تركيا, الدول العربية, التقارير, الإمارات

بالأرقام.. صادرات تركيا تعكس قوة العلاقات الاقتصادية مع الإمارات (تقرير)

** رئيس مجلس الأعمال التركي الإماراتي محمد علي آقارجه: زيادة الصادرات التركية إلى الإمارات ليست فقط نتيجة الإمكانات التجارية، بل هي أيضًا ثمرة العلاقات الدبلوماسية المتطورة ومناخ الثقة المتبادل

Mücahit Enes Sevinç, Hişam Sabanlıoğlu  | 14.07.2025 - محدث : 14.07.2025
بالأرقام.. صادرات تركيا تعكس قوة العلاقات الاقتصادية مع الإمارات (تقرير)

Istanbul

إسطنبول / مجاهد أنس سوينج / الأناضول

** رئيس مجلس الأعمال التركي الإماراتي محمد علي آقارجه:
- زيادة الصادرات التركية إلى الإمارات ليست فقط نتيجة الإمكانات التجارية، بل هي أيضًا ثمرة العلاقات الدبلوماسية المتطورة ومناخ الثقة المتبادل
- المرحلة المقبلة ستشهد بروز قطاعات جديدة في صادرات تركيا إلى الإمارات أبرزها التكنولوجيا الرقمية
- العلاقات الاقتصادية بين تركيا والإمارات ستواصل تطورها ضمن إطار أكثر صلابة واستدامة

عكس تصاعد أرقام الصادرات التركية في النصف الأول من العام الجاري المستوى القوي الذي بلغته العلاقات الاقتصادية بين تركيا والإمارات العربية المتحدة، حيث ارتفعت واردات الأخيرة من الأولى بنسبة 64.5 بالمئة.

وأظهرت بيانات رسمية أن دولة الإمارات كانت الدولة التي شهدت أكبر زيادة في قيمة الصادرات التركية إليها خلال النصف الأول من العام الجاري (2025)، إذ ارتفعت بنسبة 64.5 في المئة لتقترب من 3.3 مليارات دولار.

ووفقًا لمعطيات استقاها مراسل الأناضول من مجلس المصدرين الأتراك، فقد ارتفعت صادرات تركيا خلال النصف الأول من العام بنسبة 4.1 في المئة مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي، لتسجل 131.4 مليار دولار. كما ارتفعت صادرات البلاد في يونيو/ حزيران الماضي بنسبة 8 في المئة على أساس سنوي، مسجلة 20.5 مليار دولار.

وفي ما يتعلق بالقطاعات التي تصدرت الصادرات خلال الفترة الممتدة من يناير/ كانون الثاني حتى يونيو الماضي، جاء قطاع صناعة السيارات في المرتبة الأولى بقيمة 19.9 مليار دولار، تلاه قطاع المواد الكيميائية ومنتجاتها بـ15.7 مليار دولار، ثم قطاع الكهرباء والإلكترونيات بـ8.3 مليارات دولار.

وعلى صعيد الدول، احتلت الإمارات المرتبة الأولى بين الدول التي زادت وارداتها من تركيا، حيث ارتفعت صادرات تركيا إليها بمقدار 1.27 مليار دولار مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي، لترتفع من 1.97 مليار دولار إلى 3.25 مليارات دولار.

وتلت الإمارات ألمانيا بزيادة قدرها 804.8 ملايين دولار، ثم المملكة المتحدة بـ685 مليون دولار، وسلوفينيا بـ643.6 مليون دولار، وإيطاليا بـ479 مليون دولار.

وبلغ حجم الصادرات التركية إلى ألمانيا خلال النصف الأول من العام 9.72 مليارات دولار، وإلى المملكة المتحدة 6.56 مليارات دولار، وإلى إيطاليا 6.4 مليارات دولار، وإلى سلوفينيا 1.74 مليار دولار.

- الإمارات عاشرة

وفي قائمة الدول الأكثر استيرادًا للسلع التركية خلال النصف الأول من العام الجاري، جاءت ألمانيا أولًا، تلتها المملكة المتحدة، ثم إيطاليا، والولايات المتحدة، وإسبانيا، وفرنسا، والعراق، ورومانيا، وهولندا، بينما احتلت الإمارات المركز العاشر.

وكان قطاع المجوهرات الأعلى تصديرًا من تركيا إلى الإمارات خلال هذه الفترة، حيث بلغت قيمة صادراته 1.8 مليار دولار، تلاه قطاع المواد الكيميائية ومنتجاتها بـ250 مليون دولار، وقطاع الكهرباء والإلكترونيات بـ135.6 مليون دولار، وقطاع الصلب بـ94.6 مليون دولار، وقطاع الحبوب والبقوليات والبذور الزيتية ومنتجاتها بـ87.5 مليون دولار، وأخيرًا قطاع الملابس الجاهزة والمنسوجات بـ66.7 مليون دولار.

وسجلت الشركات التي تتخذ من إسطنبول مقرًا لها أعلى حجم صادرات إلى دولة الإمارات خلال النصف الأول من العام، حيث بلغت قيمة صادراتها 1.62 مليار دولار. تلتها ولاية تشوروم (وسط) بـ1.06 مليار دولار، ثم إزمير (غرب) بـ72.2 مليون دولار، وأنقرة (وسط) بـ69.7 مليون دولار.

- موقع استراتيجي

وفي حديث مع الأناضول، أوضح رئيس مجلس الأعمال التركي الإماراتي في المجلس التركي للعلاقات الاقتصادية الخارجية، محمد علي آقارجه، أن هذه الأرقام تعكس بوضوح المستوى القوي الذي بلغته العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

وقال: "إن هذه الزيادة ليست فقط نتيجة الإمكانات التجارية، بل هي أيضًا ثمرة العلاقات الدبلوماسية المتطورة ومناخ الثقة المتبادل".

وأشار آقارجه إلى أن اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة، التي دخلت حيز التنفيذ في عام 2023، لعبت دورًا بارزًا في دعم هذا الارتفاع في أرقام الصادرات.

وأضاف: "بفضل اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة، تم خفض الرسوم الجمركية وإزالة العقبات الفنية، ما أدى إلى تسهيل المعاملات التجارية. كما أن موقع الإمارات الاستراتيجي، وبنيتها التحتية القوية، ودعمها اللوجستي، وسهولة ممارسة الأعمال في دبي، كلها عوامل تسهم في تعزيز التبادل التجاري".

ولفت آقارجه إلى أن الإمارات، رغم عدد سكانها البالغ نحو 10 ملايين نسمة، تتمتع بحجم تبادل تجاري مرتفع مع تركيا، مشيرًا إلى أن العديد من الشركات التركية افتتحت مكاتب لها داخل الإمارات.

وأكد أن الإمارات تمتلك إمكانات اقتصادية عالية، وتشكل نقطة وصل بين أسواق آسيا وأوروبا وإفريقيا.

وتابع: "مدن مثل دبي وأبو ظبي تقع عند تقاطع طرق التجارة العالمية، ما يمنحها ميزة لوجستية هامة. كما تسهم الموانئ الحديثة، ومراكز الشحن الجوي الكبرى، والمناطق الحرة في تسهيل حركة التجارة".

وأضاف: "كما أن كون الإمارات مركزًا إقليميًا لإعادة التصدير يعزز الطلب على المنتجات التركية ليس فقط داخل السوق المحلي، بل في أسواق أخرى مثل الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا".

- فرص واعدة

وأكد آقارجه أن المرحلة المقبلة ستشهد بروز قطاعات جديدة في صادرات تركيا إلى الإمارات، من أبرزها التكنولوجيا الرقمية، والصحة، والغذاء، والبناء، والدفاع.

وأوضح أن زيارة وفد إماراتي إلى تركيا العام الماضي في إطار التعاون بقطاع التكنولوجيا الرقمية، أظهرت اهتمامًا كبيرًا من الجانب الإماراتي بمجالات الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، والتكنولوجيا المالية، والبرمجيات.

وأشار إلى أن ارتفاع الطلب على الأمن الغذائي والخدمات الصحية يمنح الشركات التركية فرصًا واعدة لبناء شراكات طويلة الأمد في هذه المجالات.

ولفت إلى أن قطاع الصناعات الدفاعية بات يحظى باهتمام متزايد في ظل التوازنات الجيوسياسية المتغيرة والتحولات التكنولوجية.

وأفاد أن مشاريع البنية التحتية الضخمة والاستثمارات في المدن الذكية التي تواصلها الإمارات حاليًا توفر فرصًا كبيرة للتعاون والتصدير أمام شركات البناء التركية.

وفي ختام حديثه، أكد آقارجه أن العلاقات الاقتصادية بين تركيا والإمارات ستواصل تطورها ضمن إطار أكثر صلابة واستدامة وشمولًا.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.