التقارير, إسرائيل, قطاع غزة

نجل حسام المصري: رحل سندنا لكن اسمه سيبقى (تقرير)

أحمد، الطفل الذي قتلت إسرائيل والده الصحفي حسام المصري مع أربعة من زملائه بمدينة خان يونس، يجلس وحيدا بجوار كاميرا أبيه المتفحمة يستحضر ملامحه وصوته..

Mohamed Majed  | 27.08.2025 - محدث : 27.08.2025
نجل حسام المصري: رحل سندنا لكن اسمه سيبقى (تقرير)

Gazze

غزة/ الأناضول

بوجه غلبته الحسرة وملامح يطغى عليها الإرهاق يجلس الطفل أحمد المصري (15 عاما) إلى جوار كاميرا متفحمة، هي آخر ما تبقى من والده الصحفي حسام المصري الذي قتل مع أربعة من زملائه في استهداف إسرائيلي لمستشفى ناصر بخان يونس جنوب قطاع غزة.

وبينما يستعيد أحمد لحظات الفقد وملامح وصوت والده، يتضاعف قلقه على والدته المريضة بالسرطان، التي وجدت نفسها بلا معيل وتحتاج بصورة عاجلة إلى السفر لتلقي العلاج.

ومساء الاثنين، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، مقتل 5 صحفيين في استهداف الجيش الإسرائيلي مجموعة صحفيين في "مستشفى ناصر"، وهم حسام المصري ومحمد سلامة ومريم أبو دقة ومعاذ أبو طه وأحمد أبو عزيز.

** "ضعت بعد أبي"

وقال الطفل في مقطع فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي: "أتذكر أدوات أبي (الصحفية) التي ضحى بحياته من أجلها، كان يعيش على الكاميرا وعلى جهاز البث".

وأردف: "لم يكن يرانا ولا يرى أمي ولا إخوتي منذ أول يوم في الحرب (7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023)، ظل يعمل ليُوصل المعلومة للعالم".

وأضاف: "بعد استشهاده ضعت، كسرت، فقدت السند الذي رحل".

**أم بلا علاج

ولا يقف الألم عند فقد الأب، فأحمد يتابع بمرارة وضع والدته قائلا: "أمي مريضة بالسرطان تدهورت صحتها كثيرا بعد استشهاد أبي، أصبحت غير قادرة على المشي، وتحتاج للسفر والعلاج".

وأضاف: "كان أبي يسعى لتأمين علاجها خارج غزة، لكن بعد رحيله ضاعت حياتنا، من أين لي أن أوفر علاجها وأدويتها؟ فالدواء غير متوفر في غزة".

وفي 23 أغسطس/ آب الجاري، أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن أكثر من 15 ألفا و600 شخص في غزة، بينهم 3 آلاف و800 طفل، بحاجة إلى إجلاء طبي لتلقي رعاية خاصة.

ورغم انكساره، يتمسك أحمد برمز والده قائلا: "الكاميرا دمرت، لكن يوجد غيرها، سنكمل المسيرة. سيبقى اسم أبي موجودا في كل القنوات، كان قلبه طيب واسمه علم".

ويعيش قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه، حيث يتداخل التجويع الممنهج مع إبادة جماعية ترتكبها إسرائيل منذ نحو 23 شهرا.

وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، وصل عدد الصحفيين الذين قتلوا جراء الاستهدافات الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى 246 صحفيا.

ومنذ 7 أكتوبر 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلّفت الإبادة 62 ألفا و819 قتيلا، و158 ألفا و629 جريحا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 313 فلسطينيا، بينهم 119 طفلا.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.