مصر تطالب مجددا بالانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة
جاء ذلك خلال مباحثات أجراها وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي الجمعة، مع الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، بشأن التطورات الإقليمية والدولية خاصة فيما يتعلق بغزة والسودان.
Istanbul
إسطنبول / الأناضول
- في اتصال هاتفي أجرته الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس مع وزير خارجية مصر بدر عبد العاطي- أجمع الطرفان على عدم وجود تدخل عسكري للأوضاع في السودان وعلى أهمية تنفيذ بيان الرباعية الدولية الصادر في 12 سبتمبر الماضي
جددت مصر مطالبتها الأطراف المعنية بضرورة الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار في قطاع غزة، الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2025.
جاء ذلك خلال مباحثات أجراها وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي الجمعة، مع الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، بشأن التطورات الإقليمية والدولية خاصة فيما يتعلق بغزة والسودان.
وقال بيان صدر عن وزارة الخارجية المصرية، السبت، إن كالاس هاتفت عبد العاطي وبحثت معه إضافة لذلك الشراكة الثنائية وعدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
ونقل عن كالاس تأكيدها أهمية مصر "كشريك رئيسي للاتحاد الأوروبي"، وإشادتها بدور البلاد "المحوري في دعم الأمن والاستقرار في المنطقة".
وفيما يتعلق بتطورات قطاع غزة، أكد عبد العاطي ضرورة "الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب لإنهاء الحرب) بما يشمل الجوانب السياسية والتنموية والإنسانية".
وشملت المرحلة الأولى من الاتفاق وقف العمليات العسكرية وانسحابا جزئيا للجيش الإسرائيلي وصفقة تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع.
ورغم أن إسرائيل خرقت الاتفاق عشرات المرات ولم توف بالتزاماتها التي نص عليها، تواصل حركة "حماس" تنفيذ التزاماتها خاصة فيما يتعلق بتسليم جثامين الأسرى الإسرائيليين وسط نقص المعدات والخبرات.
وضمن صفقة التبادل، سلمت الفصائل الفلسطينية بغزة 20 أسيرا إسرائيليا أحياء ورفات 25 آخرين من أصل 28.
إلا أن إسرائيل ادعت أن أحد الجثامين التي تسلّمتها لا يعود لأي من أسراها، وأن رفاتا آخر لم يكن جديدا بل بقايا لأسير سبق تسلّم بعض رفاته، مشيرة إلى أنها تنتظر تسلم 5 جثامين متبقية.
وترهن إسرائيل بدء التفاوض لتدشين المرحلة الثانية من الاتفاق بتسلمها بقية جثث الأسرى، بينما تؤكد حماس أن الأمر يستغرق وقتا لاستخراجها نظرا للدمار الهائل بغزة.
في المقابل، يوجد 9500 مفقود فلسطيني قتلهم الجيش الإسرائيلي، ولا تزال جثامينهم تحت أنقاض حرب الإبادة الإسرائيلية، وفقا للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
وفي السياق، أطلع عبد العاطي كالاس على جهود مصر لضمان تثبيت الاتفاق، مؤكدا أهمية "تنفيذ كامل بنوده".
وشدد على أهمية "بدء خطوات التعافي المبكر وإعادة الإعمار بغزة، وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع بكميات تتناسب مع احتياجات السكان".
وتفيد معطيات حكومية بغزة بأن "متوسط شاحنات المساعدات التي تدخل يوميا لا يتعدى 24 بالمئة بواقع 145 شاحنة، من عدد الشاحنات التي نص الاتفاق على دخولها بشكل يومي وتبلغ 600 شاحنة".
كما استعرض عبد العاطي الترتيبات الخاصة باستضافة مصر "للمؤتمر الدولي للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة خلال شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري"، معربا عن تطلعه إلى مشاركة فعالة في المؤتمر من الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي.
** السودان
وفي ملف السودان، أجمع الطرفان، وفق البيان، على عدم وجود حل عسكري للأوضاع هناك وعلى أهمية "تنفيذ بيان الرباعية الصادر في 12 سبتمبر/ أيلول الماضي، وضرورة الحفاظ على وحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه ومؤسساته".
والبيان الذي أشارت إليه وزارة الخارجية، دعت خلاله الرباعية الدولية (تضم الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات) إلى هدنة إنسانية أولية لـ3 أشهر في السودان، لتمكين دخول المساعدات الإنسانية العاجلة إلى جميع المناطق تمهيدا لوقف دائم لإطلاق النار.
يلي ذلك إطلاق عملية انتقالية شاملة وشفافة تُستكمل خلال 9 أشهر، بما يلبي تطلعات الشعب السوداني نحو إقامة حكومة مدنية مستقلة تحظى بقاعدة واسعة من الشرعية والمساءلة.
وأشارت خارجية مصر إلى أن عبد العاطي وكالاس أدانا "الانتهاكات السافرة التي وقعت في مدينة الفاشر (عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان) خلال الفترة الأخيرة".
وفي 26 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، استولت "قوات الدعم السريع" على الفاشر، حيث ارتكبت مجازر بحق مدنيين وفق مؤسسات محلية ودولية، كما أقر قائدها محمد حمدان دقلو "حميدتي" بحدوث "تجاوزات" في المدينة، مدعيا تشكيل لجان تحقيق.
كما أكد عبد العاطي وكالاس ضرورة "اضطلاع المجتمع الدولي بدوره لوضع حد لهذه الانتهاكات الجسيمة"، فيما عبرا عن القلق البالغ إزاء "تردي الأوضاع الإنسانية بشكل مأساوي".
وشدد الطرفان على "أهمية تضافر الجهود للتوصل إلى هدنة إنسانية ووقف لإطلاق النار في جميع أنحاء السودان تمهيداً لإطلاق عملية سياسية شاملة في البلاد، وأهمية زيادة حجم المساعدات الإنسانية وضمان وصولها إلى جميع أنحاء السودان".
ومساء الخميس، أعلنت "قوات الدعم السريع" موافقتها على "الانضمام إلى الهدنة الإنسانية" التي اقترحتها دول "الرباعية"، دون ذكر تفاصيل عن بنود الهدنة وآلية تنفيذها.
فيما لم يصدر تعقيب فوري بالخصوص من "الرباعية" ولا الجيش السوداني.
وأشار البيان إلى أن عبد العاطي استعرض أيضا جهود مصر في إطار الآلية الرباعية لـ"دعم جهود التهدئة والتوصل لوقف شامل لإطلاق النار".
ومنذ أبريل/ نيسان 2023، يشهد السودان حربا بين الجيش و"قوات الدعم السريع" بسبب خلاف بشأن المرحلة الانتقالية، ما تسبب في مجاعة ضمن إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، وفي مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
