغذية - امتداد المجاعة إلى محافظتي دير البلح (وسط) وخان يونس (جنوب).
وتضم المبادرة 21 منظمة بارزة، بينها منظمة الأغذية والزراعة "فاو"، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الأمم المتحدة للأطفال "يونيسف"، والصحة العالمية، وأوكسفام، و"أنقذوا الأطفال".
وأشار فولر إلى أن عدد شاحنات المساعدات التي دخلت غزة ما يزال محدودا، قائلا إن "الاحتياجات تضاعفت مقارنة بالهدنة السابقة".
وأفاد أن لدى الأونروا نحو 6 آلاف شاحنة مساعدات إنسانية موجودة بالأردن ومصر "تكفي احتياجات الغذاء لجميع غزة لمدة 3 أشهر تقريبا"، مؤكدا جاهزية الوكالة لاستئناف عملياتها.
وقال إن الأونروا لم تستطع إدخال مساعدات منذ مارس/آذار الماضي بسبب منعها من الوصول الميداني ومنع التواصل مع طواقمها.
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي، يحتاج قطاع غزة إلى نحو 600 شاحنة مساعدات يوميا، في حين تسمح إسرائيل بدخول كميات محدودة لا تتجاوز 60 إلى 70 شاحنة فقط، وهو ما لا يغطي احتياجات الأهالي.
وتنص وثيقة اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، التي نشرتها هيئة البث العبرية، على السماح بدخول المساعدات فورا وفق الآلية المتفق عليها، تنفيذا لقرار إنساني صدر في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، يقضي بإدخال 600 شاحنة يومياً تشمل الوقود وغاز الطهي.
** تدمير البنى التحتية
وتحدث فولر عن الوضع الميداني شمال قطاع غزة، مؤكدا أن معظم البنى التحتية دمرت، وأن الفلسطينيين يتحركون للبحث عن جثث أقاربهم تحت الأنقاض، ما يرفع حصيلة القتلى المبلغ عنها.
وتقدر الجهات الحكومية في غزة وجود نحو 9500 مفقود، يعتقد أن جزءا منهم ما يزال تحت الأنقاض، وما يزال مصير آخرين مجهولا.
وقال فولر إن أهالي غزة "يحتاجون للعودة إلى منازلهم لكنهم لا يجدون سوى الدمار"، مبينا أن المدارس والمساكن والمرافق الأساسية تعرضت لدمار واسع.
وأوضح أن الأهالي نزحوا عدة مرات خلال العامين الماضيين، وغادر كثير منهم دون أن يتمكنوا من حمل أي متعلقات شخصية، ما يستدعي توفير مواد إيواء عاجلة مع انخفاض درجات الحرارة.
ولفت إلى أن آلاف الأشخاص بدأوا بالتحرك نحو شمال غزة رغم غياب معلومات دقيقة عن الأعداد، قائلا إن "العودة الجماعية حتمية بعد وقف النار، وكثير من الناس يريدون استعادة ما تبقى من حياتهم".
وأشار فولر إلى أن الدمار الواسع خلف صدمات نفسية عميقة لدى الأهالي، وأن الأونروا تعمل على تقديم دعم نفسي واجتماعي لهم.
وعلى مدار عامين من الإبادة، دمرت إسرائيل أكثر من 90 بالمئة من البنى التحتية في غزة، وفق المكتب الإعلامي الحكومي، بينما يتركز النازحون في مساحات ضيقة تفتقر إلى مقومات الحياة.
وبحسب المكتب، أسقط الجيش الإسرائيلي على القطاع أكثر من 200 ألف طن متفجرات، بينها قنابل زنة 200 رطل محظورة دولياً.