دولي, إسرائيل

نتنياهو يرفض الإقرار بفشل محاولة اغتيال قادة "حماس" بقطر

ووزير الخارجية الأمريكي تهرب خلال مؤتمر صحفي من التعليق على عدوان إسرائيل على الدوحة وقرارها احتلال مدينة غزة

Abdel Ra'ouf D. A. R. Arnaout  | 15.09.2025 - محدث : 15.09.2025
نتنياهو يرفض الإقرار بفشل محاولة اغتيال قادة "حماس" بقطر

Quds

القدس / الأناضول

رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين، الإقرار بفشل محاولة تل أبيب اغتيال قادة حركة "حماس" في قطر الأسبوع الماضي.

نتنياهو تحدث في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، بعد اجتماعهما في مكتب رئاسة الوزراء بالقدس الغربية.

وسئل عما إذا كان نادما على العدوان في الدوحة، فأجاب: "لم تفشل الضربة، لأنها حملت رسالة محورية واحدة، وقد درسناها قبل تنفيذها".

وأضاف: "ما زلنا نتلقى التقارير النهائية"، عن نتائج العدوان على قطر.

وتابع: "سأخبركم ما هو أثر الضربة: وجّهنا رسالة إلى الإرهابيين: يمكنكم الهرب، لكن لا يمكنكم الاختباء، وسنقبض عليكم"، وفقا لتعبيره.

والثلاثاء، شن الجيش الإسرائيلي هجوما جويا على قيادة "حماس" بالدوحة، ما أدانته قطر وأكدت احتفاظها بحق الرد على هذا العدوان، الذي قتل عنصرا من قوى الأمن الداخلي القطري.

فيما أعلنت "حماس" نجاة وفدها المفاوض بقيادة رئيسها بغزة خليل الحية، من محاولة الاغتيال، ومقتل مدير مكتبه جهاد لبد، ونجله همام الحية، و3 مرافقين.

ولإسرائيل تاريخ طويل في اغتيال آلاف القادة الفلسطينيين، سواء داخل الأراضي الفلسطينية أو في دول عديدة بأنحاء العالم.

** دور قطر

من جهته رفض وزير الخارجية الأمريكي التعليق مباشرة على الهجوم الإسرائيلي على قطر، وقال: "نتطلع إلى ما سيحدث لاحقا".

وأضاف روبيو: "ننظر إلى ما يمكننا فعله مع قطر، وما هو دورها القادم في المحادثات. نشجعها على مواصلة دورها".

وجاء الهجوم على قطر رغم قيامها بدور وساطة، إلى جانب مصر في مفاوضات غير مباشرة بين "حماس" وإسرائيل، للتوصل إلى اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار.

وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 64 ألفا و905 قتلى، و164 ألفا و926 جريحا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة قتلت 425 فلسطينيا بينهم 145 طفلا.

** مسؤولية العدوان

من جهته قال نتنياهو إن إسرائيل تتحمل "المسؤولية الكاملة" عن الهجوم في الدوحة، مبينا أن "قرار التحرك ضد قيادة حماس في قطر كان قرارا إسرائيليا مستقلا".

وأضاف: "هذا القرار اتخذته أنا وكبار قياداتنا الأمنية وتحملنا مسؤوليته كاملة".

وأثار العدوان على سيادة قطر إدانات عربية ودولية، مع دعوات إلى ضرورة ردع تل أبيب لوقف اعتداءات التي تنتهك القانون الدولي.

نتنياهو ادعى أن "هناك نفاقا هائلا في انتقاد إسرائيل"، بسبب العدوان على قطر.

وبخصوص العلاقات مع واشنطن، اعتبر أنه "ليس لأمريكا حليف أفضل من إسرائيل، وإسرائيل ليس لها حليف أفضل من أمريكا".

وموجها كلامه إلى روبيو استطرد: "وجودكم هنا في إسرائيل اليوم رسالة واضحة بأن أمريكا تقف إلى جانب إسرائيل".

وتابع: "تقف إلى جانبا في مواجهة الإرهاب وأكاذيب العصور الوسطى التي تُروّج ضدنا، وتصاعد معاداة السامية في العالم"، بحسب قوله.

** مستقبل غزة

أما روبيو فادعى أن بلاده "تتطلع لمستقبل أفضل لشعب غزة"، معتبرا أن ذلك "غير ممكن طالما أن حماس قائمة و48 رهينة محتجزون".

وتقدر تل أبيب وجود 48 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها نحو 11 ألفا و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، قتل العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

روبيو أضاف: "لم يعد بإمكان حماس الاستمرار كعنصر مسلح يهدد السلام والأمن"، على حد قوله.

وتؤكد "حماس" أنها حركة مقاومة مشروعة تواجه إسرائيل، التي تصنفها الأمم المتحدة القوة القائمة باحتلال الأراضي الفلسطيني.

وزاد روبيو: "شعب غزة يستحق مستقبلا أفضل، لكن لا يمكن أن يبدأ إلا بعد القضاء على حماس، وعودة الرهائن إلى ديارهم"، بحسب ادعائه.

ورفض نتنياهو أكثر من مقترح اتفاق قبلت به "حماس" لتبادل أسرى وإنهاء حرب الإبادة الجماعية على غزة.

وتؤكد المعارضة وعائلات الأسرى أن نتنياهو يواصل الحرب للحفاظ على منصبه، إذ يخشى انهيار حكومته في حال انسحب منها الجناح الأكثر تطرفا والرافض لإنهاء الحرب.

ومحليا يُحاكم نتنياهو بتهم فساد تستوجب سجنه حال إدانته، ودوليا تطلب المحكمة الجنائية في لاهاي اعتقاله لارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.

وتجنب روبيو التعليق عن خطط إسرائيل لعملية احتلال مدينة غزة التي بدأت في 3 سبتمبر/ أيلول الجاري، تمهيدا لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل.

** ضم الضفة

وبشأن ما إذا كانت إسرائيل ستضم الضفة الغربية المحتلة، قال نتنياهو: "لسنا مضطرين للكشف عن الخطوات المستقبلية".

ومن شأن ضم إسرائيل الضفة الغربية أن ينهي إمكانية تنفيذ مبدأ حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية)، الذي تنص عليه قرارات صدرت من الأمم المتحدة.

واستدرك نتنياهو: "ولكن إذا اتخذوا إجراءات أحادية الجانب، فسندعو إلى اتخاذ إجراءات أحادية"، في إشارة إلى سعي السلطة الوطنية الفلسطينية إلى الحصول على اعترافات من الدول بدولة فلسطين.

وتعتبر إسرائيل الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية "إجراء أحاديا".

وفي الأشهر الأخيرة، أعلنت دول غربية، بينها بريطانيا وفرنسا وأستراليا وكندا وبلجيكا، اعتزامها الاعتراف بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الجاري.

ومن أصل 193 دولة عضوا بالمنظمة الدولية، يعترف 149 بلدا على الأقل بالدولة الفلسطينية التي أعلنتها القيادة الفلسطينية في المنفى عام 1988.

ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.